آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
الخوف المرفوض وأسبابه

الخوف المرفوض وأسبابه

تاريخ الإضافة: 2009/11/20 | عدد المشاهدات: 3712

أما بعد، فيا أيها الإخوة المؤمنون:

سألني إنسانٌ منذ يومين عن طبيعة العلاقة في المجتمع الغربي بشكلٍ عام، عن طبيعة العلاقة في المجتمع الغربي الآن.

فقلت له: يظهر لي - والله أعلم - أن العلاقة فيما بين أفراد المجتمع الغربي الآن تقوم على المصلحة. قال لي: فما طبيعة العلاقة ما بين أفراد مجتمعنا الآن ؟ قلت له أيضاً يظهر لي - والله أعلم - أن العلاقة فيما بيننا على الأغلب تقوم على الخوف، فكلنا يخاف من كلنا، فإن لم تخف من يد فلان فإنك تخاف من لسانه، وإن لم تخف من سلاح فلان فإنك تخاف من أن يهتك عرضك في غيابك، المصلحة تستتبع المصارحة، يقول الغربي لمن معه علاقتي معك مصلحة وبالتالي فهو صريحٌ معه، والخوف يستتبع المنافقة، لذلك كلنا يخاف من كلنا، وكلنا ينافق لكلنا، لأنك تخاف فأنت تنافق، الشعب يخاف من الحكومة والحكومة تخاف من الشعب، هذا ينافق لهذا وهذه تنافق لهذا، وكلٌ من الطرفين يريد أن يكسب ود الآخر من أجل أن يكسر شره ومن أجل أن يتقي شرَّه، نحن محكومون بالخوف، عندما تُكلِّم إنساناً تنظر يَمنةً ويسره، عندما تتكلم عبر الهاتف تحاول أن تتلفت إلى اليمين وإلى اليسار وتحاول أن يكون صوتك مخفضاً، عندما تكون في المدرسة وتكون تُعلِّم فأنت تخاف من التلميذ أو من تلميذٍ ما لا تعرف من هو هذا التلميذ، والتلميذ يخاف من الأستاذ والموظف يخاف من المدير، والمدير يخاف من الموظف، والموظف يخاف من موظفٍ آخر وهكذا دواليك، والأب يخاف من ولده حتى وصل بنا الأمر إلى أن الولد يخاف من أبيه والأب يخاف من ولده فلربما كان قنبلة كما يقال موقوتة تتفجر في لحظة ما تفجراً تنتشر شظاياه على كل البيت وتؤثر سلباً على كل البيت، نحن محكومون بالخوف، هل تستطيع أن تعبر عن رأيك بصراحة وأناقة حيال هذا الذي يقف أمامك ؟ هل تستطيع أن تعبّر عن رأيك في وظيفتك بصراحة وأناقة أمام المسؤول الذي يعتلي سُدَّةً أعلى من سدتك ؟ ما أظن. أتريدون بعد هذا كله أن نتحدث عن مجتمع متماسك متناصر متآخٍ ؟ من منا بشكلٍ عام لا يخاف من الآخر ؟ من منا لا يحسب ألف حساب لصديقه قبل أن يحسب حساباً واحداً لعدوه ؟ من منا اليوم يستطيع أن يضع أصبعه على نقطة نقدية بصراحة وأناقة تتعلق بأمرٍ ما ؟

الخوف استتبع النفاق، والنفاق استتبع المجاملة التي جعلتنا نتأخر ونتأخر، فلا هذا يتكلم ولا ذاك يسمع وإنما هذا يمدح وهذا يصدِّق، هذا يتكلم لا يريد أن يحرض شر الآخر عليه لذلك يتكلم مادحاً، وهذا يستمع إلى المدح وينتظر اللحظة التي يخطئ فيها مادحه فيا ويله إن أخطأ المادح بكلمة خرجت منه غلطاً فيا ويحه ويا ويله، امدح من غير أن تخطئ وعلينا أن نستمع لمديحك حتى إذا ما وصل الأمر إلى شيء من النصح والنقد فأنت معارض مرفوض مقرُّك الأماكن المظلمة.

بين الرجل وزوجته، بين الصديق وصديقه، بين الزميل وزميله، بين الطالب وأستاذه، بين هذا وهذا، انظروا مجتمعنا أفبعدَ كل هذا تريدون أن نتحدث عن انتصارٍ منتظر ؟ فلننتصر أولاً على الخوف الذي دبَّ فينا، فلننتصر أولاً على الرعب الذي حلَّ أجسادنا وأجسامنا وبقاعنا وأراضينا وساحاتنا ومساحاتنا كلها، فلننتصر على الرعب الذي حلَّ قلبي تجاهك وعلى الرعب الذي حلَّ قلبك تجاهي فأنت تخافني وأنا أخافك، وإن سنح لنا الأمر فبدلاً من نعود إلى النقد فإننا سنعود إلى الشتم لأن المجتمع الذي يُحكَمُ بالخوف سينافق، فإن فُتح له المجال شتم، أما المجتمع الذي تحكمه المصلحة وقد لا يكون هذا الشيء جيداً وجميلاً لكن المجتمع الذي تحكمه المصلحة سيكون صريحاً، فإن فُتح له المجال فهو صريح ولا يحتاج إلى الشتم، وأظن أن مجتمعاتنا لو أحصينا الشتائم على أصنافها وأنواعها التي نرسلها في فضائه لفاقت على كل الشتائم التي ما أظنها تصدر - لكنها إن صدرت - في العالم الآخر. إن شتائم نصدرها هنا تعدل كل الشتائم التي يمكن أن تصدر في كل العالم الغربي على اتساع رقعته وكثرة سكانه.

أزيلوا الخوف منا، أزل الخوف مني من قلبي تجاهك، وهيا من أجل أن أزيل الخوف منك تجاهي، هيا من أجل أن يؤمِّن بعضنا بعضاً، أعطني سلاماً بحالك أنت أيها الذي تصلي معي، أنت أيها الذي تدرس معي، ونحن نتكلم اليوم عن كل الجبهات في كل القطاعات، في جبهتنا في عالم الشيوخ كلنا يخاف من كلنا، في عالم الجامعات كلهم يخافون من كلهم، في عالم الحزب الواحد لا تصدقوا أيها الإخوة، حتى في الحزب الواحد فكلهم يخاف من كلهم، ولا تصدِّقوا هذه اللقاءات التي تحصل فيما بيننا إنما هي لقاءاتٌ تعنون بعنوان المنافقة والمجاملة، أزيلوا الخوف أيها الإخوة فلا وجود لنا إن كنا نخاف من بعضنا، إن كنا نُحكم بالخوف فيما بيننا لأن الخوف هو الذي يُثبّط ولأن الخوف هو الذي يؤخِّر ولأن الخوف هو الذي يجعل مجتمعاتنا تتأخر وتتأخر وتتخلف وتتخلف، أتحدث عن الخوف الذي نفاه الله عن أوليائه، أتدرون كيف وصف الله أولياءه حين قال: ﴿ألا إن أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون﴾، أتدرون أيها الإخوة بأن الله عز وجل وصف قوماً حكمهم الخوف فاستخفهم: ﴿فاستخفَّ قومه فأطاعوه﴾، أتحدث عن الخوف الذي يجعلنا نُستخَف فنطيع عن استخفافٍ بنا، الخوف الذي نرفضه هو ذاك الخوف الذي نفاه الله عن أوليائه، فلننفِ عنا الخوف ولنعش بأمان، الخوف الذي نرفضه هو ذاك الخوف الذي أمننا الله منه عندما قال: ﴿فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف﴾.

أتريدون الحديث عن أسباب الخوف، لمَ كان هذا الخوف ؟ للخوف أسباب، وعندما نعرف السبب كما يقال في اللهجة العاميّة يبطل العجب، أسباب الخوف الذي نعيشه هو:

أولاً: التربية الفاشلة، الأم تربي ولدها على الخوف من أبيه، والأب يربي ولده على الخوف من جاره، والأستاذ يربي تلاميذه على الخوف من المدير، والشعب يربى على الخوف من المسؤول، من الحاكم وهذا يربى على الخوف من الله لا على حب الله، على الخوف الذي يشابه خوف التلميذ من أستاذه، أنا لا أتحدث على خوفٍ من الله، أي على خوف من عقابه على خوفٍ هو قرين الحب، هو مُفرَزٌ من مفرزات الحب والتقدير، وهذا يخوِّف طلابه بالمدير وذاك يخوف أبناءه بالجار ورابعٌ يخوّف ولده بالشرطي وخامس بالمخابرات وسادسٌ وسابعٌ وثامن... التربية الفاشلة التي تقوم على التخويف، فتربيتنا اليوم تقوم على التخويف، هذا يقول لي لا تقل هذا، لماذا ؟ خشية أن يسمعك فلان ففلان لا يرضى بهذا. أنا لا أرضي فلاناً يا أخي بكلامي ولا بفتواي ولا بإجابتي وإنما أرضي ربي عز وجل. لا تقل هذا فالشيخ الفلاني اليوم والسلطة معه لا يفتي بهذا القول، فإياك أن تقول هذا كي لا ينزعج منك وبالتالي ربما يحّرض عليك السلطة وأهل السلطة... التربية الفاشلة سببٌ من أسباب الخوف تبتدئ من الأسرة عندما تكون صغيرة من حيث العدد وتنتهي بالمجتمع عندما يكبر في أكبر مؤسسات المجتمع الذي نعيش فيه، أزيلوا التربية بالخوف، وقد قلت لكم على هذا المنبر منذ أكثر من عشر سنوات وقد سمعت عبارة منذ أكثر من ثلاثين عاماً يقول في مؤتمر للطفل: لا تجعلوا من الله بُعبُعاً يخافه الطفل واجعلوا من الله حبيباً للطفل. فالله فعلاً حبيب الطفل والله فعلاً يحب الطفل والله فعلاً يحبكم أينما كنتم ولولا أنه يحبكم ما خلقكم: ﴿هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً. إنا خلقنا الإنسان﴾ وما خلقك الله إلا لأنه يحبك، أفتبحث عن حبٍ مجامل من غيره حتى يتحكم فيك الخوف ؟ ارفع رأسك وانظر ربك فربك يحبك وتوجه إلى ربك من أجل أن ترضيه وبعد ذلك يا دنيا غُرِّي غيرنا.

السبب الثاني: ضعف الإيمان بالله عز وجل وبالقدر، نحن حسب الظاهر نؤمن بالله وأنه الفعال المطلق ونردد الحديث الذي يقول كما يرويه الترمذي: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك... واعلم أن الأمة لو اجتمعت على ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) لكن هذا لم ينغرس في دواخلنا: ﴿الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله﴾، ﴿وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد. فوقاه الله سيئات ما مكروا﴾ التجئ إلى ربك وكن صريحاً أنيقاً في صراحتك، نحن لا نطالب بالصراحة والنصح بغلافٍ من الوقاحة حاشا، ولكننا نطالب بالنصح والصراحة بغلافٍ من الأناقة واللطف والقول الحسن، هذا ما نطالب به، ضعف الإيمان بالله الفعال المطلب وضعف الإيمان بالقدر، ما قُدّر لماضغيك أن يمضغاه لا بدَّ وأن يمضغاه – هكذا قالت المقولة – ويحك كله بعز ولا تأكله بذل. ما سيأتيك سيأتيك، فعلامَ هذا الذي أنت فيه: ﴿فأوجس في نفسه خيفةً موسى﴾ موسى أمام مشهدٍ مرعب حسب الظاهر، السحرة اجتمعوا، يريدون أن يُنكِّلوا بموسى، وكلهم جاء بأدوات سحره وألقى كلٌ منهم ما يريد إلقاءه ونظر موسى فوجد الأفاعي تتحرك، عند ذلك انتابه خوف، لكن الله لا يريد منا أن نخاف إلا منه خوف إجلال وإكبار وتقدير وحب: ﴿قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى. وألقِ ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى﴾ ما أمامك من سوى الله وَهْم، فكن مع الحقيقة تعلو وكن مع الحقيقة تسمو، أيها الإنسان هيا إلى تقوية الإيمان بالله الفعال المطلق وإلى الإيمان بالقدر الإيمان الذي يدفعنا للشجاعة ويدفعنا للمصارحة الأنيقة يدفعنا للنقد البناء، يدفعنا من أجل كلمة حرة لا تلون بلون فيه مسٌ بقدسية الكلمة التي أكرمنا الله عز وجل نحن البشر بها.

السبب الثالث: التعلق بالدنيا، حب الدنيا، الالتفات إلى الدنيا على أنها الأول والآخر والظاهر والباطن: ﴿ولا تعدُ عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا﴾ واشتغل قلبه بالدنيا ﴿واتبع هواه وكان أمره فرطاً﴾، ﴿ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خيرٌ وأبقى﴾ التعلق بالدنيا، من عنده بنطال يريد أن يكون لديه بنطالان، من عنده بدلة أو طقم يريد أن يكون لديه طقمان، وهكذا دواليك، رغباتنا، طموحاتنا تعلقت بالدنيا المستهلَكة وليست الدنيا المنتجة، أما أولئك في الغرب فلقد تعلقوا بدنياهم المنتجة فأنتجوا واليوم يتحكمون بالأرض ويتحكمون بالفضاء أما نحن فحدثوني بربكم عن الدنيا التي نتحكم بها، انظروا دعاياتنا انظروا اهتماماتنا فإنها تتعلق ببطن تريد أن تمتلئ حتى النهاية أو تتعلق بعضوٍ يريد أن يرتوي حتى ولو كان على حساب شرفه ودينه وأخلاقه، انظروا إلى دنيانا تتعلق بشهوات الجسد ليس إلا، فها هو العيد قد اقترب وها هي الأسواق ستمتلئ، فامتلئي أيتها الأسواق لأننا كما قال شاعرنا:

أنت القتيل بأي مَن أحببته                    فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي

خفِّفوا أيها الأحبة، أنا لا أقول هذا الكلام للفقير لأنني أعلم أن الفقير أخذ دنياه الغني، ولكنني أتوجه إلى الغني بشكل خاص لأقول له: أعطِ من هذا الاستهلاك الذي تستهلكه من دون فائدة، أعطه للفقير، الفقير بحاجه إلى جزء بسيط من استهلاكك النافلي الذي لا يلزمك ولست بحاجة إليه ولو أن كل غني استغنى عن عُشرِ ما يستهلكه، ولن يؤثِّر هذا الاستغناء عليه لاكتفى الفقراء في مجتمعنا الذي نعيشه، وأنا لا أقول للأغنياء من أجل أن يتصدق هذا بملابسه أو ذاك بما لم يعد له دورٌ في الحياة كما يقال في التمثيل الحياتي في الموضة، ولكن أقول له أنفق من أطيب أموالك، أنفق المال النقد السيولة ولا أريدك أن تفتش بيتك عما بلي وانتهى مفعوله من الألبسة والأطعمة ليكون هذا الذي تقدمه هو العطاء الذي تفتخر به أمامنا، لا، أنا ضد أن يوزع هذا ما عنده من ألبسة وذاك من أطعمة لأنني أريدك أن توزع أطيب مالك، أريدك أن تعطي أفضل مالك، أريدك أن تكون قوياً شجاعاً لا تخاف الفقر وأنت تتصدق وأنت تمد المجتمع وأنت تمد هؤلاء الفقراء لا أريدك خائفاً من أيام ستأتيك يوهمك الآخرون على أنها أيام سوداء، إن أنفقت فالأيام القادمة بيضاء، وإن تعلمت فالأيام القادمة بيضاء، وإن درَّست بأمانة وإخلاص فالأيام القادمة بيضاء، وإن حكمت فعدلت فالأيام القادمة بيضاء، وإن كنت على مستوى العلاقة الطيبة المسالمة مع إخوانك مع هؤلاء الذين يعيشون معك فالأيام القادمة بيضاء، الأيام السوداء قادمة لمن يفكر بوهم ولمن يعيش بوهم ولمن لا يلتفت إلى الآخرين على أساس من صدق وأمانة وإخلاص وعلاقة طيبة.

آمل أن نعيش الأيام هذه على أنها الممهدة لأيامٍ بيضاء وذلك من خلال الصراحة الأنيقة القائمة على النصح الخالص لوجه الله عز وجل، القائمة على العدل القائمة على الفضل القائمة على المحبة فيما بيننا القائمة على لمِّ الشعب وجمع الشمل ولا نريد أن تأتي أبسط الأشياء كما سمعتم في علاقة كروية أثَّرت على علاقة دولتين، أتدرون لماذا ؟ لأننا محكومون بالخوف، أرأيتم إلى فريق قتل فريقاً وإلى أناسٍ بدلاً من يشجعوا على روح التفاهم وروح العلاقة الطيبة شجع هؤلاء جماعتهم على القتل والضرب والحنق والحقد والكيد وهذا أمرٌ طبعي، لا أستغربه لأن هذه الحالة متكررة في بيئاتنا، انظروا إلى الرجل كيف يخاصم زوجته من أجل أمرٍ لا يمكن أن يقال له أمر من أجل أمرٍ أصغر من أن تذكره على لسانك لكنه يخاصم وربما خاصم أقاربه على أقل من هذا، فلا تستغربوا أن يخاصم فريقٌ فريقاً أو يخاصم مشجعون مشجعين أو أن يخاصم بلدٌ بلداً على أمرٍ له من الأهمية ما له كما نرى على شاشات التلفاز أو على سواها.

أيها الأحبة: ألا هل من عودة إلى الأمان والأمن فيما بيننا على الأقل لا تكن كاذباً وأنت تقول لي: السلام عليكم، كن صادقاً وأنت تقول لي السلام عليكم لأن السلام ليس كلمة وإنما السلام حال وإنما السلام علاقة وإنما السلام واقع، أما أن تقول لي السلام عليكم وأنت مستعدٌ في نفس اللحظة لأن ترد السلام عليَّ على وجهي ولأن تكون في جانب آخر مضاد للسلام جرَّاء كلمة بسيطة أو نبأ موهوم كاذب فأنت مستعدٌ لعداوة من تعده أصدق الأصدقاء لمجرد نبأ موهوم وانظر نفسك فسترى نفسك مثالاً مؤكداً على هذا، أنت تعادي من تعتبره ظاهراً أصدق الأصدقاء لنبأ موهوم يأتيك وتترك كل ما كان في داخلك على حد زعمك بهذا الصديق أو بهذا الأخ.

أسأل العلي القدير بسر الأيام التي نحن فيها، بسر أيام ذي الحجة، أن يوفقنا من أجل أن نعيش صراحة وعلاقة طيبة فيما بيننا،  ويا إخوتي فليؤمِّن كلٌ منا الآخر من خلال سلوكه وأقواله وحركاته وسكناته، اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً، أقول هذا القول وأستغفر الله.

ألقيت بتاريخ 20/11/2009

التعليقات

نعمان سخيطة

تاريخ :2009/11/27

السلام عليكم شيخنا الفاضلالأن قرأت خطبتك التي كنت تتكلم فيها عن الخوف أنا لا أستطيع أنا لاأجد كلمات عن أعجابي بكلماتك الساحرة قرأت الخطبة ولم في الوقت وأذ بخطابك قد أنتهى هذه المواضيع يا شيخنا نحن بحاجة لأن تعمم هذة الخطابات للوطن العربي كافة أنا أتابع خطاباتك من جده عن طريق النت وأشعر بأننا بحاجة جميعا لسماع هذه الخطب والمواعظ بمعنى يا شيخنا يجب أن يكون المنبر الذي تخاطب منه منبر يصل صوته لكافة أبناء الوطن العربي أتمنى من الله أن أرى ذلك اليوم وأعلم يا شيخي العزيز بأن لك أخ في السعودية والسلام عليكم

خليل شاوي

تاريخ :2009/12/11

وكأن هذه الخطبة صدى لدعاء موسى ع ربي اشرح لي صدري وحقا ان العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء ومهما قالوا لاتخف انك أنت الأعلى ونادي وعلى الله البلاغ

شاركنا بتعليق