ويسألني
صاحبي عن الإعلام الديني أو الإعلام الإسلامي وأُجيب: لا تحجِّر واسعاً يا أخا
العرب، فالدين أوسع من أن يكون وصفاً لإعلام أو صحافة أو اقتصاد أو سياسة أو...، بل
هو صفة الإنسان الكامنة، وليس من حاجة أو ضرورة إلى كشفها، وبعبارة أخرى: إن رأيت
الإنسان في أحسن تقويم ظاهراً وباطناً فاعلم أنَّ الدين الحقَّ فيه، وإنْ رأيته في
أسفل سافلين ظاهراً وباطناً فاعلم أنه خلوٌ من الدين الحق ولو ادَّعاه ورفعه شعاراً
له؛ لذا فتحدثوا يا ناس عن إعلامٍ صادقٍ نزيهٍ موضوعي مبشِّر ميسِّر، وتحدثوا عن
اقتصادٍ عادلٍ خالٍ من الغشِّ والاستغلال والكذب والاحتكار، وتحدَّثوا عن سياسة
حكيمة تنفي عنها المحسوبية والظلم والطغيان، وكذلك عن أدبٍ ذي كلمة نظيفة في شعره
وقصته ومسرحه وكلّ تجلياته، وتحدَّثوا عن مجتمع ملؤه العدالة والسلام والأمان
والمعرفة والحرية والفضيلة، فإنكم إن فعلتم فأنتم تتحدثون عن إنسان دانَ بدين الله
الحق؛ وإلا فالقضية الدينية أو الإسلامية لا تُختصر ولا تُختزل: بحزبٍ إسلامي،
ولحيةِ مسؤول، واقتصادٍ إسلامي، ولباسٍ إسلامي و...، فاللهُ لا ينظر إلى صوركم
وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، والتقوى ها هنا (في الصدر) كما ورد كل ذلك عن
النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فيا أيها الإنسان لا تبحث عن الطين، ولكن تفقَّد
نفخة روح الله فيه: (فإذا سوَّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين).
د. محمود عكام
12 رمضان 1434
21/7/2013
التعليقات