آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
إلى طلابنا الأعزاء في وطننا الغالي بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد

إلى طلابنا الأعزاء في وطننا الغالي بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد

تاريخ الإضافة: 2007/09/15 | عدد المشاهدات: 3761
New Page 3

لكم مني يا طلابنا الأعزاء تحية ودعاء، أما التحية: فالسلام والأمان عليكم وعلى مدارسكم ومعلميكم وكل عامل في فنائكم. وأما الدعاء فالله أسال أن يوفقكم لتحقيق ثلاثية إنسانية نافعة: هي إرضاء الديان، وبناء الأوطان، وخدمة الإنسان. وما أظن أن ثمة غاية خارج هذا المثلث الرفيع.

ولعلكم تبغون مني التفصيل لما أجملت في دعائي فإليكموه، على طريقة اللف والنشر المرتب ، مبتدئاً بإرضاء الديان الذي يعني الركيزة الروحية التي تستمدون منها الطاقة والقدرة والصبر والمصابرة. فالإيمان بالله مخزون لا ينضب ومنبع فياض ثَرٌّ لا يجف ولا يغور. وها أنذا أناشدكم أن تفعلوه حتى لا يتوقف سعيكم وعملكم ولا تيأس قلوبكم.

وإذا انتقلنا -يا أعزائي- إلى بناء الأوطان –وجدتني- أقف أمام مسؤولية كبيرة عظيمة، أمام مسؤولية الوطن والبلد والأرض، فلله دّر الوطن ما أروعه وما أبهاه وما أطهره ! أعطاني انتماء جميلاً فلأعطه وفاء، ومنحني استقراراً واطمئناناً فلأمنحه براً ووفاء، ووقاني ضياعاً وتشتتاً وتشرداً، فما عليَّ تجاهه إلا أن أحميه من كل مكروه وضر وشر، وهيأ لي حضناً دافئاً فدرجت في سلم المعارف والعلوم، فلأجعل ما حصلته فيه من أجل رعايته وتطويره وترقيته.

فيا وطني، يا وطن الخير والمجد والرفعة: دمت عزيزاً كريماً مساهماً في تكوين إنسانية رشيدة وكونٍ تفوح منه رائحة العطاء والوفاء والسلام.

وحين نأتي إلى ثالث ثلاثة ثلاثية الإنسانية : (خدمة الإنسان) لا يسعني إلا أن أحرر على هذه الأسطر آيات من الذكر الحكيم تتحدث عن الإنسان تكريماً وتقديراً وتكليفاً بالتعارف والتضامن والتعاون ﴿ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً﴾.

ويقول أيضاً: ﴿لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم﴾.

ويقول: ﴿وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة﴾.

ويقول: ﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا﴾.

ويقول: ﴿الرحمن علم القرآن. خلق الإنسان. علمه البيان ... ﴾.

وليسمح لي قارئي بعد سرد تلك الآيات الكريمة أن أذكر حديثا نبويا شريفا يدعو فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين إلى احترام الإنسان ورحمته، وذلك حين قال: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء). وها هو سيدنا علي  رضي الله عنه يقول فيما يخص الإنسان عامة : "الناس صنفان، إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق".

وأخيراً، يا طلاب وطني جميعاً إناثاً وذكوراً، صغاراً وكباراً: بوركت سواعدكم وعقولكم وقلوبكم، وبوركت مقاعد الدرس التي تتخذونها مواطن تحصيل المعارف والعلوم، وإنا وإياكم على موعد مع التفوق في مجالات الحياة كلها من اجتماع وأخلاق واقتصاد وتقنية وآداب. فالله يرعاكم ويسدد خطاكم ويحفظكم ويحفظ بكم.

واسمحوا لي أن أختم حديثي بحكمة كنا نكتبها على السبورة ونحن صغار:

بقدر الجد تكتسب المعالي                    ومن طلب العلا سهر الليالي

الدكتور محمود عـكام

التعليقات

شاركنا بتعليق