|
سؤال حيرني
سؤال طرحه أحد المشاهدين في برنامج نوافذ الحواري على القناة الفضائية السورية وودت لو أنني استطعت إجابته مباشرة على الهواء لكن عبثاً حاولت الاتصال بالبرنامج ولم أفلح فقررت الإجابة عليه في هذه الصفحة لكي لا يبقى غصة في حلقي.
سأل المشاهد واسمه د. خالد عبد الكريم من سورية: ما دامت سورية دولة ممانعة وتقف في وجه جميع المخططات الاستعمارية وهي مع الشعب الفلسطيني وما دامت القاعدة الذهبية في صراعنا مع العدو الصهيوني ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة, فلماذا لاتقوم سورية بشن حرب وتفتح جبهة الجولان لتكون منطلقاً وبداية لتحرير فلسطين وكافة الأراضي المحتلة؟!.
أعترف لكم أنني كثيراً ما سألت نفسي السؤال ذاته وتحيرت كثيراً وساورتني شكوك كثيرة, فبالفعل عدونا لا يفهم بل لايقبل لغة السلام والمفاوضات وما يحتاجه هو ضربات مستمرة تزلزل الأرض تحته لكي ننتزع منه حقوقنا لأنه لن يعطينا إياها طوعاً.
وأخيراً وجدت الإجابة في التاريخ البعيد منه والقريب وحتى في التاريخ المعاصر الذي نعيشه الآن, ففي التاريخ البعيد لم يستطع صلاح الدين تحرير القدس التي احتلها الصليبيون ما يقارب المائة عام إلا بعد أن توحدت مصر والشام واعترفت الخلافة العباسية في بغداد لصلاح الدين بملكه وسلطانه إذاً توطدت الأمور في الداخل وأصبح الجميع على قلب رجل واحد فاستطاع صلاح الدين أن يحقق واحداً من أعظم الانتصارات في تاريخنا والذي نتحرق اليوم شوقاً لحصول نصر مماثل له.
أما ما وجدته في التاريخ القريب فهو أن أسباب النكسة والنكبة وحرب الاستنزاف........ لم تكن عائدة لقوة العدو والإمدادات الهائلة التي أمدته قوى الظلام بها بل بكل بساطة كان سببها الخيانة وإدارة من يفترض أنهم أصحاب القضية ظهورهم لها والهرولة نحو ملك زائل وسلام ضائع!!!!!
وفي تاريخنا اليومي الذي نعيشه منذ سنة وأكثر طعن حلفاء الأمس سورية في الصميم ونادى مناديهم بوجوب احتلالها وإزالة نظامها وها هي أبواقهم تنفخ ليل نهار ضد سورية التي كانوا يأتون إليها ويسجدون تحت قدميها لترضى عنهم, لكنهم عندما ينصرفون يعضوا عليها الأنامل من الغيظ و يدبرون لها المكائد شرقاً وغرباً, وأحمد الله أن كيدهم انكشف الآن في ظل الظروف الراهنة ولم ينكشف في معمعة مباشرة مع العدو.
وبعد استعراض هذا الجزء من شريط التاريخ ( وتاريخنا فيه أكثر مما ذكرت) لو أن سورية اليوم خاضت حرباً مباشرة ضد الكيان الصهيوني فوالله لن يخيفها أو يخيف شعبها هذا العدو فعدونا واضح و معروف وهو جبان لاحق لديه يدافع عنه و حلفاؤه مثله, إذاً ليس الخوف من هؤلاء بل الخوف من ( الأشقاء) الذين سيطعنون سورية في الظهر وسيبيضون وجوههم أمام أسيادهم وتسقط كل أقنعتهم أو ما تبقى منها فهم لم يعودوا يستحون من شيء, وكما يقول المثل الحكيم :" دود الخل منه وفيه" ولنا فيما حصل في عراقنا الحبيب عبرة ففي الوقت الذي لم تقبل فيه دولة جارة ( غير عربية ) أن تستخدم أراضيها لغزو العراق قبلت ذلك (دولة عربية) بكل ممنونية ورحابة صدر وفرح بالنصر المهرول إلى العراقيين والديمقراطية الجميلة التي سيتنعمون بها في أحضان الاحتلال فقد جاء في الحديث الشريف :" أحب لأخيك ما تحب لنفسك" وتلك الدولة تنعم بالديمقراطية والحرية ولابد أن ينعم بها العراقيون أيضاً وإلا قيل إنها لاتحب أخوتها!!!!!!!!!
|
|
- الاسم : حلا
- البريد :
- الدولة : سورية
- التاريخ : الجمعة 05 مايو 2006
|
|