ما يطلبونه منا وما نطلبه منهم
أما بعد :
أيها الإخوة المؤمنون :
الحمد لله على الإنسان إذ كنته فلله الخلق ، والشكر لله على الإسلام إذ
سلكته مأموراً فلله الأمر، والمنة وحسن الثناء على الله من أجل الدعوة إذ
شُرِّفت بها فلله الفضل .
في سلسلة أحببت أن تكون حلقاتها مواضيع خطب نلتقي فيها ، نتابع الحديث ،
فلقد كان الحديث في الأسابيع الماضية ، عن حالنا وعن حالهم أعني الغرب ،
وكنا قد رتبنا السلسلة على الشكل التالي :
حالنا - حالهم - ما يطلبونه منا - ما نطلبه منهم - تاريخنا - تاريخهم -
خاتمة .
أيها الإخوة :
ما يطلبونه منا ،وما نطلبه منهم .
ما يطلبونه منا هنا أمران : النموذج المقنع والواقع الداعم ، يطلبون منا
هذين الأمرين ، ونحن أيها الإخوة يجب أن ندرك تماماً أن هذين الأمرين سر
نجاحنا ، لأنهما كانا سر نجاح أمتنا في عهودها الأولى .
- أما النموذج المقنع :
فلقد نادى ربنا عز وجل في الناس كافة ليقول لهم : ( لقد كان لكم في رسول
الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) ولقد
قال ربنا عز وجل أيضاً : ( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم
فيه ، فيه رجال يحبون أن يتطهروا ) فيه رجال ، فيه نماذج مقنعة ، مقنعة على
المستويات كافة ، ويريد منا الغرب أيها الإخوة أن نقنعة من خلالنا ، من
خلال أفرادنا ، من خلال سلوك هؤلاء الأفراد ، ليس على مستوى واحد ،وإنما
على كل المستويات ، يريد النموذج المقنع من خلال الأسرة ، وفي ميدان الحب ،
وفي ميدان وضوح الهدف ، وفي ميدان بناء الحياة ، وفي ميدان بناء الوجود وفق
ما يرضي ربنا عز وجل ، ونحن قادرون من خلال تطلع إلى تاريخ وسيرة محمد صلى
الله عليه وسلم ،على أن نقدم النموذج المقنع من التاريخ ، والنموذج المقنع
من خلالنا إن سرنا على خطى النموذج الأول سيدنا وحبيبنا وقرة عيوننا محمد
صلى الله عليه وسلم ، فلنقدِّم لهم هذا النبي الكريم ، ولنقدم وراءه أنفسنا
، فلنقدم ذواتنا ، فلنقدم أحوالنا ، وما المانع أيها الإخوة أن نقول للناس
، وماذا تريدون من الأب في الأسرة إلا أن يكون كالمصطفى لله ، لقد أقنع
المصطفى الناس من خلال نموذجيته ، ومن خلال سلوكه أباً ، ومن خلال سلوكه
قائداً ، ومن خلال سلوكه مربياً ، ومن خلال سلوكه معلماً ، ومن خلال سلوكه
إنساناً .
وهل تريدون أيها الإخوة نماذج أو أمثلة واقعية من حياته ، حتى تقدموها
لتقدموا أنفسكم وراءها ، وليس من أجل أن نقدمها ليكون بيننا وبينها فجوات
، فكفانا ، وكما قلنا في حالنا كفانا أن نقدم النموذج المقنع ، لنقدم من
خلالنا ما يعارض ، ولنقدِّم من خلالنا ما يناقض ، ولنقدم من خلالنا ما يمكن
أن يكون بين سلوكنا وبين سلوكه صلى الله عليه وسلم فجوة ، وفجوة كبيرة جداً
، نريد منا أن نقدِّم إقناعاً للآخرين على مستوى الأبوة إن كنا آباء ، وعلى
مستوى الأخوة إن كنا إخوة ، وعلى مستوى التجارة إن كنا تجاراً ، وعلى مستوى
التعليم إن كنا معلمين ، وعلى مستوى السياسة إن كنا سياسيين ، وعلى مستوى
الاقتصاد إن كنا اقتصاديين ، وأمامنا التنظير جلي ، وأممنا الأسوة واضحة ،
وأممنا القدوة واضحة .
هل تطلبون من المختار معجزة ؟ إن حياته لتشكل نوراً لا يمكن أن يغيب لكل من
أراد أن يفتح عينيه ، ولكل من أراد أن يبصر النور إن من قريب أو من بعيد .
قلت أيها الإخوة وحدثت بعض الناس عن النموذج المقنع المصطفى صلى الله عليه
وسلم ، وقلت لهم سلوا أسرته ولا أريد أن يقف هؤلاء عند أسرة النبي صلى الله
عليه وسلم ، وأريد أن يسألوا أسرنا أيضاً ، أن يسألوا أسرة كل واحد منا ،
أتراه يسير على خط الإقناع في نموذجيته ، في سلوكه ، سلوا أسرة النبي صلى
الله عليه وسلم من أجل أن تسمعوا من زوجه حين قالت : كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم ألين الناس ، بسَّاماً ضحَّاكاً ، والله ما رأيت أحداً أرحم
بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لا أريد العرض ، وإنما أريد أيها الإخوة فيما إذا كنا على هذا المستوى بحسب
أحجامنا ، بحسب وضعنا ، بحسب ظرفنا ، هل ستقول زوجاتنا عنا : كان ألين
الناس بسَّاماً ضحَّاكاً ، هل سيقول من يعمل معنا ، ومن يشتغل معنا ، ومن
صناعنا ، ومن أجرائنا : ما رأيت أحداً أرحم بالعيال وبالأجراء وبالأولاد
وبالصناع من معلمنا ؟
نريد أن نقدم هذا أيها الإخوة ، قلت للناس و حدثتهم في يوم من الأيام ، و
في أيام كثيرة عن نموذجية الحبيب الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم الله
عليه و سلم ، و إذ بها تدخل إلى القلوب من غير استئذان ، و لكن المشكلة
تكمن في أن القلوب بعد إذ قبلت المصطفى أحجمت عن قبولنا كنماذج ، أحجمت عن
قبولنا كأتباع للحبيب الأعظم صلى الله عليه و سلم ، و اليوم نريد أن نلحق
الخلف بالسلف ، و نريد أيها الإخوة أن نجدد النهضة و العودة ، و نريد أن
نقِّدم أنفسنا على أننا على هذا الخط ، خط النبي صلى الله عليه و سلم ،
فهذا ما يطلبه الغرب منا .
قلت أيها الإخوة لبعض الغرب يوم حُدِّثت من قبلهم عن حنو على الأطفال ، و
عن رعاية للبنات ، قلت لهم : اسمعوا ، و أنا أقول اسمعوا أكاد أن أمشي بين
هذه القصة على استحياء ، و أطأطئ رأسي خجلاً من واقع مرير نعيشه ، و نحياه
، قلت لهؤلاء : اسمعوا سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم يوم هاجر
كما يروي ابن إسحاق من مكة إلى المدينة ، و قبل المدينة استقبلته جوارٍ
بنات صغيرات فوق سن التمييز ، استقبلت الحبيب الأعظم صلى الله عليه و سلم ،
و هنَّ يغنين له ،و يضربن بالدّف ، و يقلن :
نحن بنات من بني النجّار |
يا حبَّذا محمد من جار |
فحنا عليهن .. أين
حنونا أيها الإخوة ؟ أين حنونا على الجواري على البنات الصغار ، و إنها
لنقطة إنسانية فاعلة ، حنا عليهن ، و قال لهن : أتحببني ؟ قلن : نعم ، فقال
لهن : الله يشهد أن قلبي يحبكن .
أيها الإخوة في ميادين التربية من سلوك هكذا نقتحم الآخرين ، لأنهم لا
يمتلكون الأسوة ، و نحن نمتلك الأسوة ، و ادعاء الإتباع ، فهلاّ اتبعنا
لنلغي الإدعاء و نعيش الإتباع بحقيقته .
- ما يطلبه الغرب منا الواقع الداعم :
وما أعنيه بالواقع الداعم أنَّ الواحد منا إذا كان نموذجاً مقنعاً بسلوكه ،
بكلامه ، بمنطقه بكل ما يمكن أن يقدمه ، فإنه سيكون مقبولاً ، و لكن الناس
لا تريد فرداًً ، و إتما تريد أمة تتمثّل الخطى بمجموعها ، و لا تريد
أفراداً ينطلقون هنا و هناك فحسب من دون أن يكون هناك واقع داعم ، و لذلك
طالب الإسلام أتباعه بأن يشكلوا واقعاً داعماً و نادى فيهم بأنَّ ) الله
يحب الذين يقاتلون في سبيله كأنهم بنيان مرصوص ) نادى فيهم ( و اعتصموا
بحبل الله جميعاً و لا تفرقوا ) ، نادى فيهم بأن يكونوا إخواناً ، نادى
فيهم بأن يعيش المسلم حس المسلم .
لن ننسى أيها الإخوة واقعاً داعماً كان بالأمس لننادي بنظيره اليوم ، و إنه
واقعا لمهاجرين و الأنصار ، يوم ذهب المهاجرون إلى المدينة فرأيت الأنصار
يجسدون الإسلام في التعاون ، يجسدون قوله تعالى : ( وتعاونوا على البر ة
التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان ) يجسدون قوله تعالى : ( ويؤثرون
على أنفسهم ، و لو كان بهم خصاصة و من يوق شحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون )
.
أيها الإخوة :
واقعنا جزء من متطلبات غيرنا منا ، و إلا لن يكون هذا النموذج المقنع
مؤثراً بذاته ذلك التأثير المطلوب ، فهلاّ أردفنا النموذج بالواقع ، و هلاّ
سحبنا من تاريخنا المضيء خيطاً نورانياً قوياً لنربط واقعنا به ، حتى يكون
الواقع هذا ولداً شرعياً لذلك الواقع التليد العظيم ، و حتى نبرأ مما يمكن
أن نكون ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة ، و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون
غيّاً ) ، و نريد أن نكون الخَلَفَ لا الخلْف . هذا ما يطلبه الغرب منا .
و أما ما نطلبه منهم فلتسمع أيها الغرب :
ما نطلبه منك أيضاً إنما هما أمران اثنان :
1- أن تتعرف علينا منا ، و أن تتعرف على ديننا منا :
فإنا رأينا فيك أنك تحيد عن الموضوعية أحياناً ، أو في كثير من الأحيان
فيما يخصنا ، فلا تتعرف على تاريخنا و لا على إسلامنا ، و لا علينا منا ! و
كثيراً ما نسمع أيها الإخوة في بلاد الغرب من يُطلب منه أن يتحدث عن
الإسلام و هو غير مسلم ، و من يطلب منه أن يتحدث عن القرآن ، و هو يهودي
خبيث يريد أن يبث السموم تجاه عقول الغرب ليقول لهم : هؤلاء هم المسلمون ،
و لقد سمعت و رأيت أيها الإخوة منذ عشر سنوات أو أكثر سمعت برنامجاً في
التلفاز الفرنسي يتحدث هذا البرنامج عن أنواع الزواج في العالم ، و لما جاء
الحديث عن الزواج في الإسلام طُلب من قسٍّ مسيحي أن يتحدّث عن الزواج في
الإسلام ، و يومها قلت : و هل هذه موضوعية أن يتعرف على الزواج في الإسلام
من قسٍّ مسيحي ؟
هل تتعرفون على البوذية من خلالنا أم من خلال البوذية أنفسهم ؟ تعرَّفوا
علينا من خلالنا و هذه هي الموضوعية ، و يومها قال هذا القسُّ : إن الإسلام
يدعو أتباعه من أجل أن يتزوجوا أربع نساء ، واحدة من أجل الجمال ، وواحدة
من أجل المال ، وواحدة من أجل الجاه ، وواحدة من أجل الدين ، و عليه أن يحب
ذات الدين أكثر .
هكذا يشرح الزواج في الإسلام ، و بهذه الطريقة التي لا تمت إلينا بصلة .
أيها الإخوة : انظروا إلى مغالطة في الحديث .. أين هذا الفهم من حديث
المصطفى صلى الله عليه و سلم : ( تنكح المرأة لأربع : لجمالها ، لحسبها ،
لمالها ، لدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك . ) أين هذا من ذاك الشرح
المغلوط الذي لا يملك موضوعية ! نريد من الغرب أن يتعرف علينا منا ، إن
أردتم يا مجلس الأمن ، و يا مجلس الأمم ، و يا أرباب الاستشراق ، و يا
أصحاب الجمعيات ، و يا أيها المنادون بالمعرفة و التعرف ، إن أردتم التعرف
على الإسلام فتعرفوا عليه منا لا من غيرنا ، ممن يقول عن نفسه ك إنني
مسلم ، و يمكنني أن أطرح الإسلام .
أيها الإخوة :
و أنا أقول لهذا الذي يتحدث من المسلمين عن الإسلام ، سأقول له موصياً :
اتق الله وقل قولاً سديداً ، وإياك إياك أن تُلحق بالإسلام ما ليس منه، إن
تحليلاً أو تحريماً ، ولكنني لن أقف مع هذا الشخص الآن، و إنما أنادي الغرب
بأن يتعرفوا علينا منا.
2- الأمر الثاني فإني أقول لهم : إن رأيتم الحق بعد التعرف فناصروه ،
وناهضوا الباطل ، ناصروا الحق و أهله , وناهضوا الباطل وأهله ، ولا تتعاموا
، قولوا قولتكم الصريحة فلقد عهدنا فيكم موضوعية لا تحيد يمنة ولا يسرة ،
هلا أظهرتموها لنا في ميدان حق سطع نجمه ، وفي ميدان حق ظهرت شمسه ، لماذا
تقفون مع المغتصبين في إسرائيل لماذا ؟!
ولماذا تنادون بالنصرة لهؤلاء وقد عرفتم أو إن لم تكونوا قد عرفتم فاطلبوا
المعرفة منا ، وقد عرفتم أنهم أصحاب باطل ، وإنهم في استعمارهم هذا ليسوا
بأصحاب حق ، ونحن عُلِّمنا أن نعطي لأرباب الحق حقهم ، ولو كانوا أرباب حق
لقاتلنا من أجل أن يكون الحق لهم ، نحن الذين سجِّل في قرآننا أيها الغرب
أننا كنا مع حق ولو لم يكن أهله منا ، وهذه سورة الروم تُسجل موقفاً
للمسلمين من أجل أن يقول القرآن الكريم لكل الناس : المسلمون مع الحق (
ألـم غلبت الروم في أدنى الأرض و هم من بعد غَلَبِهم سيغلبون لله الأمر من
قبل و من بعد يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) .
أيها الغرب :
هيا من أجل مناصرة الحق ، و لماذا يا أيها الغرب لماذا لم تفتح الفم بكل
قوتك من أجل إخوتنا في البوسنة ؟! نحن لا ننتظر منك أن تنصرنا ، لا وربِّ
الكعبة ، و إنما ننتظر منك أن تكون موضوعياً ، وأن تقول كلمة الحق ، و أن
تسعى لنصرته ، لا على أننا معتمدون على نصرتك ، و لكننا نريد مسيرة إنسانية
واعية ، نحن نريد لك الخير ، نريد لك الموضوعية ، و أنت الذي تتهرب منها .
لماذا لا تقف مع البوسنة مع إخوتنا هناك ؟! أليسوا على الحق ؟ أليسوا أصحاب
حق ؟ لقد درسنا و قرأنا و تعرفنا ، و لن نكون في يوم من الأيام ظالمين ، و
لن ننادي بغير حقنا ، حقنا هناك واضح ، حقنا هناك لا يقبل الشك و لا
الارتياب ، فعلامَ هذا الوقوف الذي لا يمت إلى معرفة بالحق و لا إلى نصرة
للحق بصلة ؟! هيا أيها الغرب من أجل أن تضع كل قواك لتمنع أهل الباطل عن أن
يمارسوا باطلهم .
إن القضية جليّة ، هل نحن ظالمون أيها الإخوة يوم ننادي بفلسطين ؟ هل نحن
ظالمون يوم ننادي بأن يرتجع هؤلاء عن قتال إخوتنا في الشيشان ؟ فلماذا و قد
استقلت جمهوريات كثيرة أين هذا الموقف من الجمهوريات الأخرى ؟ ألأن إخواننا
مسلمون ، إن كان هذا فإني أطالبك بالموضوعية ، فتعلَّمْها لن أقول منا ، و
لكن تعلمها من قرآننا و من سيرة نبين المصطفى صلى الله عليه و سلم ، تعالَ
أحدِّثك أيها الغرب يروي صاحب المواهب اللدنية أن أبا جهل لطم السيدة فاطمة
، و كانت صغيرة ، فجاءت فاطمة رضي الله عنها و أرضاها إلى أبيها لتقول له :
يا أبتاه إن أبا جهل لطمني ، فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم : إذهبي
إلى أبي سفيان و اشتكي له ، و ذهبت إلى أبي سفيان ، و كان أبو سفيان يومها
كافراً ، و ذهبت إلى أبي سفيان و كان صاحب شوكة ، فأخذ بيدها إلى أبي جهل و
قال لها : الطميه كما لطمك ، و لطمته الزهراء رضي الله عنها و أرضاها .
أيتها الزهراء يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أروعك ! و أنت
تطالبين بالحق ، علَّمتِ الدنيا أن يطالبوا بحقوقهم من دون خوف أو وجل ، من
دون تهاون أو خنوع ، لطمت أبا جهل ، و أخبرت المصطفى بهذا ، و إذ بالمصطفى
صلى الله عليه و سلم يرفع بيده إلى السماء و يقول : [ اللهم لا تنسها لأبي
سفيان ] إنه كافر لكنه أحسن و سنذكر إحسانه .
أيها الإخوة : هذه موضوعية نريد من الغرب أن يسير على خطها ، و إلا اعذرني
أيها الغرب ، و أنا الذي لا أريد أن أعادي شعوبك ، و لا أريد أن أعادي
أبناءك لكنني حينما أقول هذا ، أقول لك اعذرني بعد ذلك إن قلت عنك بأنك
تفقد الموضوعية ، من خلال تحامل لا مبرر له إلا أنكم حاولتم القضاء على
أناس لا ذنب لهم ، إلا أنهم يقولون ربنا الله ، و سنبقى نقول ربنا الله ما
حيينا ، و نسأل الله أن يحينا على ذلك و أن يميتنا على ذلك ، فنحن أصحاب حق
، و نطالب الناس بحوار معنا من أجل التعرف على حقنا ، و نطالبهم بأن
يناصروا أهل الحق ، بعد ذلك حتى يكونوا في مسار الإنسان ، و في مستوى
الإنسان .
هذا ما نطلبه منك أيها الغرب ، و هما أمران : تعرف علينا منا ، و ناصر الحق
و أهله ، بل حاول أن تخذل الباطل و أهله ، عندها سنلتقي ، و لكن إن لم يكن
الأمر كذلك فاللقاء يكاد أن يكون كما بين المشرق و المغرب .
يا ربنا نحن دعاة خير ، علمتنا في كتابك ، و علمنا رسولك و حبيبك أن نكون
دعاة خير .
نحن دعاة خير و حق ، و ننادي في جنبات الدنيا أن ناقشونا في حقنا ، ناقشونا
في خيرنا ، ناقشونا في كل ما نعرضه ، و بعد ذلك نحن ملزمون بالنتيجة مهما
كانت ، و لكني أطمئن إخوتي ، و إنه لحديث وجداني لأقول لهم : إن النتيجة
بلا شك ستكون لصالح كتاب الله ، ذلك أنه كتاب الله ، و ستكون لصالح سيرة
المصطفى صلى الله عليه و سلم .
الله إنا نسألك أن تثبتنا ، و أن تثبت أقدامنا ، و أن ترحمنا ، و أن تجعلنا
خيِّرين ننادي بحقنا ، و نناهض الباطل و أهله .
نِعمَ مَن يُسْأل أنت ، و نِعمَ النصير أنت .
أقول هذا القول و أستغفر الله العظيم .
التعليقات