والكلمةُ السَّواء هنا "سُورية" أَمْناً وأمَاناً واستقراراً واستقلالاً وسيادةً وحريَّةً وتوحيداً وازدهاراً، ومَنْ منكم يا هؤلاء لا يتطلَّعُ إلى سُورية مُتَّصِفةً بذلك ومُوشَّحةً بما يجعل منها وطناً مجيداً معطاءً، ولعلَّ أقصرَ سبيلٍ لتحقيق ذلك: حِوارٌ جادٌّ صادقٌ قِوامُه النَّصيحة وإرادةُ الخير، يجلسُ حولَ مائدته الجميعُ دونَ استثناء، ونَعني بالجميع السُّوريين على مختلفِ الأعراقِ والأديانِ والطَّوائف والمذاهب والأحزاب، محترِماً جميعُهم جميعَهم، ومعترفاً جميعُهم بجميعِهم، موضوع الحوار: دستورٌ قويمٌ يُفرز سُلطاتٍ ذات كفاءة تتحرَّى العدلَ في مسيرتها وتتَّسِمُ بالمعرفة في ممارساتها، ودعونا من كلِّ ما يُفرِّق ويُشتِّت ويُضيِّع ويُسيء ويُفسِد، فإن أردتم شعاراً نرفعه فليكُن: "وطنٌ آمنٌ ومُواطنٌ أمينُ"، أو: "وطنٌ أبيٌّ ومواطنٌ كريم"، أو: "وطنٌ حرٌّ ومواطنٌ مسؤول"، والمهمُّ أن يكونَ شعاراً جاداً مصدرُه الضميرُ الحيُّ والعقلُ الواعي والقلبُ الصَّادق والإرادةُ النَّبيلة الخيِّرة.
نعم تعالوا جميعاً وأعتقدُ أنَّ التَّجربة التي مرَّت والأحداثَ التي ألمت تكفي للاعتبار واتخاذ مثل هذا القرار، وأخيراً: اعلمُوا علمَ اليقين أن لا داعمَ لكم – بعدَ الله جلَّ شأنه – إلا أنتم أنفسكم ومَنْ لم يكُنْ مع ذاته فلن يكونَ أحدٌ معه: (إن أريدُ إلا الإصلاحَ ما استطعتُ وما توفيقي إلا بالله).
حلب
24/3/2018
محمود عكام
التعليقات