أنا أستشعر المسؤولية إذاً أنا إنسان، وأهم المسؤوليات المسؤولية الإنسانية، فلا يصدُر عنك إلا ما يجب أن يصدُر عن الإنسان، والإنسان هو المخلوق الأسمى "وعياً وإدراكاً وعدلاً وإحساناً" (يا أيها الإنسان ما غرَّك بربِّك الكريم. الذي خلقك فسوَّاك فعدَلك). وعلى كل صفة تُلحِقُها بك – أيها الإنسان – أن تكونَ داعمةً لإنسانيتك، فإن هي أضرَّت بها فدعها، ومثال ذلك: الكذب والغدر والخيانة والبذاءة والظلم والدَّناءة والفتك والسَّفك فكل ذلك ينهَشُ من الإنسانية حتى يكاد يفنيها ويبيدها ويُحِلُّ محلَّها "الظلامية والوحشية".
فيا أيها الإنسان حيثما كنت: أنت مسؤول عن منسوب إنسانيتك فيك فانتبه إليه واحذر انخفاضه واسعَ إلى ارتفاعه، وليس أعظم ما يشير إلى هذا الارتفاع المنشود اقترابك من ساح "الرحمة" فالرحموية أعلى درجة من الإنسانية، وقد حازها – أعني الرحموية - سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (إنما أنا رحمة مهداة)، والرحمة – كما عرَّفناها – عطاءٌ متدفق نافع برفقٍ ولطف... (وقفوهم إنهم مسؤولون) عن إنسانية رعَوْها ؟! أم أنهم ارتكَسُوا وسقطوا وهووا...؟
حلب
17/4/2018
محمود عكام
التعليقات