آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
النَّقدُ مَساران لا ينفكَّان... ولكن...

النَّقدُ مَساران لا ينفكَّان... ولكن...

تاريخ الإضافة: 2020/10/18 | عدد المشاهدات: 634

 

النَّقد كلمةٌ مُستحدثة، وقد حلَّت محلَّ النَّصيحة والتقييم، لكننا جعلناه في مَسارٍ واحد وهو المسار السَّلبي، عِلماً أنَّ النَّقد والتقييم – في الأصل – يشملُ كلا المسارين السَّلبي والإيجابي، أو بمعنى آخر: أن تعطي المنقود ما يستحقه من التقييم مدحاً أو قدحاً بعباراتٍ مَنسوجة بحروف الاحترام، والمشكلة أننا – اليوم – لم نَعُدْ ننفكُّ عن نقدٍ ملؤه التجريح والتشويه والسبُّ والشَّتم، فلا والله لا يجوز هذا، ولهذا أتوجه اليوم إلى مختلفِ الفئات ولا سيما تلك التي تنتسب للشَّهادات العلمية والمناصب المعرفية الرفيعة قائلاً: انقُدوا وانتقِدوا ولكن ضمن مسار الوصول إلى الحقيقة بأمانٍ وإخلاص أولاً، وثانياً: لا تحصُروا شخصية (المنقود) في الزاوية التي تمَّ النَّقد فيها وعليها، ولا تُلخِّصوا هذه الشَّخصية من خلال هذه الناحية فقط، إذ كثيرٌ منا اليوم يذكر موقفاً عظيماً لإنسانٍ ما وبعدها لم يَعُدْ يرى هذا الإنسان إلا من خلال هذا الموقف، وكذلك العكس، فإن رأى موقفاً لا يتَّصف بالجودة فلن يرَى هذا الإنسان صاحبَ هذا الموقف إلا من خلاله.

يا ناس: (ولا تبَخَسُوا النَّاسَ أشياءَهم)، و: (ولا تَنسَوا الفضلَ بينكم)، و: (ثمَّ تابَ عليهِم ليتوبوا)، و: (ولا تَعتدُوا إنَّ اللهَ لا يُحبُّ المعتدين)...

فاللهمَّ سدِّد ألسنتنا وأصلِح أحوالَنا وحسِّن نياتنا وصَفِّ قلوبنا يا أرحم الراحمين.

حلب

18/10/2020

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق