يقولونَ لي: هل تجوزُ المبالغةُ في الحبِّ ؟ فأقولُ: وهل في الحبِّ مُبالغة ؟! ما دامَ الحبُّ ولاءً وثناءً وتضحيةً وفداءً، وما دامَ المحبوبُ سيِّدَ النَّاسِ ورحمةً للعالمين، وعظيمَ العظماء، والأحمدَ لله من الناس، والأكرمَ على النَّاس من الناس... إذاً فقُل في مدحِه ما شئتَ وستبقى في المديحِ مُقصِّراً وفي الثَّناء ذا زادٍ قليل ولا سيَّما بعد ما أثنى عليه ومدحَه الخلَّاق جلَّ شأنه، فيا أيها المسلمون، ويا أيها الناس: هيَّا إلى إشباع الخيالِ السَّليم بمضمونٍ عظيمٍ يعودُ على السُّلوك بالتَّحسين والتَّجويد وعلى الأخلاق بالتَّقويم والتَّمكين... ولا يظنَّنَّ ظانٌّ منكم مهما كان بليغاً أو أديباً أو شاعراً أو ثائراً أنَّه بما يفتحِ الله عليه من مدح ٍوثناءٍ على خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم مُبالِغاً، لا وألفُ لا، ورضيَ الله عمَّن قال:
أنا مَا مَدحتُ محمَّداً بمقَالتي لكِن مدَحتُ مقالتي بمحمَّدِ
وعمَّن قال:
وبِتَّ ترقَى إلى أن نِلْتَ مَنزلةً من قَابِ قَوسَينِ لم تُدرَك ولم تُرَمِ
وقدمتكَ جميعُ الأنبياءِ بها والرُّسلِ تقديم مخدومٍ على خَدَمِ
خَفَضتَ كلَّ مَقامٍ بالإضافة إذْ نُودِيتَ بالرَّفعِ مثل المفرَدِ العَلَمِ
حلب
1/3/2018
محمود عكام
التعليقات