سماحة العلامة الدكتور محمود:
أريد منكم تعريف العِفَّة وميادينها وكيف نتحقق بها، ولكم كل التقدير والاحترام.
الإجـابة
الخميس 6/1/2011
العفة – يا سائلي - هي: إيقاف النفس وضبطها بقوة عن أن تمتدَّ وتتجاوز خط الحلال إلى مجال الحرام والممنوع، وذلك في مجالات مختلفة ومتنوعة.
1- ففي المال: تكون العفة بضبط النفس عن أن تمتدَّ إلى الكسب الحرام، قال تعالى: (ومن كان غنياً فليستعفف ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف) أي فليستعفف عن أكل مال اليتيم فذلك حرام، فالذي يأكل مال اليتيم بغير حق فهو يأكل في بطنه ناراً وسيصلى سعيراً.
2- وفي الجنس: تكون العفة بضبط النفس عن أن تمتد إلى ميدان الحرام من زنا وما شابه، قال تعالى: (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً)، أي فليبتعد الذين لا يستطيعون الزواج عن الزنا مستعينين بالعفة، كما فعل يوسف عليه السلام عندما قالت له امرأة العزيز: (هيتَ لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي)، وهكذا..
3- وفي الكلام: تكون العفة بضبط اللسان عن أن يمتد إلى ميدان الحرام فيلعن أو يشتم أو يسب أو يغتاب أو يَنمُّ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة" رواه مسلم، وقال: "النميمة والشتيمة والحمية في النار" رواه الطبراني.
وتحصيل العفة والوصول إليها يكون بأمرين: أولهما: المجاهدة والمتابعة والمثابرة قال صلى الله عليه وسلم: "من يَستعفف يعفه الله ومن يَستغنِ يُغنه الله) رواه البخاري.
وثانيهما الدعاء قال صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى" رواه مسلم.
فاللهم ارزقنا العفة في كل مجالات الحياة، ووفق شبابنا لذلك، واجعل مجتمعنا مجتمعاً نظيفاً طيباً طاهراً يا رب العالمين.
التعليقات