اعلموا علم اليقين أن لا نجاح لنا إلا بأمرين اثنين: الأول: التحمُّل والصبر. قال تعالى: (وأمر بالمعروف وانهَ عن المنكر واصبر على ما أصابك). والثاني: الرفق والرحمة. قال تعالى: (فبما رحمةٍ من الله لِنْتَ لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضُّوا من حولك)، وقال عليه الصلاة والسلام: "اللهم مَنْ وَلي شيئاً من أمر أمتي فرفق بهم فارفق به، ومن شقَّ عليهم فاشقُق عليه". وها هو ذا ربنا جلَّ وعلا قد ولانا شَرَفَ توجيه الأمة ونصحها ومتابعة حضِّها على التحلِّي بأخلاقها الحسنة العظيمة والتي مثَّلها وتمثَّلها بتمامها وكمالها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى قال له ربه جلَّ شأنه واصفاً وشاهداً: (وإنك لعلى خلق عظيم). ولقد قلت مرة في اجتماع مع السادة المدرسين والخطباء: أتمنى وآمل أن يقول أهل حيٍّ ما أو بلدةٍ ما عن خطيب حلَّ في مسجدهم بعد أسبوعين أو ثلاثة: "لقد جاءنا خطيبٌ عزيزٌ عليه ما عنتنا حريصٌ علينا بنا رؤوف رحيم"... فهل نتفاءل ؟! نعم، ونعم بل ملء إهابنا التفاؤل.

حلب

24/10/2017

محمود عكام