آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
آفات اللسان وسقطاته

آفات اللسان وسقطاته

تاريخ الإضافة: 2010/12/19 | عدد المشاهدات: 581
سماحة الدكتور الشيخ محمود عكام مفتي حلب الأكرم: ما حكم الإسلام في كثرة الكلام، فأنا أرى أن من أسباب تخلفنا وضياعنا كثرة الكلام والثرثرة، وشكراً لجنابكم.


  الإجـابة
الأحد 19/12/2010 أخي السائل: جاءت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تحذر من آفات اللسان وسقطاته منها: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" متفق عليه. وورد عنه أيضاً أنه قال: "رحم الله امرءاً قال خيراً فغنم، أو سكت فسلم" رواه ابن المبارك في الزهد مرسلاً بإسناد حسن.‏ فالكلام الكثير يؤدي إلى أن يتورط الإنسان في أخطاء كثيرة وآفات عديدة، وقد أوصلها الإمام الغزالي إلى عشرين آفة: من كذبٍ وغيبةٍ ونميمةٍ وشهادة زور ويمين غموس وسواها. والشيخ عبد الغني نابلسي أوصل آفات اللسان إلى اثنتين وسبعين آفة. فإذا أكثر المرء من الكلام فقد عرَّض نفسه للخطأ واللغط والغلط من تناول الأعراض ونهش لحوم الناس ولهذا كانت السلامة في الصمت، ولا يعني هذا أن يطبق الإنسان شفتيه مطلقاً بل عليه أن يحرص ألا يتكلم إلا بخير ونفع ومصلحة مرضية لله عز وجل، ومن هنا قال الناس قديماً: "إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب" وقال الشاعر: احفظ لسانك أيها الإنسان‏ لا يلدغنك إنه ثعبان‏ كم في المقابر من قتيل لسانه‏ كانت تهاب لقاءه الشجعان‏ وعثرات اللسان يحصد الإنسان نتائجها القاسية والعسيرة في الدنيا قبل الآخرة من إيذاء يقع عليه أو سخط ينتابه ولهذا قيل:‏ "يموت الفتى من عثرة بلسانه" وليس يموت المرء من عثرة الرجل فعثرته من فيه ترمي برأسه وعثرته بالرجل تشفى على مهل، وقالوا: "أنت مالك الكلمة، فإذا قلتها ملكتك" ولهذا ذم الثرثار وهو كثير الكلام.‏ وبناء على ذلك: يجب على الإنسان عامة والمؤمن خاصة أن يعلم بأن كلامه من عمله محسوب له أو عليه وقلم التسجيل الإلهي يحصي عليه ما يتفوه به ويدونها في كتاب. قال تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد. إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد. ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد). فاللهم وفقنا لحفظ ألسنتنا وأفئدتنا وارزقنا حسن القيام بمسؤولياتنا عن كل ما يمكن أن يصدر عنا قولاً وعملاً واجعلنا ممن يرعى الحرمات.‏

التعليقات

شاركنا بتعليق