آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
إعلامنا السوري لا يزال مصاباً بعسر الهضم

إعلامنا السوري لا يزال مصاباً بعسر الهضم

تاريخ الإضافة: 2011/07/04 | عدد المشاهدات: 2781

نعم وإني على ذلك لشهيد، وأعني بالسوري الرسمي وما لا يدعى ظاهراً بالرسمي لكنه في حقيقته رسمي بامتياز.

وعسر الهضم داء يُصاب به الإعلام في العالم الثالث، وينتقل الفيروس ليصيب في نفس العالم "التعليم" و "الجيش" و "القضاء"، و...

ولعل عسر الهضم هنا يعني: أن غير المريح لا نُذيع ولا نُعلن ولا ننشر ولا نعرض، ويُشترط في المريح المقبول أن يكون صريحاً وصريحاً جداً، وأما النقد فمعاذ الله، وهيهات، فإذا ما تحدثت عن الذمّ أو القدح فلن يكون لك نصيب في المشاركة إلى الأبد، حتى ولو تبت عن القدح إلى المدح.

والقائمون على الإعلام أضحوا فنانين ونطاسيين إلى درجة غير معقولة في كشف النقد أو القدح، حتى ولو كان في أجواف الحروف، وتحت خبايا علامات التنقيط.

ولا تطالبني يا قارئي بأمثلة، وإلا فسأحشر وسأجمع وسأذكر منها ما يتعبك ويزعجك، وما أظنك بخالي الوفاض من أمثلة كنت أنت بطلها وصاحبها.

فإلى متى يا مسؤول الإعلام بغضّ النظر عن المنصب الذي تشغله ؟!

وإلى متى سنظل نسجّل وننشر ونذيع المدح دونما رقابة، ثم نُسلّط الرقابة ذات العين الواحدة المرعبة على ما سوى المدح والتبجيل ؟!

نعم ما لم نُشْفَ من عسر الهضم يا إعلامنا فلن يكون مواطننا بخير، ولن يكون الوطن معافىً، فالسلطة الرابعة أصبحت اليوم - في رأيي - السلطة الأولى، وعلى الإصلاح أن يقتحمها أولاً، فما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً.

وأخيراً: الصديق مَنْ صدقك لا مَنْ صدّقك فافهموها... ولا تجعلوا صدقيتكم عرضة للاتهام.

والسلام.

د.محمود عكام

4/7/2011

التعليقات

شاركنا بتعليق