وليسَ هذا على مُستوى أبنائها أو سُكَّانها أو مَنْ وُلِدُوا فيها وعَلى أرضها الطَّهُور بل على مُستوى سُورية ومُستوى الجغرافية الإقليمية ومُستوى العالَم كلها، فقَد زَارني منذُ أيام شَابٌّ أوروبي وحدَّثني عن حُبِّه (حَلَب) وعِشقه لها وجدِّه في سَعيِه لخدمة أبنائها وأطفالها وكِبارها ومُسنِّيها دعماً نفسياً وتقوية مَعنويةً وتقديماً مَادياً ومُتابعةً صحيَّة... وأَراني في كلِّ ما ذكرتُ خططاً وبرامج تدلُّ على معرفةٍ وصدقٍ في المحبة وإخلاصٍ في العمل، أقولُ هذا في الوقتِ الذي أعرفُ وعرفتُ عدداً من الحلبيين وقد عاثُوا فَساداً فيها بل استباحُوا أرضَها وعِرضها وغرَّتهم أموالُ الطُّغاة من أعداءِ الإنسانية غرباً وشرقاً ففعلوا ذلك من أجلها أو إنَّهم كانوا ينتظرون من "حَلَب" مَغنماً فقط دونَ اعترافٍ بانتماءٍ أو وَلاء، وثمة آخرون ولا يزالون فيها لكنَّهم يَسخَرون ويَهزؤون ويَعيبون بل ويَستهزؤون بها وكأنَّها شيءٌ مُستولَدٌ من السَّفاهة والتَّفاهة وهُم التَّافهون والسُّفهاء.
فيا حَلَب أيَّتُها المدينةُ العظيمة: لقد أضْحَيتِ مِعيَاراً، وأَعني أنَّ هذا الأمرَ قَدْ تأكَّد، فمَنْ أحبَّك وخَدَمك واستبسَلَ في الدِّفاعِ عنكِ وبنائِك وعَمارك فهو الإنسان مَنْ كَان، ومَنْ لَا فلا وألفُ لا.
حلب
25/9/2020
محمود عكام
التعليقات