آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
حكم النياحة على الميت

حكم النياحة على الميت

تاريخ الإضافة: 2010/06/27 | عدد المشاهدات: 422
أستاذنا فضيلة الشيخ: أرجو أن تبين لنا حكم ما يسمى بالنياحة على الميت، وهل هي مسموحة أم لا ؟ وشكراً لمقامكم.


  الإجـابة
الأحد 27/6/2010 النياحة - يا أيها السائل - هي رفع الصوت بالبكاء على الميت‏، وهي حسب ما جاء في الأحاديث الصحيحة محرّمة، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران" رواه أحمد ومسلم. والنائحة هنا هي تلك التي تُستَأجر من قِبل أهل الميت لتنوح وتبكي بصوت عالٍ وتندب، وورد عن أم عطية قالت: "أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا ننوح" رواه البخاري. وورد أيضاً عن أبي موسى الأشعري أنه قال: أنا بريءٌ ممن برأَ منه رسول الله: إن رسول الله بريءٌ من الصالقة والحالقة والشاقة" رواه البخاري ومسلم. والصالقة هي التي ترفع صوتها في الندب، والحالقة هي التي تحلق شعرها عند المصيبة، والشاقة هي التي تشق ثوبها عند المصيبة، وسواء في الحكم هو أو هي. ولعل أحداً يسأل عن سر المنع لهذا منعاً قاطعاً فإننا نقول: الإنسان مؤتمن على أفعاله وسلوكه وانفعالاته، وهو إذ يضعها في غير محلها التي أراد الله له أن يضعها عاد ذلك على إنسانيته بالنقصان وعلى إيمانه كذلك، كما أن الحزن لا يُعبَّر عنه بتصرفات لا تليق بالإنسان لأنه - أي الإنسان - إن ناح بصوت مرتفع أو شقّ ثوبه دل على سخطه على الأقدار المحتومة، فما أجمل أن يتلقى الإنسان الأقدار المحزنة قائلاً ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لما توفي ولده ابراهيم: "إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون".‏ وهكذا أخي السائل: يريد ديننا منا أن نكون على مستوى إنسانيتنا، وأن نكون أقوى من أن نفقد صوابنا عند حادثة تقع أو حادث يلمّ.‏ فاللهم إنا نسألك رفع البلاء، وأن تجعلنا في كل ما يصدر عنا من المؤمنين الصادقين.

التعليقات

شاركنا بتعليق