والغَيبيَّات لا يُتجاوَزُ نصُّها
والتَّسليم في الأمرين أمان
والمتشابه القرآني: نعني به ما وَرَدَ في القرآن من آياتٍ متشابهات كآيات التجسيم (الظاهر) والصِّفات المادية للمولى جلَّ وعلا، و: (يَدُ الله فوقَ أيديهم)، لا يُقاسُ عليها فيُقال: "جبهة الله أعلى من جبهتهم" حتى ولو عَنَيْنَا باليد (القوة)، وبالجبهة (المجد والعزة)، والغيبيات لا يُتجاوَز نصُّها كقوله تعالى: (ويطوف عليهم ولدان مُخلَّدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً) فالقول الفصل في هؤلاء الولدان أنهم ولدان لا يطولهم تصوُّرنا المحكوم بحدود دنيانا، ولا يجوز – إطلاقاً – استدراج الدّلالة لتكون طبقاً لدلالاتنا في حياتنا، وحينها فالأسئلة وفيرة ويحكمها الجدل، (فهل هم إناث أو ذكور ؟! وفي أي عمر هم !! وهل، وهل) وكل هذه الأسئلة وما شابهها سبيلٌ إلى الضَّياع وقد يودي الضياع إلى الجحود والإنكار، بل ربما أضيف إلى كل ذلك جنون أو نشوز سقيم في الإدراك والتصوّر، ولهذا فالتَّسليم خيرُ طريقٍ إلى المحافظة على الإيمان صافياً نقياً، وحسبنا القول – نهاية – اليد معلومة ولكنها إذا أضيفت إلى الله سلَّمنا بها وعجزنا عن تصوّرها، والعجز عن دركِ الإدراك إدراك.
حلب
22/1/2018
محمود عكام
التعليقات