آخر تحديث: الثلاثاء 03 ديسمبر 2024      
تابعنا على :  

لطيفة قرآنيــــة

   
وأطيعوا الله والرسول لعلكم تُرحمون

وأطيعوا الله والرسول لعلكم تُرحمون

تاريخ الإضافة: | عدد المشاهدات: 4059

حديثنا اليوم – كما وعدنا الأسبوع الماضي - عن قوله تعالى: ﴿وأطيعوا الله والرسول لعلكم تُرحمون﴾ آل عمران:132.

ما المعنى الذي تفهمه من قولنا (طاعة الله) ؟

الطاعة هي: امتثال الأمر طوعاً. فإن امتثلت الأمر عن غير طوع فلست بطائع. والله تعالى يقول لنا: ﴿وأطيعوا الله والرسول﴾. أي: امتثلوا أمر الله تعالى وأمر رسوله طوعاً.

امتثلوا أمر الله طوعاً فيما دعاكم إليه من عبادته: ﴿لا إله إلا أنا فاعبدني﴾.

وامتثلوا أمر الرسول فيما دعاكم إليه من تصديقه فصدقوه.

﴿وأطيعوا الله والرسول﴾ امتثلوا أمر الله في عبادته طوعاً، وفي تصديق نبيه طوعاً. فإذا فعلتم ذلك، أي التزمتم بأمر الله في دعوته إلى عبادته طوعاً، وأمر الرسول بتصديقه طوعاً فأنتم مرحومون.

ولقد قلنا سابقاً بأن الرحمة هي: عطاء نافع برفق. فإذا أطعتم الله والرسول فسوف تُعطون عطاء نافعاً برفق. ولئن سألتني ما هو العطاء من الله ؟ أقول:

العطاء النافع من الله هو التكليف. فالتكليف عطاء نافع لأنه يفضي إلى تشريف. وإذا شرفني أحد فهذا عطاء نافع، فعطاء الله النافع هو التكليف المفضي إلى التشريف في الدنيا والفوز بالنعيم في الآخرة. ﴿ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار * ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد آل عمران:193-194. لذا قلنا إن الأمانة في قوله تعالى: ﴿إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان الأمانة هي التكليف.

أنت مكلف من ربك لتكون خليفته في الأرض، ولكنك في غفلة عن هذا التكليف.

الرحمة عطاء نافع برفق، ولا أحد أرفق من الله بالعباد: أخرج الشيخان أن رسول صلى الله عليه وآله وسلم رأى امرأة تأخذ بولدها فترضعه، فقال: "أترون هذه طارحة ولدها في النار ؟" فقالوا: لا. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "الله أرحم بعباده من هذه بولدها". وأخرج ابن ماجه أن رسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن لله مائة رحمة قسم منها رحمة بين جميع الخلائق فبها يتراحمون وبها يتعاطفون وبها تعطف الوحش على أولادها وأخّر تسعة وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة".

الله أعطانا عطاء نافعاً لأنه كلّفنا، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعطانا عطاء نافعاً لأنه بلّغنا، فالله تعالى يقول لنا: أطيعوا رسولي لأنه هو الذي حمل إليكم التكليف، وبلّغه إليكم: ﴿يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك. ولقد بلّغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برفق أيضاً: ﴿لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم.

ومن رفق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما رواه البزار أنه صلى الله عليه وآله وسلم دعا لعائشة يوماً فقال: "اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر، وما أسرت وما أعلنت". فضحكت عائشة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أيسرّك دعائي ؟" قالت: ومالي لا يسرني دعاؤك يا رسول الله ؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "والله إنها لدعوتي لأمتي في كل صلاة".

وأخرج أيضاً ورجاله رجال الصحيح، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "تعرض عليّ أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم".

تصوروا أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر لنا، وتخيلوا كم هو مشغول بذلك أيامنا هذه، باعتبار أننا نخطئ بالليل والنهار، فلا شك في أن استغفاره أكثر من رحمته.

التعليقات

شاركنا بتعليق