ما أجملَ أيام المناسبات والذكريات، يستعيدُ فيها الإنسانُ ما قد مرَّ من أحداثٍ شكَّلت نقاطاً مُضيئة في التاريخ عامة وفي تاريخه خاصة، وها نحن أولاء أمام ذكرى الهجرة الشَّريفة النَّبيلة هجرة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم من مكَّة المكرمة إلى المدينة المنورة، وهي هجرةٌ تصبُّ في مَصبِّ تحقيق إنسانية الإنسان التي تعني الكرامة والحرية والأمان حتى ولو كان هذا التحقيق على حساب الجغرافية الغالية (الوطن) أو متاع الدنيا الحلال (الرزق المادي)، فالإنسان الذي سَخَّر الله له كلَّ شيءٍ ينبغي أن لا يكونَ مُسخَّراً لشيءٍ إلا لربه الذي خلقه تسخيرَ عُبودية وطاعةٍ وتوحيد ومحبة عبر الاختيار (التَّكليف المشرِّف)، فهيا يا ايها المسلمون إلى إحياء هذه الذكرى بتمحيص الذاكرة التي يجب أن تُصنَّف فيها الأولويات: "وتحسبُ أنك جُرْمٌ صغير وفيك انطوى العالَم الأكبر"، فما بالك يطويك صغائر العالم الأضعف ؟! وهيا فهاجر منك إليه: (إنَّ عبادي ليسَ لكَ عليهم سُلطان).
حلب
29/12/1441
19/8/2020
محمود عكام
التعليقات