آخر تحديث: الأربعاء 17 إبريل 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
الهجرة وآثارها السلبية النفسية والاجتماعية

الهجرة وآثارها السلبية النفسية والاجتماعية

تاريخ الإضافة: 2015/08/29 | عدد المشاهدات: 3391

بدعوة من شعبة تيسير الحلبي لحزب البعث العربي الإشتراكي ألقى الدكتور الشيخ محمود عكام محاضرة بعنوان "الهجرة وآثارها السلبية" في مخيم النيرب بحلب يوم السبت 29 آب 2015 الساعة الواحدة ظهراً.

وقد توجّه الدكتور عكام في محاضرته بأسئلةٍ لمن ترك بلده مهاجراً هارباً، دون أن يقصِد شخصاً معيناً، لأنه يعذرهم، والكريم من عذر، فقد يكون لهم سبب أو عذر ولا يريد أن يتَّهم أحداً، لكنه يتوجه بالأسئلة الآتية:

السؤال الأول: حين تركتم هذا البلد وهاجرتم فبمن أمَّنتم وأوكلتم إليه أن يدافع عن هذا البلد ؟! هل تركتم مجالاً من أجل أن يحلَّ محلَّكم إنسان يريد للبلد الخراب والدمار.

عادة: من يهاجر أو يرحل فإنه يحل وينيب أحداً مكانه، ويفوّضه، فمن خلفتم وأنبتم ؟!

السؤال الثاني: الإنسان يترك بلده لضرورةٍ حلت به، وهو هنا معذور، أما أنتم فما الضرورة التي ألجأتكم لترك بلدكم ؟! هل هي الخوف ؟! إذا كان الخوف هو الذي ألجأكم فاعلموا علم اليقين أنكم حينما تهاجرون سيكون الخوف هناك أقوى وأفظع. وبالأمس قرأت أن أكثر من سبعين سورياً قتلوا في النمسا. لقد هاجرتم بدافع الخوف، لكن الخوف هناك أقوى وأفظع.

السؤال الثالث: هل فكرت بمستقبلك، أم إنك رهين وأسير ساعتك الراهنة ؟! ألم تفكر بأولادك وإخوتك ودارك، ألم تفكر في النهايات التي ستؤول إليها أوضاعك الخاصة والعامة، وإنسان لا يفكر بمستقبله نصف إنسان.

وربما قال وأجاب: لقد فكرت بمستقبلي، ولذلك هاجرت ورحلت، ومن أجل أولادي لأضمن لهم مستقبلاً وحياة كريمة. أقول: إذاً أنت تفكر بمستقبلٍ تريد أن تنتجه أنت، ولا يمكن للمستقبل أن يرسمه الإنسان. أنت ترسم مستقبلك على الورق، وأنت لا تملك من معطياته شيئاً، لكنك حينما ترسم مستقبلك في بلدك فأنت تتكلم من خلال واقع وحقيقة، وإذا أردت أن يكون لك مستقبل قوي فلتكن صانع حاضر قوي.

السؤال الرابع: هل حضَّرت جواباً مقنعاً لأولادك في المستقبل. إن كان الأمر كذلك فهاجر. لكني ومن خلال مُدارستي مع نفسي – وقد خطر ببالي أن أسافر – لكني قعدت بيني وبين نفسي وقلت: ما الذي سأقوله لأولادي الذين سيسألوني حتى ولو كنت ميتاً: ما الذي أخرجك، وأنت تنتسب لسيد المهاجرين عن صحة واستحقاق يوم وقف أمام مكة – ولم يقل هذه الكلمة لأنها مكة، بل لأنها بلده – "والله إنك لأحب بلاد الله إلي، ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت".

نحن ندعوك من أجل أن ترجع وتتقاسم معنا الرغيف، ونتقاسم معك الهموم، ارجع من أجل أن تطمئنني وأطمئنك. من أجل أن نقف معاً لنفكر كيف نخلص سورية من براثن التخلف والعدوان والدمار.

وفي نهاية المحاضرة أجاب الدكتور عكام على مداخلات وأسئلة بعض الحضور.

التعليقات

hala

تاريخ :2015/09/05

بسم الله الرحمن الرحيم نعم إنها مؤلمة أشد الإيلام هذه الهجرة المجنونة التي ترمي أهل بلدنا في أحضان الرعب والموت. ولقد كنت ولا زلت ضد هذه الهجرة, ولكنني مع ذلك أعذر بعض من هاجروا وليس الكل فمنهم من ذاق من ويلات الحرب والدمار الذي تشهده سورية الشيء الكثير, والناس مختلفون في صبرهم وقوة احتمالهم للمكاره والخطوب. وأدعو الله أن يزيل الغمة عن سورية, وأن يعيد أهلها إليها سالمين غانمين. بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام

شاركنا بتعليق