سمعت منكم كثيراً عن ضرورة تغليف المعاملات المادية بلبوس الأخلاق, ولطالما تكلمتم عن ضرورة التخلق بالأخلاق الحسنة لمن يتعامل ويعمل. فما هو الإطار العام الأخلاقي للمعاملات المالية ? أجبنا والله يرعاك.
الإجـابة
الإطار الأخلاقي للمعاملات المالية يتجلى في عدة أمور نذكرها وهي:
1- النية السليمة الصالحة المتمثلة في ابتغاء الخير للإنسان نفسه بإعفافه عن الحرام وصيانته عن ذل السؤال, وابتغاء الخير للمجتمع والوطن والآخرين والناس جميعاً والكون كله.
2- الخلق الحسن: من صدق وأمانة ووفاء بالعقود وحسن قضاء واقتضاء, وتجنب الفسق والغرر والتدليس ونحوه.
3- التعامل في الطيبات وماهو نافع مفيد, والاعراض عن التعامل فيما هو خبيث وضار ومحرم, وهيهات أن يستوي في نظر المستثمر المسلم مشروع إعمار ومشروع قمار.
4- أداء الحقوق دونما مطل أو تسويف, ونعني بالحقوق: كلها وتضم حقوق الله جل شأنه من زكاة وما شابه وحقوق العباد على اختلاف أوضاعها وأصنافها, تلك التي نشأت عن الالزام والالتزام المشروعين.
5- تجنب الربا وكل العقود المماثلة والتي تنطوي على ظلم واستغلال وطغيان وقهر ومكر وخديعة.
6- تجنب أكل أموال الناس بالباطل, فحرمة المال كحرمة النفس, فلا تأكلوا ياأيها الناس أموالكم بينكم بالباطل وبالاعتداء وبالافساد.
7- تجنب الإضرار بالآخرين فالتاجر المسلم والمستثمر المسلم منافس شريف تحكمه في معاملاته قاعدة لا ضرر ولاضرار, وقاعدة: الضرر يزال وقاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
8- الالتزام بالقوانين الوضعية في إطار سيادة الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي, حتى لا يضع الإنسان نفسه بمخالفة هذه القوانين تحت طائلة العقوبات الوضعية.
9- الحرص على استراتيجية الاستقلال عن المستغلين والمعتدين سواء أكانوا دولاً مستعمرة أم أفراداً طغاة.
10- العلم والمعرفة اللذان يؤسسان لعمل ومهنة ومعاملات صحيحة وسليمة شرعاً وعقلاً وعرفاً. فما بني على العلم بقي واستمر وما أقيم على جهل سقط وانهار وضاع وأضاع. ونسأل الله التوفيق.
التعليقات