أ- لا بدَّ من القول بدايةً: إنَّ التَّقاليد هزمت التَّعاليم في هذا الشأن، وكذلك فالمصالح طغت على المبادئ. والمصالح ما كان منها مادياً أو غير مادي.

ب- ثوابت التعاليم الإسلامية فيما يتعلق بالمرأة:

1- الرجل والمرأة من أصل واحد ولا خلاف: قال تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساء)، وقال: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عملَ عاملٍ منكم من ذكرٍ أو أنثى بعضُكم من بعض). وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّما النِّساء شقائقُ الرجال" أبو داود.

2- المرأة شخصيةٌ مستقلَّة فلا اندراجَ ولا اندماج: قالَ تعالى: (إنَّ المسلمينَ والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصَّادقين والَّصادقات والصَّابرين والصَّابرات...)، وقال: (من عملَ صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينَّه حياةً طيبة). وها هنَّ امرأة نوحٍ ولوط وفرعون يُذكَران باستقلالٍ عن أزواجهنَّ وكل منها ومنهنَّ لها شخصيتها المستقلة عن زوجها إيماناً وكفراً، حقاً وباطلاً. وقد جاءت فتاةٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إنَّ أبي زوَّجني ابنَ أخيه يرفع بي خسيسته، فجعلَ الأمر إليها، قالت: فإني أجزتُ ما صنعَ أبي ولكنْ أردتُ أن تعلمَ النساء أن ليسَ للآباء من الأمرِ شيء. روت هذا السيدة عائشة رضي الله عنها في مسند الإمام أحمد.

3- الرجال والنِّساء شقائق وشركاء في الحياة الاجتماعية والسياسية: قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)، وعن جابر قال: طُلِّقت خالتي فأرادَت أن تجُدَّ نخلها فزَجَرها رجلٌ أن تخرج. فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "بلى فجُدِّي نخلَكِ فإنَّكِ عسى أن تصدَّقي أو تفعلي معروفاً " رواه مسلم. والنساء سياسياً هاجرنَ وبايعن وقاتلن، وانظروا سيرَهنَّ رضي الله عنهن من أمهات المؤمنين عليهن السلام إلى آخر امرأة حرة واعية مؤمنة عزيزة.

4- المرأة ذات أهلية (أداء) كاملة ولا خلاف: وما كانت الأنوثة في يومٍ من الأيام عارضاً من عوارض الأهلية السماوية أو المكتسبة، قال تعالى: (للرجالِ نصيبٌ مما اكتسبوا وللنساء نصيبٌ مما اكتسبن)، وقال: (ولا تعضلوهنَّ أن ينكحنَ أزواجهنَّ).

حلب

1/12/2018

محمود عكام