لقد كثر أولئك الذين محَّصتهم الأزمات فكانوا عديمي الوفاء، فيا ويلهم حين أظهروا حقيقة ما هم عليه فعلاً من خيانة وسفاهة وجفاء، فيا دنيا ما لهؤلاء يتكاثرون ؟! ويتزايدون حتى لكأنَّ الساعة اقتربت ولن تقوم إلا على الخائنين، فحسبي الله ونعم الوكيل.
وما هذا الذي أقول إلا من وحي واقعٍ عشتُه وعاشه معي كثيرون، فهذا يشكو من قلة وفاء صديقه وآخر من زوجه، وثالث من زميله، ورابع من أخيه، وخامس من مريده، وسادس من تلميذه، وسابع من أستاذه، وثامن وتاسع، ويكاد العَدُّ لا ينتهي، وأفوِّض أمري إلى الله. فيا هؤلاء مَن جافى منكم الوفاء عودوا إلى رحابه بصدق ونظافة، فما ثمة خُلُق أفضل منه، ويرفع منسوب الإنسانية عند الإنسان، بل ومنسوب الإيمان، ورحم الله القائل: "لا يُقاس الوفاء بما تراه أمام عينيك، بل بما يحدث وراء ظهرك"، والقائل: "ثلاثة تزيد في ماء الوجه وبهجته: الوفاء والكرم والمروءة".
حلب
22/7/2019
محمود عكام
التعليقات