الهموم دائمة باقية مستمرة قديمة حديثة، فالدُّنيا دارها ومَرتَعُها ومَحَلُّها ومَكانها، ولو تصوَّرنا "دنيا" بِلا هُموم فما هي –إذاً- بدنيا:
جُبِلَت على كَدَرٍ وأنت تُريدها صَفواً من الأقذاء والأقدارِ
ومُكلِّفُ الأيام ضدَّ طِباعها مُتطلِّب في الماء جَذوةَ نارِ
هذا كُلُّه من ناحية، ومن ناحية أخرى، وهذه الناحية هي ناحية الإنسان الذي يجب عليه مُدافعة الهموم بهِمة عالية قِوامها: إيمانُ بالله جَلَّ شأنه، وثِقةٌ بالنَّفس، واستحضار شخصياتٍ كانت بجدارة ذاتُ هِمَّة عالية هَزَمت الهُموم بعد أن واجهتها وتحدَّتها، فما أعظمهم حين قالَ قائلهم: (مَعَاذَ الله إنَّه ربي أحسنَ مَثواي)، وقال آخر: (إنَّما تقضي هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خَطايانا وما أكرهتنا عليه من السِّحر والله خير وأبقى)، وقال سيدهم: (لا تحزَن إنَّ الله معنا)، وقال وقال...
فيا أيها الإنسان: كُن ذا همةٍ عالية لا تَقنَع بما دُونَ النُّجوم، فطَعمُ الموتِ في أمرٍ حَقيرٍ كطَعمِ الموتِ في أمرٍ عظيم.
حلب
10/6/2022
الدكتور محمود عكام
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
التعليقات