آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
علاج القلق والاضطراب

علاج القلق والاضطراب

تاريخ الإضافة: 2010/01/22 | عدد المشاهدات: 4643

أما بعد، فيا أيها الإخوة المؤمنون المسلمون:

ستوافقونني عندما أقول - هكذا أعتقد - بأن كل واحدٍ منا اليوم ترتسم على وجهه معالم الاضطراب والقلق، ولا يستثنى من هذا أحد إلا من رحم الله، والنادر لا حكم له، الغني قلق ومضطرب، والفقير كذلك قلق ومضطرب، الصحيح مضطربٌ وقلق، والمريض والسَّقيم كذلك، ذو السلطة مضطربٌ وقلق، والذي ينشدها أيضاً مضطربٌ وقلق، والذي أُعفي من السلطة وقد كان أثناء وجوده في السلطة قلقاً، أُعفي من السلطة فغدا قلقاً، وربما ازداد قلقه وهكذا... الأب في البيت قلق، والولد في البيت قلق ومضطرب، والزوجة قلقة، والذي يبني والذي اشترى بيتاً قلق والذي استأجر البيت قلق والذي استرهن البيت قلق والذي يذهب إلى المسجد قلق، ستوافقونني عندما أقول هذا الكلام، ولربما قال قائل لم يحضر خطبة الجمعة الفائتة ولمَ القلق والناس يُصلُّون ما شاء الله، والناس يذهبون إلى العمرة، والناس يذهبون إلى الحج، والناس يذكرون، لقد كثرت السُّبحات في أيدي الناس فما من أحد إلا ويمسك بالسبحة ليذكر الله على حد زعمه، وأنت ترى على زجاج السيارات "عطّر فمك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" والناس تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً، وهذا له ورد وذاك له وردٌ آخر، والناس يحضرون مجالس الأناشيد، هذا ينشد وهذا يصدح ودروس الوعظ كثيرة، وقنوات الدروس والتدريس ما أكثرها أيضاً... الخ، إذا كان كل هذا فلماذا القلق ؟ أقول لو أنك حضرت خطبة الأسبوع الماضي لرأيت الإجابة فيها، القلق لا تُذهبه الصحوة الإسلامية وإنما الذي يذهب القلق عنك والاضطراب الصحوة الإيمانية، الإسلام الظاهر لا يُذهب قلقك وإنما الإيمان الثابت في القلب هو الذي يذهب قلقك واضطرابك.

أيها الإنسان المضطرب قل لي بربك ما الذي يقلقك ؟ عندما تمحِّص الأمر سترى أن الذي يقلقك وهم، وهذا الوهم الذي يقلقك أقلقك لأنك توجهت إليه واتخذته رباً من دون الله، ولو أنك نظرتَ إليه على حقيقته كما هو وتوجهت إلى ربك على أنه الحق لغدا هذا الذي يقلقك يُطمئنك: (واعلم أنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك) هذا ما قاله سيد المؤمنين صلى الله عليه وسلم، (واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً)، لو علمتَ هذا، لو آمنت بهذا، لو توجهت إلى ربك وكان توجهك الداخلي كادّعائك الظاهري لذهب عنك القلق، لكن لا أريد أن يكون الجواب مُجمَلاً بهذا الشكل، وإنما دعوني من أجل أن أفصِّل لكم إلى حدٍ ما من وجهة نظري كيف نُذهب القلق والاضطراب هذا الذي يكتنفنا صباح مساء، يكتنف شبابنا وبناتنا وأبناءنا والحاكمين فينا والوزراء والمدراء والضباط والجنود.

أيها الأخ المسلم: أريدك أولاً أن تمحص إيمانك بالله عز وجل، أن تعطي إيمانك وقتاً من التمحيص، انظر إيمانك بربك، أن تؤمن بإلهٍ، ما صفات هذا الإله الذي تؤمن به ؟ صفاته كما تراها أنت وكما أراها، الله هذا الذي تؤمن به عليم، إذن أنت تؤمن بعليم، فلماذا القلق والقدرُ آتٍ من عنده ؟ أنت تؤمن برحيم فلماذا القلق وهو الذي يتصف بالرحمة المطلقة ؟ إذا طمأنك إنسانٌ أعلى رتبةً منك وكان هذا الإنسان رحيماً، والإنسان الرحيم رحمته نسبية، إذا طمأنك هذا الإنسان الرحيم الذي هو أعلى رتبة منك اطمأننت، فمالك لا تطمئن وأنت تؤمن بربٍ تصفه بالرحمة، ومن فمك أُدينك، أنت تؤمن به، أنت تؤمن بالله العليم الرحيم الفعال التواب الغفور الودود المؤمن السلام المصور الخالق الرازق المعطي، أنت تؤمن به، محِّص إيمانك بالله عز وجل وبصفاته وأسمائه، فإذا ما محَّصتَ إيمانك بربك فأنت ستمتلك إلى حدٍ ما قوة من أجل أن تواجه هذا القلق الذي يأتيك، يداخلك هذا الاضطراب الذي ينتابك، هذا الاضطراب الذي يقتحمك، يقتحم قلبك يقتحم عيونك وبالتالي تؤثر أنت من حيث تدري أو لا تدري على أولادك وطلابك وجيلك وأبنائك وهؤلاء الذين تتوجه إليهم بكل شيء، محِّص الإيمان، ولهذا أكرر باستمرار: الله عز وجل قال: ﴿يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا﴾، تأكدوا من إيمانكم بالله عز وجل ولهذا كان الصحابة الكرام يقول بعضهم لبعض: "تعالَ نؤمن ساعة" تعال نفكر بهذا الذي نؤمن به، تعال نفكر ونمحص إيماننا بهذا الذي نؤمن به، نؤمن بربٍ عظيم كبير مُتعالٍ رحيم جبار قهار عظيم له الأسماء الحسنى: ﴿هو الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز﴾، تعال نؤمن ساعة هكذا قال الصحابة فهل تقولون أنتم لبعضكم تعال نؤمن ساعة، ما أظن أيها الإخوة، القضية محسومة لصالح السلب.

الأمر الثاني: عندما تشعر بهذا القلق والاضطراب يأكل فؤادك  ويأكل داخلك ويلتهم أحشاءك أريدك أن تفزع إلى القرآن الكريم لتقرأ الآيات المتعلقة بالمعية الإلهية، قرأت عن بعض التابعين أنه إذا أصابه أمرٌ ما من هذا الذي يصيبنا ونستسلم له، غير أنه لم يكن ليستسلم له إذا ما أصابه أمر كان يضع في جيبه أو في صدره أو في مكانٍ ما من لباسه، كان يضع آية قرآنية، فإذا ما أصابه قلق أخرج هذه الآية فقرأها مرة ومرتين، هذه الآية هي: ﴿واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا﴾، ولربما قلت وهل يكون هذا لمثلي ؟ نعم أيها الأخ المسلم يكون هذا لمثلك عندما تطلب من الله أن تكون في عين الله فالله سيستجيب لك، الله عز وجل لا ينظر إليك على انك إنسانٌ لا تستحق الإجابة بالطلب، الله عز وجل لم يقل هذه الآية فقط من اجل أناسٍ مُنتَخبين يدعونه فيستجيب لهم، لا، هذه الآية لكل الناس، لكل من يتوسل ويدعو الله عز وجل: ﴿واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا﴾، ﴿قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى﴾، ﴿لا تحزن إن الله معنا﴾ آياتٌ كثيرة في كتاب الله عز وجل تتعلق بالمعية الإلهية، ردِّدها واقرأها وتمتع وأنت تقرؤها وانظر نفسك وتشجع وقل يا رب أنت الذي قلت لموسى هذا وما أظنك بأنك لن تقول هذا لي، يا رب أنت قلت لمحمد هذا وما أعتقد أنك لن تقول لي هذا الكلام، فأنا التجئ إليك التجاء محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وألتجئ إليك التجاء موسى، وألتجئ إليك التجاء عيسى بن مريم، وكل هؤلاء الذين حدَّثتنا عنهم في كتابك وطمأنتهم، أَلتَجِئُ إليك ليكون منك الرد فإنك بأعيننا، أنك أنت الأعلى، لا تحزن إن الله معنا، وآياتٌ كثيرة، انظر كتاب الله واقرأ الآيات المتعلقة بهذا الشأن.

ثالثاً: اقرأ مقاطع من السيرة النبوية تلك التي كان فيها النبي صلى الله عليه وسلم يواجه التحديات بأملٍ مُستَمَد من الله عز وجل، وأعتقد أن الذي واجه محمداً صلى الله عليه وآله وسلم من التحديات ما واجهك أنت، بل الذي يواجهك بالنسبة إلى ما واجه محمداً لا يمكن أن يعدل واحد بالمليار، اقرأ مقاطع السيرة يوم وقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليواجه التحديات وليمنع من أن يصل إليه أو إلى أحدٍ من أصحابه قلق أو اضطراب، لأن القلق والاضطراب يُميتك وأنت حي، لأن القلق والاضطراب يجعلك تزول من الحياة شئت أم أبيت، وقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة حُنَين، وجُلُّ الصحابة ابتعدوا عنه وهم في حكم الفارين، وقف على بغلته ليقول: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب)، إنسانٌ في معركة الظاهر فيها أنها خاسرة، لكن النبي واجهها وواجه ما يمكن أن تحمله من قلق واضطراب وألم بشجاعة، قل لكل اضطراباتك وقلقك أنا عبد الله، يا رب أنتسب إليك بالإيمان بك، واجه كل هذا، اقرأ قصته صلى الله عليه وآله وسلم يوم وُضع عليه ما وضع من أذىً من قبل المشركين، وُضِع عليه التراب وهو يصلي، ووضعت عليه سلى الجزور وهو يصلي، جاءت ابنته فاطمة تُزيل عنه الأذى، أتدرون ما قاله هذا الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام وهو ينظر ابنته تبكي: (يا بنية، لا تبكي إن الله مانعٌ أباكِ)، قل لمن يحزن عليك لأنك ذهبت إلى مكانٍ لا تريده، قل لمن يحزن عليك لأنك فقدت مالاً، قل لمن يحزن عليك وهو محبٌ، لك وقد أُعفيتَ من منصب، قل لمن يحزن عليك وقد أصابك مرض: لا تحزن إن الله مانعي، إن الله ناصرني، يا رب أتوجه إليك، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

توجه إلى ربك، اقرأ مقاطع من السيرة النبوية، أنا لا أريدك الآن أن تقرأ السيرة النبوية سرداً  كلها وإن كنا في حالنا اليوم لا نقرأ السيرة لا على سبيل السَّرد ولا على سبيل الاقتطاع الموضوعي، مَن منكم يقرأ السيرة النبوية ؟ نحن نكتفي بسماع شذراتٍ منها من التلفاز، وقلت لكم وأكرر التلفاز يُقلق، دروسه الدينية تُقلق، كل ما فيه يُقلق، دعوه من أن يكون لكم معلماً، المعلم حي والمعلم روحٌ ينفث فيك الروح، والتلفاز لا روحَ فيه، التلفاز تناقض كل برامجه وأخباره دعوكم من هذا.

رابعاً: ابحث عن صاحب صدوق تُفضي إليه، تُكلمه بما يعتلج في داخلك، يحفظ سرّك، يُشعرك بمساحة خضراء واسعة رحبة نظيفة طاهرة آمنة وأنت تكلمه، ومن منا لا يحتاج إلى من يُفضفض له ؟ ولكن أين هذا الذي تُفضفض له، أين هذا الذي يُواسيك ؟ العرب قديماً قالت لا بد لك من ذي مروءة يواسيك، يتوددك، يتوجعك. أين هذا الصاحب ؟ الرجل لا يستطيع أن يُفضي إلى زوجته بالذي عنده، والزوجة لا تستطيع أيضاً، والولد لا يستطيع بالنسبة لأبيه، والأب بالنسبة لولده، والمحكوم بالنسبة لحاكمه، والموظف بالنسبة لمديره، والمدير بالنسبة لموظفه، أصبحنا جميعاً يجامل بعضنا بعضاً في الظاهر، لكننا في الحقيقة لا يأمن أحدٌ أحداً، وبالتالي ستقلق شئت أم أبيت، إذا كنت لا تأمن زوجتك، وإذا كانت زوجتك لا تأمنك، وإذا كان ولدك لا يأمنك، وإذا كان الشعب لا يأمن الحكومة، والحكومة لا تأمن الشعب، والجار لا يأمن جاره، والمصلي لا يأمن هذا الذي يقف بجانبه، فهل نستطيع أن نقضي على القلق ؟ ابحث عن صاحبٍ تأمنه ويأمنك، تُسارره ويساررك، تُفضي إليه ويفضي إليك، كان الصحابة يُفضي بعضهم إلى بعض، ما يعتلج في داخل كلٍ منهم، ثم إذا ما انتهت الجلسة يقول أحدهما للآخر حفظت ؟ يقول: لا، بل نسيت. هنا نقوم ولا شيء، لكنني الآن إن كلمتك أخشى أن يكون هذا الكلام سينتشر بين خمسمئة شخص، وبالتالي سينتشر في كل البلد، ومن بابٍ أو من آخر أنت ستنقل الكلام عني، أنا أريد أن أرتاح كلمتك، فقلت إنه يعتلج في داخلي كذا وكذا من أجل أن أرتاح إليك، لكنك أنت ستحمل هذا الكلام لتقول لزوجتك أتعرفين فلاناً نعم أعرفه ما رأيك به، رجلٌ ممتاز، لا ليس كما تقولين لكن هذا الرجل يعاني من كذا، وكذا الزوجة تقول بالله عليك أنا لم أكن أحسبه كذا، تخبر الزوجة جارتها والجارة زوجها وهكذا دواليك... وإذ بهذا الشخص يندم على اللحظة التي تكلم فيها مع صاحبه الذي ظنه ودوداً صدوقاً.

فتشوا عن أخٍ صادقٍ صدوق: (مثل الجليس الصالح والسوء) هكذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح الذي يرويه البخاري ومسلم: (مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة) ابحثوا عن الصاحب الصدوق من أجل أن ترتاحوا وتذهبوا القلق والاضطراب عنكم، ومن أجل أن يُذهب القلق والاضطراب عنه أيضاً.

خامساً: الصاحب غير موجود الآن ربما هكذا قلت، ريثما أرى هذا الصاحب مَن أصاحب ؟ صاحب ربك، سلِّم الأمر إلينا نحن أولى به منك، هكذا يقول لك ربك بلسان الحال، يا رب أنت صاحبي واهدني لصاحبٍ من الخلق ترضى عنه وأرضى عنه، يُذهب عني قلقي واضطرابي كما تُذهب عني أنت قلقي واضطرابي، سلّم الأمر إلى الله، اللهم إني استودعت قلبي وعقلي ولبي وعملي ودراستي وعسكريتي ودولتي وحكمي ووزارتي ومديريتي وعيادتي ومتجري وصيدليتي عندك، قل هذا فالله لم يعد يسمع من العباد مثل هذا القول، أنت تودع معملك ومتجرك ووظيفتك في شركة التأمين وهذا جيد وسبب مادي ظاهري، لكن شركة التأمين الأصيلة والمطلقة هي عند الله عز وجل، في كل مساء قل: اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي وولدي ومالي وسري وكل ما في، اللهم إني أستودعك هذا، اللهم إني أُسلمك الأمر بعد أن تتخذ كل الأسباب المشروعة، سلم الأمر إلينا، سلمه إلى الله عز وجل، الله عز وجل يريد منك في كل يوم أن تسلمه أمورك فلمَ لا تسلمه ؟ الجواب لأنك لا تعيش صحوة إيمانية، أنت تسلمه باللسان، أنت تصلي باللسان لكنك لا تعيش الإيمان في قلبك في كيانك في ذراتك أنت تقول له باللسان سلمتك الأمر يا رب لكن لا تعيش هذه الكلمة في داخلك، سلِّم الأمر في داخلك، لا أريد أن أقايس الآن، لكنني مضطر أحياناً، فلو أن إنساناً كبيراً في نظرك جاءك وقال لك سلِّم هذا الأمر لي واسترح، قدِّم لي الطلب واسترح بعد ذلك وهذا الإنسان في نظرك كبير، هل يذهب عنك القلق فيما يخص هذا الأمر ؟ سيذهب عنك القلق، أفلا نستحي من ربنا أن نطمئنَّ لوعد إنسانٍ لا ندري أيعيش للحظة تالية أم لا، ثم بعد ذلك لا نحاول أن نكون مطمئنين مع ربنا الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ؟ القضية محسومة إن أردنا أن نجتهد في الوصول إلى الحل، لكن الأمر أبداً لا يمكن أن يكون قائماً إذا كنا سنبقى في ساحة الادِّعاء، وكلٌ يدعي وصلاً بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك، كلنا يعيش صحوة إسلامية الآن أنت تصلي الصلوات الخمس وباستمرار وتحدّث من حولك عن مجيء وقت الصلاة، هيا أذِّن للمغرب، والمغرب غريب، هكذا تكلم من حولك، أريد أن أتوضأ وأصلي قبل أن يذهب الوقت، لكن من يراك وأنت تصلي تقلقه بشكلك وبصلاتك، فانظر حتى في صلاتك ووضوءك تُقلق من يراك، أتريد أن تطمئن وأنت مبعث القلق بحركتك التي لا طعمَ لها ولا تدل إلا على سعيٍ لإراءة الآخرين بأنك مسلم، وبأنك صاحٍ الصحوة الإسلامية الظاهرة فقط.

كنا نرى أناساً لا يصلون في الحالة التي نراهم فيها، فالوقت غير وقت صلاة، نراهم نائمين لكنهم ورب الكعبة وهم نائمون يرفعون وتيرة الإيمان في قلوبنا وهم نائمون لأنهم صاحون إيمانياً.

نربط اليوم بالأمس لنقول: بالصحوة الإيمانية نُذهب القلق، بالصحوة الإسلامية لا يمكن أن نذهب القلق ولا الاضطراب، فكروا بالقضية، وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا من أجل عملٍ جاد ومن أجل سعي جاد ومن أجل قولٍ سديد، نعم من يسأل ربنا ونعم النصير إلهنا، أقول هذا القول وأستغفر الله.

ألقيت بتاريخ 22/1/2010

التعليقات

صفوت امينو

تاريخ :2010/02/02

انا لا ارى فقط علامة القلق والأضطراب على وجوه اخوتنا وناسنا وعالمنا وحياتنا وبشرنا وروحنا انا ارى اننا نعيش بجسد بدون روح انا اعرف الروح سكينة واطمئنينة تستقر بجسد ولكن اسبح الجسد حجرة نار تحرق الروح ان كانت طاهرة تحرقها من حوله بما يجري من امام عينيها من تخبط وفوضى وتحرقها ان كانت غير طاهرة برمي هذه الروح في التهلكة يارب يارب يارب ارنا الحق حق ورزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا ورزقنا اجتنابه يارب ما لهذه الدنيا قد انقلبت َ(يومَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }الحج 2 انني ارى اناس كذالك يارب الطف بنا يوم تقوم الساعة يارب

شاركنا بتعليق