آخر تحديث: الثلاثاء 03 ديسمبر 2024      
تابعنا على :  

كلمة الشـــهر

   
الهجرة تساوي الهجران..  فاعدلوا عنها

الهجرة تساوي الهجران..  فاعدلوا عنها

تاريخ الإضافة: 2015/09/14 | عدد المشاهدات: 1402

 كنت أتمنى أن يكون الحديث عن العودة بدلاً من الهجرة، فالعود أحمد وحق العودة لن نتنازل عنه، أما حق الهجرة فهو اضطرار وضرورة، والضرورة تقدَّر بقدرها.

ثمة أسئلة أربعة أطرحها على مَن يرحل أو يهمُّ بالرحيل وعلى مَن يهجر أو يشرع أو يرغب أو يُمنِّي نفسه بالهجران (الهجرة).

1- بمن أمَّنت وإلى مَن أوكلت أمر الدفاع عن بلدك الذي يُسام العذاب من قِبَل معتدين آثمين، أم أن الأمر لا يهمك ؟ والبلد لم يعد يشغل لديك مساحة في عقلك وتفكيرك، وفي قلبك وسلوكك ؟!

2- ما الذي دعاك إلى الرحيل، هل هناك من داعٍ حقيقي ؟ بيّنه ووضّحه.

فإن قلت: إنه الخوف، قلت لك: وهل في المكان الذي تؤوي إليه يتلاشى الخوف أم أنك ستقف وستواجه مخاوف من نوعٍ آخر بدءاً من اجتياز الطريق الذي ينطوي على مخاطر تتصف بالمرعبة المذهلة في إرعابها، وانتهاءً بالعيش ومقوماته من طعام وشراب، وكرامةٍ وبعض اعتبار. ثم إنك أخيراً تفرُّ من إرهاب إلى إرهاب، وما أنت على إرهاب (المهجر) بمسيطر.

2- هل فكرت بمستقبلك ؟ تفكيراً جدّياً فيه معالم تخطيط وإعداد أم أنك وبردّة فعل على أوضاعٍ ألمت بك غادرت ورحلت وهربت ؟

 فإن قلت: إنك - بسفرك وهجرتك - تشتغل بوفاءٍ لمستقبلك ومستقبل أولادك وها أنت ذا: تخطط لولدك الكبير ليكون طبيباً بتدرج في مدارس السويد وجامعاتها حسب ادعائك. والجواب: أنصحك يا صديقي أن لا تظن أن الأقدار سلمتك قيادها وقالت: خطّط وسننفِّذ، بل أنت ترسم في الفراغ والوهم، وحين تخطط في بلدك فأنت تعمل ضمن الواقع والحقيقة والمستقبل الحقيقي لا يرسمه إلا الذي عاش الواقع بقوة، وإن أردت أن يكون لك مستقبل قوي فكن صانع حاضر قوي.

واعلم يا هذا أن ساعةَ تعلُّمٍ في سورية تعدل سنوات في غيرها، وأخيراً يا من خرجت وتركت ورحلت كن على يقين: أن اسمك لن يكون في سجل البررة لسورية، فاختر لنفسك وأسرع في الاختيار، وهما أمران: إما صادق صامد وإما ...

4- ما الذي ستقوله لأولادك وأحفادك "أيها الهارب" عن سبب هروبك وهجرانك ؟ إن لم تكن مضطراً حقيقة ؟! فهل في خروجك كنت كسيد الناس محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "لولا أن قومك أخرجوني ما خرجت" أم لدنيا تصيبها أو امرأة تنكحها فهجرتك إلى ما هاجرت إليه.

وفي النهاية: عُد أيها السوري الشريف، وتعالَ أقاسمك الهموم تعال.

تعالَ: لنخلّص سورية من براثن العدوان والدمار والتخريب والانتهاك والتآمر.

وأما من لم يُهاجر فتعالوا جميعاً لنكون قلباً واحداً متعاونين متضامنين، وأن لا نكون عوناً للشيطان على أخينا فيفكِّر بالخروح والهروب.

سننتصر وانتصرنا، سيهزم الجمع ويولّون الدُّبر.

حلب 14/9/2015

د. محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق