ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات
إن معنى كلمة لنبلونكم : لنظهرنكم على
حقيقتكم . لأن أصل كلمة يبلو يظهر .
وها أنتم تدعون الإسلام والإيمان فلنبلونكم ، لنظهر حبكم وانتماءكم هل هو حقيقي أم
ادعاء . والابتلاء يكون بأشياء غير مرغوبة ولا محببة ، وسيكون الابتلاء بشيء قليل
من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات .
وفي علم الاجتماع أن الإنسان يسعى من أجل أمنٍ يظهر في :
الأمن الاجتماعي والغذائي والاقتصادي والصحي والبيئي ، وستجدون هذه الأمور مفصلةً
في علم الاجتماع .
الاختبار سيكون بالأمن الاجتماعي ( الخوف ) ، والأمن الغذائي ( الجوع ) ، والأمن
الاقتصادي ( نقص من الأموال ) ، والأمن الصحي ( والأنفس ) ، والأمن البيئي أو
الزراعي ( والثمرات ) . وهذه الابتلاءات ستظهركم على حقيقتكم من خلال اختباركم بما
تكرهون في هذه القضايا ، وسيتم هذا الإظهار عبر وسيلتين ، الأولى : تكليفية ،
والوسيلة الثانية هي : الأقدار . فهل تكليف الله لكم بهذه الأمور سيبقيكم صابرين
ثابتين على ادعائكم ظاهراً ، أم أن هذا سيظهركم على حقيقةٍ غير تلك التي ادعيتموها
. والتكاليف هي التالي :
تكليف الخوف بالجهاد ، وتكليف الجوع عبر الصيام ، وتكليف نقص الأموال يكون بالزكاة
، وتكليف الأنفس بالصلاة والحج لأنك بجهدك ينقص شيء من عافيتك ، وتكليف النقص في
الثمرات من خلال زكاة الزروع والثمار ، ومن خلال الأولاد أيضاً .
ومسار الأقدار من خلال المصائب والأقدار ، تلك الأقدار التي لا نعرف سببها ودافعها
، وقد حددها الله وحده من خلال المصائب التي تصيب أمنكم وشبعكم ومالكم وأنفسكم
وزروعكم وثماركم وأولادكم ، فإن صبرتم وثبتم على ما أنتم عليه من ادعاء فأنتم
مبشرون ، وإن لم تثبتوا على الإيمان من خلال التكليف والأقدار فلستم بالمبشرين ،
وأنتم من الذين يعبدون الله على حرف .
لطيفة قرآنية :
يلقيها فضيلة الدكتور الشيخ محمود عكام بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع في جامع التوحيد .
التعليقات