آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
"أنا شهيدٌ أنَّ العباد كلهم إخوة" محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

"أنا شهيدٌ أنَّ العباد كلهم إخوة" محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

تاريخ الإضافة: 2015/11/30 | عدد المشاهدات: 1395

استوقفني محدَّثي وقطع عليَّ كلامي قائلاً: هل انتبهتَ إلى ما قلتَ ؟ فأجبت: وماذا قلت ؟ فقال: لقد سمعتك تدعو وتقول: اللهم أصلح ووفِّق الدنيا كلَّها والإنسانية كلها والعالم كله. فقلتُ: وأين الغلط ؟ فقال: لا، ليس غلطاً، ولكن هل يجوز، وهل يمكن أن يدعو المسلم بالخير لغير المسلمين ؟! نعم يا صاحبي، نعم يا صديقي، نعم يا أيها الإنسان حيث كنت: بل الواجب على المسلم أن يدعو بالخير لكل الناس ولكل الدنيا ولكل العالم، فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم أرسله الله رحمة للعالمين: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، والرحمة يا صديقي: عطاءٌ نافع برفق، وبعض العطاء دعاءٌ بالخير والإحسان؛ ثم إن القرآن الكريم يقول: (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، فكيف تريدني أن لا أدعو للناس كلهم بالخير وأنا أسعى إلى التعرف عليهم ومعرفة أحوالهم عسى أن يؤدي هذا التعارف إلى التآلف ثم إلى التعاون على البر والتقوى على مستوى الإنسانية كلها.

يا صديقي ليس الذنْبُ ذنبكَ في هذه الدهشة، بل المشكلة هي مشكلتنا نحن مَن تبوَّأنا مناصب التوجيه والتدريس في المساجد والمدارس، فقد بخلنا بالدعاء بالخير للمسلمين - نعم للمسلمين - وربما دعونا على بعضنا بالشر عندما خالَفَنا مَن - هو أخٌ لنا في الدين والمذهب والعِرق - في مسألة فقهية أو كلامية تحتمل الاختلاف واختلف فيها مَن سبقنا وكانوا أتقى منا - فحقّك أن تستشكل إذ أدعو بالخير للناس.

تعالَ معي يا صديقي نردِّد - معاً - بعض أدعيةٍ جاءت على لسان الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم: "اللهم ربنا وربَّ كل شيء، أنا شهيد أنك أنت الرب وحدك لا شريك لك، اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة". و: "اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة، ومن الجوع فإنه بئس الضجيع، ومن الخيانة فإنها بئست البطانة"، و: "اللهم أذهب عني الهمَّ والحَزَن".

اللهم أذهب عن سورية الهمَّ والحزن، وعن الدنيا كلها يا ربنا يا مولانا يا رجاءنا.

حلب الخير

18 صفر 1437

30 تشرين الثاني 2015

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق