حلب كالمؤمن أمرُها كلُّه خير، أصابَتها ضَرَّاء فصَبرت فكانَ خيراً لها، وجاءَتها سَرَّاء فشكَرت فكان خيراً لها، فدَعُوها من تَشاؤمكم وقَلقكم ووَهمِكم السَّلبي، ولا تُسقِطُوا عليها أثقالَكم النَّفسية والمزاجية، فإنها – وأيمُ الحقِّ – مدينةُ العَراقة والحضارة والأصالة، فإن كنتم حريصين عليها أَبِيَّةً آمنةً مُطمئنة مُزدهرة فاعموا يا أبناءها شُكراً، وقليلٌ من أبنائها الشَّكور، وإيَّاكم والكلام اللامسؤول عنها وعن عَظمتها، كقولِكم: "يا حيف، ويا حرام" لأنَّ حلب لا تُحِبُّ العطفَ، بل تَهوى الحُبَّ والعشقَ والهيام القائم على التضحية والافتداء.
يا ناس: هذه حلب: الأدبُ والعلمُ والفَهم والتَّصوف والشِّعر والحب والعزة، وما كانَ اللهُ ليَدَعَها رهنَ الآلام فقط دونَ آمالٍ تفوقُ في ثمارها أشواكَ الأحزان. ويا أبناءَها: أَشيعوا في الناس محاسنها وحسناتها، وتأكَّدُوا من نُدرةِ سيِّئاتٍ تُنسَبُ إليها، والنَّادر لا حُكمَ له، وكفى بالمرءِ نُبلاً أن تُعَدَّ مثالبه.
حلب القادمُ أحلى وأنتِ الأغلى، وإنَّ غداً (الأجمل) لِنَاظِره الصَّادق الوفيّ لَقريبٌ، فيا رب استجب وهيِّئ وأعطِ وتولَّ.
حلب
28/9/2019
محمود عكام
التعليقات