إنهم اللبنانيون إخوتكم ضاقوا بكم ذرعاً، وعلَّقوا على مِشجَبكم كلَّ مشكلاتهم الدَّاخلية والخارجية والاقتصادية والسِّياسية وحتى الطائفية والمذهبية والدينية !! وقد كانوا قبلكم – حسب زعمهم – في طمأنينة واستقرار وأمان ورخاء وتَفاهُم !!! فبدَّلتم ليلَهم الوضَّاء ظلاماً !!! فماذا تنتظرون – إذاً – يا أهلَنا أيها السُّوريون الكرام الأفاضل، هيا عُودوا إلى وطنكم الحبيب سورية وقولوا لإخوانكم اللبنانيين عندَ الوداع: جزاكم الله خيرَ ما يجزي مُضيفاً عن ضيوفه، قدَّمتم وأحسَنتم، فشكراً لكم: مَن تبسَّم ومَن تجهَّم، مَن رحَّب ومَن أعرَض ونأَى بجانبه، مَن عذَر ومَن غدَر، ولن يصدُرَ عنَّا إلا ما يُرضي ربَّنا: شكراً لكم في كلِّ أحوالكم وأوضاعِكم، ولا أفجَعكم الله بوطن، ونسأله جلَّ وعلا أن يُوحِّد رؤاكم في سائر أموركم (الوطنية) كما وحَّدها تجاهنا. سنذكُر فضلَكم وسننسَى ما سوى ذلك وقد صدَرَ عن بعضٍ منكم، لقد قرأنا في تراثنا وصية تقول: اذكُر اثنين وانسَ اثنتين، فأما اللذان تذكُرهما فالله والموت، وأما اللتان تنساهما: فإحسانك في حقِّ الغير، وإساءة الغير في حقِّك. وها نحن أولاء لهذه الوصية منفذون وعلى ربنا متوكلون. والسَّلام عليكم جميعاً وعلى سوريتنا ولبناننا الغاليين ورحمة الله وبركاته.
حلب
8/7/2018
محمود عكام
التعليقات