إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا...
تاريخ الإضافة: 2017/04/07 | عدد المشاهدات: 956
هكذا قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والخطاب للناس كافة عامة وللمسلمين أجمعين خاصة، وليعلم الجميع أن التواضع سِمة الكبار والأحرار، وأن لا تواضع بالنسبة للصغار (أهل الصغار)، وعبيد الطمع والجشع والمستعلين في الأرض بغير الحق.
ولعلك تسألني عن التواضع دلالةً ومعنى، أجيب بأنه اعتراف بالآخر مَنْ كان، واحترام وجوده، واعتبار ما يصدر عنه والتعامل معه على أنه وأنت من حيث أصل الإنسانية سواء، وبعدها فإن كان صغيراً (بالسنّ) وأنت كبير فاعطف عليه، وإن كان كبيراً (بالسن) وأنت صغير فاحترمه، وإن كان عالماً فقدِّره، وإن كان جاهلاً فارأف به وعلِّمه، وإن كان يخالفك في الدين فلا تحقِّره، وإن كان على مذهب آخر فحاوره، وإن كان غنياً فلا تطمع بمال له بل ازهد في ماله، وإن كان فقيراً فلا تهمله، وانظر إنسانيته وعامله على أساسها، وإن كان مَن كان فاستوعبه، ودارِه، ولا تداهنه، فالحضارة – في النهاية – سَعة واستيعاب، فإن كان ثمة اثنان فالأكثر حضارة منهما هو المستوعِب للآخر الصَّابر عليه المحتمل تصرفاته (الصَّعبة) وهكذا...
والمهم – في الختام – أن نتعلم كيف نتواضع من خلال النماذج الإنسانية الرفيعة العظيمة وعلى رأسها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
حلب
7/4/2017
محمود عكام
التعليقات