نشرت جريدة الجماهير الحلبية الصادرة في حلب بتاريخ : الجمعة9-9-2005 وفي زاوية قلعة بلا أبواب المقال التالي :
اضغط هنا لتقرأ نص المقال من الصحيفة
مطالبنا من أنفسنا
مطالبنا من أنفسنا نحن الذين ننتمي لسورية وطنا غاليا على قلوبنا :
تعالوا اتل عليكم أسس مجتمع منشود مطلوب في بلدنا الغالي وقطرنا المحبوب :
- المطلب الأول : تأمين أفراد المجتمع بعضهم بعضا على أموالهم وأعراضهم ودماءهم
، فالدماء والأعراض والأموال علينا حرام ، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه
ويده ، والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأعراضهم ، فلا إرهاب منا علينا ،
ولا تخويف ، بل كلنا آمن من كلنا ، وذمتنا جميعاً واحدة يجير علينا أدنانا .
- المطلب الثاني : صيانة اللسان عن كل ما يؤذي الآخرين من طعن ولعن وفحش وبذاءة
، وغيبة ونميمة وتنابذ بالألقاب وسب الذين يدعون من دون الله ، فالمومن والعاقل
لا يطعن ولا يلعن ، ولا يفحش و لا يغتاب ولا ينم ولا يسب ولا يشتم .
- المطلب الثالث : نشر وتعميم العفة والفضيلة والحشمة في مرافق مجتمعنا ، لنضمن
أجيالا بناءة واعية صادقة ومستقبلا مشرقا إنسانيا جادا .
المطلب الرابع : ممارسة النصيحة فيما بيننا ، وتقديمها أنيقة خالصة ، منبثقة عن
إرادة خير منا كلنا نحن الذين نكون هذا المجتمع ، بغض النظر عن العرق والدين
والمذهب والحزب ، ومجانبة التشهير والتهويل المنبثق عن حقد وغل ، والذي لا يؤدي
إلا إلى التفكك والتشرذم والضياع . فالنصيحة من مشتقات الرحمة والتشهير وإشاعة
الفاحشة والفساد والكذب من مكونات العذاب والبأس فيما بيننا .
- المطلب الخامس : إتقان كل منا عمله حيث كان ، وأياً كانت وظيفته أو منصبه
بدءاً من رأس الدولة ، ومرورا بكل الأطياف والشرائح والتخصصات ، وانتهاء بأدنى
من يعمل نوعاً أو كماً ، فيا عمال ويا موظفون ويا جنود ويا ضباط ويا زراع ويا
ذوي المهن الحرة من صناع وتجار وأطباء وصيادلة ومحامين : أتقنوا عملكم وراقبوا
ربكم ، فستنالون أملكم .
- المطلب السادس : محاربة الفساد والمفسدين والسوء والسيئين ، والشر والأشرار
والظلم والظالمين أياً كانوا ، بنصحهم وإنذارهم ومعاقبتهم وعزلهم وحبسهم ،
وإسقاط كل اعتبار آخر يؤدي إلى مراعاتهم ، فـ " والله لو أن فاطمة بنت محمد
سرقت لقطعت يدها " وتكريم الصلاح والمصلحين والصادقين والجادين والجيدين ،
ومنحهم كل استحقاقاتهم المادية والمعنوية، وتقديرهم وإكبارهم .
- المطلب السابع : تحديد عدونا الذي نجاهده ونقابله ، الذي هو: الصهيونية
الآثمة المعتدية ، والمسيحيون اليمينيون الصهيونيون المعتدون ، وكل من يعتدي
جهاراً عياناً بواحاً علينا ، وينبغي إذلالنا وقهرنا ودحرنا وتشريدنا ، مهما
كانت هويته أو انتماؤه أو وجهته ، كذلك الخائنون الغادرون لله وللقيم وللوطن .
- المطلب الثامن : نشر ثقافة الحوار وتعميمها فيما بيننا ، لتكون عنوان مجتمعنا
عامة ، وكل دوائرنا الاجتماعية ضمن المجتمع خاصة ، والحوار جسر يمدّه كل منا مع
أبناء وطنه كلهم ، وهو منهج إنساني رفيع يقوم على الاحترام والتعارف والإنصاف
والعدل والصدق في إرادة الوصول إلى الحق .
- المطلب التاسع : العمل المشترك الموحد بين أبناء الوطن على حماية الوطن من كل
مكروه وفساد وعدوان، وتخلّف وتأخر ، وكذلك على رعايته بالتطور والتحسين
والتحديث لكل مرافقه من زراعة وصناعة وعلوم ومهن وتجارة وسواها ، واعتبار ذلك
مسؤولية المسؤوليات ، وهمّ الهموم ، ورأس التوجهات .
- المطلب العاشر : التعاون البنّاء بين أبناء الوطن على تنقية أجوائه من الغل
والحقد والحسد والبغضاء والشحناء والرذيلة والاعتداء والعهر والمعاصي والأذى
والضلال ، وفي المقابل التوجه لإشاعة الأمان والعدل والفضيلة والسلام والخير ،
ونبذ المستهترين والمقصرين والعابثين ، ومن هم لا يرعون لقيمنا إلا ولا ذمة .
- المطلب الحادي عشر : الحض على التراحم فيما بين أبناء الوطن ، بإكرام الكبار
والعطف على الصغار وتقدير العلماء ، ومواساة الفقراء ، وإغاثة الملهوفين ،
ومعالجة المرضى ، وكفاية المحتاجين ، وإيواء المشردين ، ولجم المسرفين
والمبذرين ، وتفقد الأرامل والمقطوعين ، ونأمل من الدولة أن تكون في هذا الشأن
أول المبادرين .
- المطلب الثاني عشر : دعم الكفاءات العلمية وتفعيلها وتهيئة المناخات الصالحة
لتنشيطها ، فأملنا كبير أن نأكل مما نزرع وأن نلبس مما نصنع ، وأن ندافع عن
أنفسنا بما نخترع وننتج ، وأن نكفى المستغلين والطامعين من الدول والأفراد خارج
بلادنا .
- المطلب الثالث عشر : الإفادة من كل هاتيك المجتمعات التي تطورت وتحسنت ضمن خط
العلم والخلق والمعرفة والقيم ، ولا سيما تلك الدول التي تعد في نظر الغرب
جزءاً من العالم الثالث ، فاستطاعت التحرر والتطور والتعايش وبرمجت الحياة على
كل معطيات خيري الدنيا والآخرة ، ولعلي هنا أخص بالذكر ( ماليزيا ) ، ويمكنكم
القياس عليها ما يماثلها ويقاربها .
- المطلب الرابع عشر : ها نحن أولاء أخيراً نرجو من الدولة الكريمة ناصحين أن
ترعى أبناءها رعاية رحمة وعطف وحسن ظن واحتضان ، وعفو ومسامحة ومراعاة، لا تفرق
بين أولئك الذين هم في داخل القطر أو الذي حكمت عليهم الأقدار فكانوا خارجه ،
فسورية بخيراتها لكل أبنائها البررة بها، لا نفرق بين أحد منهم، وهم لها جميعهم
يخدمونها ويرعونها ويبرونها.
أخيراً :
اللهم تقبلنا عندك عباداً أوفياء لك ، صادقين في إرضائك ، وخدمة القيم
الإنسانية والإنسان .
بقلم الدكتور محمود عكام
التعليقات