آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
وجعل بينكم مودة ورحمة

وجعل بينكم مودة ورحمة

تاريخ الإضافة: 2009/10/30 | عدد المشاهدات: 4387

أما بعد، فيا أيها الإخوة المؤمنون:

أول ما يتبادر للذهن، وأعتقد أن هذا الذي يتبادر هو الصحيح، أول ما يتبادر للذهن عندما نتحدث عن مجتمعنا المضطرب، عن مجتمعنا الذي يمكن أن نسميه وبكل وضوح وصراحة المجتمع المتفكك المجتمع الذي استحكم فيه الشقاق، واستحكم فيه الصراع على تَوَافِه، فالشقاق حيثما ذهبت، في السوق في الدائرة في المعمل في الجيش في الدوائر النخبوية في كل مكان تذهب إليه فتجد الشقاق مستحكماً والاضطراب مخيماً، والسؤال: إذا كان الأمر كذلك فما السبب ؟ لا أريد أن أتحدث عن كل الأسباب، لكنني قررت اليوم أن أشير إلى أن من أسباب هذا تفكك الأسرة، أو الشقاق المستحكم في الأسرة أيضاً، اضطراب المجتمع آتٍ من اضطراب الأسرة، الشقاق الذي في المجتمع آتٍ من الشقاق الذي في الأسرة، ما تراه في المجتمع إنما مبعثه ما يكون في الأسرة، لأن الأسرة كما تعلمون وكما نتحدث في مناسبات عقد الزواج هي الخلية الأولى في المجتمع، فإن حَسُنت حسن المجتمع، أوليس المجتمع هو عبارة عن مجموعة الأسر ؟ أليس المجتمع هو أسرتك وأسرتي وأسرة فلان وأسرة علان...

فلنقف وقفةً من أجل أن ننظر هذا الإسلام العظيم الذي قال لنا ونصحنا وحدَّثنا عن ضرورة أن تكون الأسرة مترابطة مطمئنة متعاونة متضامنة، وبذلك يكون المجتمع مترابطاً متعاوناً متضامناً، انظروا إلى الآيات التي تحدثت عن العلاقة بين الزوجين الذين يشكلان أساس الأسرة، الله عز وجل قال الآية التي نذكرها أيضاً في كل مناسبات عقد الزواج: ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة﴾ قبل أن أشرح المودة والرحمة، لو قمنا باستفتاء وسألنا كل واحدٍ منكم: هل بينك وبين زوجك مودة ورحمة ؟ هل تعترف وبصدق من دون أن يكون ذلك للإعلان أو للكلام أمام الناس هل بينك وبين زوجتك مودة ورحمة ؟ أنت يا من تزوجت قبل أسبوعين، أنت يا من تزوجت قبل أسبوع، أنت يا من خطبت لأن اليوم يتعامل الخطيبان كما يتعامل الزوجان ثقوا بهذا فهذا واقع مجتمعنا، هل بينكما أنتما أيها الخطيبان، أعني الرجل والمرأة مودة ورحمة ؟ هل أنت يا من مرَّ على زواجك أكثر من عشر سنوات أو خمس سنوات هل بينك وبين زوجتك مودة ورحمة ؟ ربما تقول لي: نعم، وربما تقول لي: وما تعني بالمودة والرحمة ؟ أقول لك: ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة﴾ أرأيت لو أردت أن تشتري بيتاً تنظر إلى هذا البيت من أجل أن يتوافر فيه شرطان حتى تسكنه: أن يميل قلبك إليه وإلى المنطقة التي هو فيها، فإن لم يمل قلبك إليه وإلى المنطقة التي هو فيها لن تشتريه حتى ولو كان رخيصاً، ثم بعد ذلك تنظر إلى هذا البيت بعد ميل القلب فيما إذا كان يكفيك، يتَّسع لك الاتساع الحقيقي الصحيح.

أخي الكريم: ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها﴾ ومن أجل السَّكن إليها ومن أجل أن تسكن المرأة إلى الرجل وأن يسكن الرجل إلى المرأة لا بدَّ من توفر شرطين هذان الشرطان هما: المودة والرحمة، وهما كلمتان ليستا مترادفتين، الرحمة: أن يعطي كلٌ من الزوجين الآخر عطاءً نافعاً برفق، كما قلنا على أساسٍ من حُب. أن تعطي الزوجة زوجها عطاءً نافعاً، خلقت من أجل أن تعطي هذا العطاء برفق وعلى أساسٍ من حب من وِد، والود من أعلى درجات الحُب، وعلى الرجل أن يعطي زوجته عطاءً نافعاً برفق وعلى أساسٍ من وِد. إذا تحقق هذان الشرطان: عطاءٌ نافعٌ برفقٍ من الزوجة إلى زوجها ومن الزوج إلى زوجته على أساسٍ من ود على أساسٍ من حب، سكنتَ إليها وسَكَنتْ إليك، أما وأن الحب، أما وأن الود والرحمة مفقودان فما أظن لو أننا سألنا كما سألنا آنفاً: هل تسكن إلى زوجتك ؟ سيقول لك: عندما آوي إلى زوجتي آوي إلى جحيم. وستقول هي نفس الكلام: عندما آوي إلى زوجي آوي إلى جحيم. وهذا أنتج وأدَّى أننا في دائرة الفتوى نستقبل كل يوم مئة سؤال على الأقل تتعلق هذه الأسئلة بالطلاق، مئة سؤال من أصل مئة وخمسين سؤال، القسم الأكثر والأغلب من الأسئلة تتعلق بالطلاق، يأتيني هذا وقد طلَّق زوجته، كم مضى على زواجكما ؟ سنتان، كم مضى على زواجكما ؟ سنة، شهر، أسبوعان، سنتان، ثلاث سنوات، أربع سنوات، خمسون سنة، أربعون سنة. استحكم الشقاق، ذلك أننا إذا نظرنا وأنا لا أريد أن تحكم على غيرك أو أن تفحص غير أسرتك أو غير نفسك، افحص نفسك، هل تسكن إلى زوجتك وهل تسكن زوجتك إليك ؟ أظن أن النسبة المتحققة بذلك ستكون قليلة جداً ولا تجاملوني ولا تجاملوا أنفسكم، ولا يجاملنَّ أحدٌ منا نفسه فالمجاملة ستقضي على البقية الخيرة الباقية، صارحوا أنفسكم واصدُقوا مع أنفسكم، واصدُقوا إذا حدَّثتم أنفسكم أو حدثتم الآخرين: ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة﴾ ما الذي غيَّب المودة والرحمة ؟ وما الذي يأتي بالمودة والرحمة ؟

الذي يأتي بالمودة والرحمة أمور، لن أعددها وإنما سأحددها، إن شئتم التحديد، الذي يأتي بالمودة والرحمة أمران:

الأمر الأول: النظر في أصل تكوين الأسرة من أجل أن تكون أساساتها متينة، ولن تكون أساساتها متينة إلا إذا اختير الزوج على أساسٍ من خُلقٍ ودين، واختيرت الزوجة على أساسٍ من صلاح، على أساسٍ من دينٍ وخلق، ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما في الترمذي والحديث واضح ولكننا نسمعه كثيراً ولا نفحصه ولا ننظر إلى معانيه ودلالاته لا قليلاً ولا كثيراً: (إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة وفساد) هكذا في رواية الترمذي، وكانت الفتنة والفساد، أنت يا من لك بنت بالله عليك هل تنظر إلى هذا الذي يأتي ويطلب يد ابنتك، هل تنظر إلى خلقه ودينه نظرة معيارية تأسيسية أساسية ؟ أم أنك تنظر إلى هذه القضية في نهاية المطاف فإن وُجدت فبَهِا ونعمت، وإن لم تكن فسيتحسن صهرنا القادم، سيكون إن شاء الله ذا خلق حسن، لم تنظر إليه لا أنت ولا زوجتك. كلنا من حي صغير يعرف بعضنا بعضاً فلا تقل لي بأنك لا تتبع هذا الذي قلته فأنا أعرفك وأنت تعرفني وكلنا يعرف كلنا من غير استثناء.

الرسول صلى الله عليه وآله وسلم دعانا وسمَّعنا هذا الحديث كثيراً ويرويه الإمام مسلم: (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة) هل تنظر إلى صلاح المرأة وأنت تبحث عن زوجة وأنت تبحث لولدك عن زوجة وأنت تبحث لأخيك عن زوجة وأنت تبحث لوالدك حتى عن زوجة ؟ لا تنظر إلى الصلاح في المرأة حتى يكون السِّمة التي على أساسها ستقبل بهذه المرأة وستنتقي هذه المرأة وستأخذ هذه المرأة، مَن منا يرسل أمه لتخطب له وقد وضعت في ذهنها هذا المعيار ؟ صدِّقوني القضية غائبة، لكننا ندعيها كما ندعي النظافة على أننا أمة النظافة لكن شوارعنا هي أوسخ الشوارع في العالم، كما ندعي أننا أهل الرفق في الحيوان لكننا نأتي على الإنسان لنقتله غير عابئين بالنتائج، لنقتله لأنه خالفنا برأيٍ من الآراء نحكم عليه ونقتله.

أصل التكوين الأساس غير متوفر فكيف تريدون إذا كان الأساس غير متوفر أن تكون بين الرجل والمرأة المودة والرحمة ؟ بعد التكوين، كونت الأسرة على غير أساس صحيح، هل هنالك إمكان من أجل أن نتدارك ؟ نعم.

الأمر الثاني نتدارك فيه، ما الأمر الثاني ؟ أيها الزوج، أيتها الزوجة، أيها الأب، أيتها الأم، أيها الولد، أيتها البنت، أيها الجد، أيتها الجدة: هنالك من أجل الاستمرار ولئن فاتنا التأسيس فعلينا أن نتدارك بالاستمرار، والتدارك بالاستمرار هو: أن يتمتع كل أفراد هذه الأسرة التي نتحدث عنها بصفات كما كنت قد حدثتكم منذ أكثر من خمسٍ وعشرين سنة، أن يتمتع بصفات الأبواب، بالسُّبل التي تؤدي إلى الحب، بالطرق التي إن سلكتها كنت محبوباً شاء من شاء وأبى من أبى، هذه السبل وهذه الطرق سمَّيتها في يومٍ من الأيام: "صفات الأبواب" وأنا لن أذكرها كلها وإنما لخصتها في أربع صفات: من أجل أن تتدارك أصل التكوين، هيا فاتصف بالصفات التالية أيها الفرد في الأسرة مَن كنت سواءٌ أكنت زوجاً، أو زوجة، أو أباً، أو ولداً، أو جداً، أو جدة، هذه الصفات الأربع هي:

الصفة الأولى: الكلمة الطيبة المظروفة والمهيأة، ولقد ذكرت على هذا المنبر منذ أكثر من عشرين عاماً وقلت لرجلٍ أتاني يشكو زوجته خاطبته هل تقول لزوجتك صباحاً: عمتِ صباحاً إن كنت أديباً ؟ أو تقول لها صباح الخير، أو تقول لها السلام عليكم إن كنت متديناً، أو تقول لها أسأل الله أن يجعل صباحك خيِّراً إن كنت صاحب فلسفة دينية في عرف العامة ؟ قال لي: لا أقول هذا الكلام. قلت له: إذا شربت زوجتك أمامك فهل تقول لها بعد أن تنتهي كما تقول للضابط الفلاني الذي تزوره متزلفاً منافقاً لا أكثر ولا أقل، هل تقول لزوجتك: هنيئاً ؟ قال لي: لا. قلت له: إذا عطست زوجتك أمامك هل تقول لها رحمكِ الله ؟ قال لي: معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي، لا يمكن أن أقول لزوجتي مثل هذا الكلام. قلت له بعد ذلك ليس منك كلمة طيبة وتريد من زوجتك أن تكون معك ملاكاً ؟ أين الكلمة الطيبة التي هي كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وستؤتي ثمارها في حياتك كلها ؟ أين هذه الكلمة الطيبة ؟ يا ويحك. الكلمة الطيبة المظروفة والمهيأة، تبحث عن فرصة من أجل أن تسمع زوجتك كلمة طيبة، بينك وبين نفسك تتذكر أن زوجتك ولدت في اليوم الفلاني، فتذهب من أجل أن تقول لها كلماتٍ تنتظرها بفارغ الصبر، لكنك لا تفكر بهذا، ترسل إلى زوجتك رسالة أنت تهيؤها تقول لها على سبيل المثال: بوركتِ من امرأةٍ صاحبة فضل، بارك الله بك وأنت صاحبة الفضل علينا وعلى بيتنا. هل قلت هذا لزوجتك في يومٍ من الأيام ؟ تلك الكلمات كان يقولها مَن ؟ يقولها سيدك وسيدي، وسيد الناس محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كان أفكَهَ الناس، كان ألطف الناس، كان أحسن الناس مع أهله، شهدت بذلك السيدة عائشة: كان بساماً ضحاكاً صلى الله عليه وآله وسلم ، هل أنت تفعل هذا ؟ الكلمة الطيبة من أجل أن تتدارك، أريدكم ألا تنسوا، لأنني أقرر الهيكل العام.

الصفة الثانية: التواضع، هل أنت متواضعٌ مع زوجتك أم أنك متكبر لا تعرف أين تضع أنفك ؟ أنت متكبرٌ مع زوجتك، هل تقوم لزوجتك حينما تأتي ولتسلم عليها أم انك احتفظت بهذا الاستقبال الحافل لضيفٍ ثقيلٍ، لكنه يمتُّ إلى السُّلطة بصلة ؟ أم أنك احتفظت بهذا القيام لإنسان لا يهمك أمره ولا يهمه أمرك ؟ فهل تقوم لزوجتك ؟ هل تتواضع مع زوجتك ؟ هل تعتذر من زوجتك إذا أذنبتَ أو ارتكبتَ خطأً ما فضلاً عن أن يكون فعلاً عمداً مؤذياً ؟ هل تعتذر إلى زوجتك.

الصفة الثالثة: الإيثار، هل تؤثر زوجتك، أنتما مدعوان على سبيل المثال، أنت مدعو إلى حفلة لصديقك وهي مدعوة إلى حفلة لصديقتها، والحفلتان شرعيتان، ودعك من كل الترهات التي يمكن أن تستعين بها وأنت تعرف في قرارة نفسك أنك تستعين بها زوراً وبهتاناً، سلفاً أقول لك الحفلتان شرعيتان وعندكما ولد ولا تستطيع هي أن تأخذ هذا الولد وأنت لا تستطيع أنت تأخذ الولد ولا بدّ للولد أن يبقى في البيت فهل تفكر ولو للحظة، وأناشدك الله هل تفكر أن تبقى أنت مع الولد وتَدَع زوجتك تذهب لحضور حفلة صديقتها الشرعية ؟ ما أظن، أين هذا الرجل حتى نضع له تمثالاً هنا في بعض الساحات في حلب، مَن يمكن أن يتمتع بهذه الصفات ؟ حدثوني عنه.

الصفة الرابعة: التحمل الإيجابي، وقد قلت لكم في الأسبوع الفائت: (صل من قطعك، واعفُ عمَّن ظلمك، وأحسن إلى من أساء إليك) هكذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم حسبما جاء في صحيح مسلم، إن لم تحسن إلى من أساء إليك في أسرتك قل لي بربك إلى من ستحسن، إلى من أساء إليك عندما لا تحسن إليه وهو في أسرتك ؟ هذا ما يجب أن نطبقه في أسرنا أيها الرجل أيها الزوج أيتها الزوجة: (صل من قطعك واعف عمن ظلمك وأحسن إلى من أساء إليك) التحمل الإيجابي.

بصفاتِ الأبواب التي هي: الكلمة الطيبة، والتواضع، والإيثار، وبالتحمل الإيجابي نتدارك ما فاتنا في التكوين إن كان ذلك لم يكن، وأعتقد أننا نستعيد قدرة تحدث عنها القرآن إن لم تكن مئة بالمئة لكنها بالمئة على الأقل أكثر من ثمانين: (صل من قطعك، واعفُ عمن ظلمك، وأحسن إلى من أساء إليك).

بعد صفات الأبواب هذا سيعيدك إلى أن تجعل من أسرتك أسرة تتحقق بالمودة والرحمة: ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة﴾ الرحمة عطاء، لتكن معطاءً في أسرتك وليكن هذا العطاء على أساسٍ من ود، أما إذا كان العطاء على غير هذا الأساس فلن يكون ذلك شرطاً كافياً، هذا يحقق بعض الشيء: ﴿وجعل بينكم مودة ورحمة﴾ الرحمة عطاء على أساس من ود على أساسٍ من حب، فكروا في أنفسكم من الآن وإلى الأسبوع القادم، هل أنتم يمكن أن تكونوا أفراداً تنطبق عليهم هذه الآية بينكم مودة ورحمة ؟ فإذا ما كنتم ممن تنطبق عليهم هذه الآية فاشكروا الله وازدادوا، وإن لم تكونوا كذلك فتوبوا وعاهدوا لأننا نريد في النهاية لمجتمعنا أن يكون مجتمعاً آمناً مطمئناً ألا يكون مجتمعاً مضطرباً ألا يكون مجتمعاً تكثر فيه الطلاقات أو يكثر فيه الشقاق والطلاق، نريد لمجتمعنا أن يتكامل، فإذا ما تكامل وأمِنَ واطمئنَّ أنتج وأبدع، واليوم لا إنتاج ولا إبداع، وإنما انتهاش، هذا يريد أن يرضي زوجته بالأمر الفلاني الظاهري حتى ترضى عنه هو حينما يفعل أمراً ما هذا الأمر غير مشروع وهكذا دواليك وأنتم أدرى بشؤون الأسرة الواقعية التي نعيشها، ودعونا من أجل أن نتكلم عن حلب قبل أن نتكلم عن العالم الإسلامي كله فما يهمنا ابتداءً هو أن نتكلم عن بلدنا، عن حينا، أن نتكلم عن أنفسنا، ثم بعد ذلك يمكننا أن نتكلم عن غير حلب، وأن نتكلم عن غير سورية، وأن نتكلم عن المجردات، مشكلتنا أننا عندما ننصح نتوهم أننا ننصح غيرنا ولا نقترب من أنفسنا لأننا قررنا أن نبعد أنفسنا عن النصح.

أسأل الله عز وجل أن يبعد عن أُسَرنا الشِّقاق والخلاف، نِعمَ من يُسأل ربنا، ونعم النصير إلهنا، أقول هذا القول وأستغفر الله.

ألقيت بتاريخ 30/10/2009

التعليقات

خليل شاوي

تاريخ :2009/11/04

هذا تدبر عكامي لاية المودة والرحمة ورصد عكامي لاضطراباتنا الاجتماعية ولهجة عكامية حارة في تجلية واقعنا لكن الناس قد مالوا الى من عنده كذب وهجروا الصادقين فاضطربوا وفقنا الله للاستفادة من العلماء الصادقين الذي يمثلهم د محمود عكام اصدق تمثيل

دمحمود وراق

تاريخ :2009/11/09

لقد استفدت كثيرا من هذه الخطبة وطورت علاقتي بزوجتي دون ان اتحدث لها عنها

ولدكم عمر - الباب

تاريخ :2009/11/17

والله يا سيدي أنا اليوم كنت متخاصم مع زوجتي فبعد أن قرأت هذه الخطبة صالحتها واعتذرت إليها وسأطبق ما تقوله من نصائح اجتماعية نبوية، وسأعمم الخطبة على منبري وعبر أصدقائي على منابرهم.أشكرك. وأسأل الله تعالى أن يديمك ذخراً ويزيدك علماً وفكراً وعملاً وإنتاجاً.

السنوسي المنير

تاريخ :2009/11/22

جزاك الله خيرا .....

شاركنا بتعليق