تحية الإسلام السَّلام: تقولونها إذ تَلقون أحداً أو حين تَدخلون مكاناً ما حتى ولو لم يكن هناك أحد. ويقولها الخطيب لمستمعيه والإمام لمصلِّيه والمؤذِّن لسامعيه، وتقولونها لبعضكم في لقاءاتكم واجتماعاتكم بدايةً ونهايةً، فبالله عليكم هل تقولون السلام إذ تلفظونه: يخرجُ من القلب أم إن مُنطَلقه اللسان أو رأس اللسان ؟! أتدرونَ يا سادتي ما السَّلام ؟ إنه – وأيمُ الحقِّ – ميثاقٌ وعهدٌ، وما دمتم تقولونه فعليكم الالتزام بمضمونه ودلالته: فالسَّلام عليكم: تعني أنَّ دماءكم وأعراضكم وأموالكم وظهوركم سالمة من أن يصيبها أدنى خَدش يخرجُ مني أنا من سلَّم وحيَّا. وتعني أنَّ علاقاتنا مَبناها السَّلام والأمان والضَّمان، فلا يكُن في صدرك ولا في صدري حَرَج مني إليك أو حَرجٌ منكَ إلي. فتعالوا – من اليوم – إلى السَّلام ذلك الموثِق نرعَاه ونصونه ونوفِّيه حقوقه، وإذ نبدأ فالنهاية مقولة الرحمن لنا: (ادخُلُوها بسلامٍ آمنين) أي الجنة، وفي الدنيا: مجتمعٌ متماسك قويٌّ يدعو إلى الله على بصيرة والناس ستستجيب... ولا تُصدِّقوا أنَّ ثمة منشوداً للإنسان أعظم وأولى من السلام، فلندخل فيه كافة وباستمرار، واللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت وتعاليت لك الحمد يا ذا الجلال والإكرام.

حلب

27/7/2019

محمود عكام