الإنسان في فكره ومنهاجه بحاجة إلى
ملاذ ومستند يعصمه عن الخطأ الجسيم ، ولا بد له أيضاً من ملاذ يعصمه عن المجون
والفسوق ، كما أنه بحاجة إلى ملاذ لعقله حتى يستقيم العقل في حركته .
من أجل هذا نقول للإنسان : إن ملاذك وعقلك وفكرك وحياتك وأخلاقك القرآن الكريم
. وقد سئل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن المخرج من الفتن فقال : " ألا إنه
ستكون فتن كقطع الليل المظلم " قلنا ما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : "
كتاب الله . فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس
بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى العزة في غيره أذله الله ، وهو
حبل الله المتين ، وهو الصراط المستقيم " أخرجه الترمذي .
ومن هنا أيضاً دعانا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى التمسك به فقال : "
تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً : كتاب الله وعترتي ، أهل بيتي ، لن
يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض " .
وها أنذا أدعو نفسي وأمتي إلى التمسك بهذا الملجأ والملاذ ، بهذا العاصم
والموئل ، ولا يكون التمسك إلا من خلال التلاوة والقراءة والتدبر . فالتلاوة هي
التي تُعنى بالألفاظ والحروف ، والقراءة تُعني بالمعاني ، والتدبر يعنى
بالتطبيق .
وبما أن الناس اليوم شُغلت عن القرآن الكريم تلاوة وقراءة وتدبراً ، وإن
اهتمَّت به فربما اقتصر هذا الاهتمام على التلاوة دون القراءة والتدبر ، لذا
أردتها وقفة مع كتاب الله المجيد أسميتها ( لطيفة قرآنية ) ليغدو القرآن موئلاً
لنا ومستنداً ، وآياته مرجعاً لنا ومعتمداً .
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ، وجلاء همومنا ، ومفرج كروبنا .
التعليقات