آخر تحديث: الجمعة 26 إبريل 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
التلفزيون السوري يلتقي الدكتور عكام في حديث حول انتخابات الإدارة المحلية

التلفزيون السوري يلتقي الدكتور عكام في حديث حول انتخابات الإدارة المحلية

تاريخ الإضافة: 2007/08/22 | عدد المشاهدات: 3265

التقى التلفزيون العربي السوري، القناة الأولى، الدكتور الشيخ محمود عكام في حديثٍ حول انتخابات الإدارة المحلية في سورية، وعن الشروط التي يجب توفرها في المرشحين، وذلك ضمن برنامج تحت المجهر، يوم الأربعاء: 22/8/2007، وفيما يلي نص اللقاء:

 

التلفزيون السوري: مرحباً بكم سماحة الشيخ محمود عكام مفتي حلب ومستشار وزير الأوقاف.

الدكتور عكام: أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم، ونسأل الله ربنا أن يجعلنا متعاونين متضامنين في الإدارة المحلية وفي غيرها.

التلفزيون السوري: اختيار المرشحين للإدارة المحلية، والشروط التي يجب توفرها في المرشحين. لكن دعنا أن نبدأ بالحق والواجب والمسؤولية. هناك حق وواجب لكل مواطن في اختيار ممثله الأكفأ والأجدر والأقدر، وهناك مسؤوليات تقع على المواطن وعلى المرشح، نبدأ بالحق والواجب بداية.

الدكتور عكام: لا شك في أن الإدارة المحلية كاسمٍ ومضمون شيء جميل جداً، وتعني أن يدير أهل البلد بلدهم، وأن يسعى أهل البلد من أجل أن يحوطوا على زمام الإدارة في بلدهم وهذا شيء رائع، لأن أهل كل بلد أدرى ببلدهم، عندما أتحدث الآن، أتحدث عن الإجراءات الشكلية فيما يخص البنية الأخلاقية فيما يخص المرشح وفيما يخص المنتخِب والناخب، أريد أن أقول للمرشح: عليك أن تستشعر المسؤولية وأنت تقدم نفسك لتكون مرشحاً لمجلسِ مدينةٍ، واستشعار المسؤولية يجب أن يفرز عندك ثلاثة أمور:

الأمر الأول: القوة: القوة اعتماد النشاط، اعتماد الجرأة في الحق.

الأمر الثاني: الأمانة: ينبغي أن تكون أميناً على ما أمّنك الناخبون عليه، الناخبون أمنوك على أن تكون مُقدّماً مصلحة بلدك على كل المصالح الأخرى، أمنوك على أن تدير بلدك بإتقان وفهم، أمنوك على أن تكون المنافح عن البلد.

الأمر الثالث: على هذا المرشح أن يكون خبيراً بفن الإدارة، خبيراً بعلم الإدارة، أن يثابر ويطلع على ما تفرزه الكتب، ما تقدم العلوم في هذا الميدان، استشعار المسؤولية بالنسبة للمرشح قوة و أمانة وخبرة، أما بالنسبة للناخب فعليه أيضاً أن يستشعر المسؤولية، واستشعار المسؤولية يعني أن يكون أميناً على صوته الذي سيقدمه لذاك المرشح أو لهذا، والأمانة تقتضي منه أن يختار الأكفأ الذي يمتلك القوة والأمانة والخبرة، لا أن يختار الأقرب بالنسبة إليه، لأن القضية ليست قضية خدمة أو شخصية، وإنما هي قضية في خدمة المصلحة العامة، استشعار مسؤولية هذا الناخب تفرز لديه أمانة على صوته في أن يختار الأكفأ ثم عليه أيضاً أن يكون موضوعياً، وعليه أن يستشعر أيضاً واجبه للقيام بالانتخاب فعلاً. أنا أنادي الناس من أجل أن ينتخبوا فعلاً، لأن الانتخاب واجب، إذا لم تنتخب أنت فسينتخب غيرك، وبالتالي ربما كان المنتخب المرشح الذي اختير لأن يكون رئيس مجلس محافظة، أو عضو مجلس المدينة غير الذي كنت تريد.وصول هذا إلى ذاك المكان، أو ذاك المنصب كان نتيجة تقصيرك أنت في واجبك، لذلك لا تَلُم فيما إذا وصل إنسانٌ لم ترتضه أنت، لا تلمه، ولا تلم ذاك الذي انتخبه، ولكن لُم نفسك لأنك قصرت بواجبك في هذا الأمر الذي يهمنا جميعاً، لأننا جميعاً نعيش تحت سقف الوطن، والوطن يطلب منا أن نكون حُماته حيث يطلب الحماية، وأن نكون رعاته حيث يطلب منا الرعاية، فالقضية واضحة جداً يا هؤلاء، يا أيها الناخبون، يا أيها المرشحون: استشعروا مسؤولياتكم، يا أيها المواطنون عليكم أن تنظروا إلى الوطن على أنه المكان الذي إن رعيناه رعانا، وقد رعانا الوطن، وقدم لنا خيراتٍ كثيرة، فعلينا أن نكون أوفياء من خلال قيامنا بمسؤولياتنا نحوه.

التلفزيون السوري: إلى أي مدى حَثَّت الشرائع السماوية ودين الإسلام الحنيف على اختيار الإنسان الكفء في العمل العام الصالح ؟

الدكتور عكام: القضية قضية دينية، وقضية أخلاقية، وقضية وطنية، أن تختار الأكفأ هذا تعبير عن دينك وتعبير عن أخلاقك، وأن تختار الذي تراه مناسباً، هذا تعبير عن حبك للخير وعن إرادتك للخير، وحينما تعدل عن هذه القضية، وحينما تعدل عن اختيار الأكفأ، يعني أنك عدلت عن دينك، عدلت عن أخلاقك، عدلت عن وطنك، والله عز وجل دعانا لأن نكون عادلين، فقال على سبيل المثال ﴿ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى﴾ لا يجرمنكم شنآن قوم على أن تتركوا العدل، علينا أن يكون العدل دَيْدَنَنا، علينا أن نسعى من أجل نرتدي دائماً لباسَ العدل حيال كل القضايا، فالعدل - كما تعلمنا - أساس الملك، فإن غاب العدل، والعدل يعني موضوعية، يعني اختيار الأصلح. ولما طَلبَ أحد الصحابة من النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أن يوليه أمارة من الأمارات، أو ولاية قال له: (يا أبا ذر: إنها أمانة وإنك ضعيف). يعني نحن نولي هذا الأمر للأكفأ، عندما ولينا هذا الأمر سواءً أكان المولي حاكماً أو من الشعب، فعليهم أن يولوا الأكفأ فإن خالفوا ذلك فإنهم يخالفون الأخلاق، يخالفون القيم، يخالفون الدين. الدين ليس مجرد شعارات وكلمات وآيات، الدين والأخلاق حركة اجتماعية يجب أن تكون هذه الحركة الاجتماعية مضبوطة بالضوابط التي ذكرناها، عند ذلك يعبِّر صاحبها عن أخلاق، الأخلاق ليست كلمات نردِّدها، وليست أبيات من الشعر، وإنما الأخلاق حركة سلوكية ولا سيما إذا كانت الحركة تتعلق بالمجتمع ككل، تتعلق بالوطن، تتعلق بشيء خطير جداً وعزيز جداً وكبير جداً، وهو الوطن، وعلينا أن نحافظ عليه كما قال النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وإيانا أن نشعر ومهما كان منصب أو موقع أحدنا بأنه منعتق من المسؤولية، فكلنا مسؤول حسب موقعه ومكانه.

التلفزيون السوري: نؤكد سماحة الشيخ على دوركم كرجال وعلماء دين سواء في المساجد والكنائس في توعية الإخوة المواطنين، فما دور الدين والشرع في هذا الأمر ؟

الدكتور عكام: المسؤولية الدينية والوطنية والاجتماعية هي عبارة عن مزيج، لا يمكن أن نفصل أحد هذه الأشياء عن الأخرى فأنت فيك كل هذه الأمور وأنا أيضاً، والدين أحد مكونات هذا المجتمع الذي نعيش فيه، والأخلاق كذلك والقانون، وعلى الدين والأخلاق والقانون أن يتلاقوا جميعاً ليحققوا وطناً نظيفاً وراقياً ومتطوراً، لأن الوطن هو الصورة أو المجلى، كما يعبر علماء النفس، الذي ينظر من خلاله إلى ديننا وأخلاقنا، فإذا كنا لسنا على مستوى هذا الادّعاء الذي ندعيه عن وطننا من نظافة وتطور ورقي فإن الناس حينها سينظرون إلينا على أننا أصحاب دعوى، وبالتالي كما قال شاعرنا:

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها             إن السفينة لا تجري على اليَبَسِ

وكما قال عليه الصلاة والسلام: (لو يُعطى الناس بحق دعواهم، لادَّعى قوم دماء قوم وأموالهم، ولكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر) فعلينا أن نقدم البينة على أننا أصحاب دين وأخلاق.

التلفزيون السوري: ولا شك في أن مواطنينا يتمتعون بالدين والأخلاق، ولكن أودّ أن أعيد وأؤكد على دوركم كرجال دين من أجل التوعية في الدروس والخطب ونحن على أبواب شهر رمضان.  

الدكتور عكام: كنا قد تكلمنا مع إخواننا من خطباء المساجد منذ عدة أيام عن هذه القضية وقلنا لهم بأن الواجب الوطني هو نفسه واجب ديني، وكذلك الواجب الأخلاقي هو نفسه واجب ديني، وبأن الواجب الديني هو نفسه واجب وطني ما دام الدين والأخلاق والوطن كلها تريد أن تجعل من هذا الإنسان إنساناً صالحاً وإنساناً متعاوناً ومتضامناً مع أبناء وطنه، إنساناً يريد من وطنه أن يكون متقدماً متطوراً آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً، نحن ندعو الله من أجل أن يحمي وطننا، ولكن يجب علينا أن نكون الباذلين لطرق ووسائل الحماية، ونسأل الله أن يوفقنا فعلاً من أجل ذلك، وأن نحقق من خلال الإدارة المحلية وأولئك الناخبين والمرشحين، وبعبارة أخرى من خلال هذه الشكلية الجميلة التي تنمُّ عن موضوعية ومضمون عظيم أي أن تكون الإدارة المحلية بشكلها ومضمونها، أن نتفق جميعنا على أن نبنيها بكل ما لدينا من أمن وخبرة ودين وأخلاق واجتماع وقانون وهندسة.

التلفزيون السوري: هناك إسقاطات كثيرة كانت على أرض الواقع ومشاريع تهمّ الوطن وتهم الإنسان والإنسانية قد قام بها أعضاء مجالس المدن والبلدات والقرى وعبر لجان الأحياء والمخاتير والمواطنين من خلال مطالبهم ما يحتاجون إليه من خدمات وقد قاموا بها سواء عن طريق أعضاء المجالس التنفيذية أو عن طريق لجان الأحياء لخدمة المواطن وتلبية لرغباته.

الدكتور عكام: ونحن نقول لكل من أنجز: لا تنظر كثيراً إلى ما أنجزت حتى لا تشتغل به وتفخر به، ولكن، انظر قليلاً إلى ما أنجزت، وكثيراً إلى ما يجب أن تنجز، ونحن في هذا الميدان نقول لإخواننا جميعاً: انظروا قليلاً إلى ما أنجزتم حتى يكون هذا النظر حافزاً لكم، وانظروا كثيراً إلى ما يجب أن تنجزوه في هذه المساحة التي أُعطيتم مفاتيحها أو زمامها من أجل أن تكونوا صادقين ومؤتمنين عليها.

واليوم قرأت عبارة أعجبتني، وهي لأحد السياسيين قال فيها: السياسي - أي بالمعنى غير الجيد - هو من ينظر إلى الانتخابات القادمة، أما الزعيم الجدير بالزعامة فهو من ينظر إلى الأجيال القادمة.

وهذا يعني أن السياسي والوطني بالمعنى الجيد هو من ينظر من خلال الانتخابات التي يعيشها إلى الأجيال القادمة، وشتان بين من ينظر إلى الانتخابات القادمة كيف ستكون وبين من ينظر إلى الأجيال القادمة كيف ستكون على مستوى لائق بوطننا الذي نعتز به ونفخر به.

(تقرير من مدينة حمص عن الأجدر بالانتخابات الحقوقي أم المهندس)

التلفزيون السوري: الثقافة ضرورية لكل من يريد أن يترشح وسماحة الشيخ يريد أن يعقب على هذا الأمر.

الدكتور عكام: أنا حسبما سمعت كأن المنافسة بين الحقوقي والمهندس يمكن أن يكون سببها أن جلَّ من يرشح نفسه للإدارة المحلية إما أن يكون من أهل القانون أو من أهل الهندسة وبالتالي لا أريد أن تكون المنافسة، ويكون الحديث مقتصراً فقط على الحقوقي والمهندس، لأن القضية أريد أن أؤكد أنها قضية تنمية، والتنمية عامة وشاملة، ومنذ سنة كنت مشرفاً على رسالة دكتوراه كانت بعنوان: [التنمية بدءاً من الإنسان]، فالإنسان كُل، فيه هندسة وصناعة وتجارة وثقافة وقانون وأخلاق وعطاء ولهو ولعب و... فما بالك بمهمة أولئك الذين يقومون بإدارة محلية بإدارة البلد، والبلد تعني إنساناً وتعني كلاً متكاملاً من هذه الأمور التي ذكرناها، والقضية قضية الأجدر والأكفأ في هذا الأمر، وذكرنا القوة والخبرة والأمانة والموضوعية والحيادية بالنسبة للناخب، ولعل ما أريد أن أتوجه به إلى إخواني المواطنين بشكل عام وإلى المرشحين والناخبين أقول لهم: أريد أن أؤصِّل هذه الحركة ظاهرياً وأن أعيد ربطها بجذورها بالبنية التحتية الأخلاقية، فأقول، نحن متعاونون في هذا العمل ولا أريد أن أعدد المصادر التي تدعو إلى هذه الفضيلة، فضيلة التعاون، فنحن الآن متعاونون، وموضوع التعاون أثناء الحركة الانتخابية هو إيصال الأكفأ إلى مجلس المدينة، موضوع التعاون بعد أن يتم اختيار الأكفأ ويتم الانتخاب هو بناء الوطن، وعلينا أن نقوم بواجبنا حيال الوطن. وأقول دائماً علينا أن نتعرف على واجباتنا حيال الله والوطن والإنسان والكون والشجر والحجر... واجبنا نحو الوطن اختصرته بكلمتين: حماية ورعاية.

فيا أيها المرشحون وأخاطب كل الناس، موضوع التعاون هو الوطن وواجبنا نحو الوطن حماية الوطن من كل مكروه ورعاية الوطن، الحماية وهي كما يسميها الصوفيون التخلية، والرعاية رعاية الوطن وتعني بناءه اجتماعياً وثقافياً وهندسياً وطبياً... بناء الوطن بناء الإنسان، على الإدارة المحلية وعلى مجلس الشعب وعلى المجالس الأخرى والسلطات كلها أن تعلم أن واجبها نحو الوطن حماية ورعاية، وعلينا أن نربي أطفالنا ومهندسينا وحقوقيينا وكل شرائح المجتمع أن يحموا هذا الوطن من كل مكروه وأن يقدموا من أجله الغالي والنفيس، وأن يقدموا الدماء وأن يكونوا حريصين عليه، حريصين على أن يظهر بمظهر رائع، هذه هي الحماية والرعاية. علينا أن نُعنَى بزراعته وصناعته وتجارته، ولا خير في أمة لا تلبس مما تصنع، ولا خير في أمة لا تأكل مما تزرع، فعلينا أن نعنى بهذا وأن تكون الصناعة والتجارة وفق معطيات صحيحة عادلة علمية متطورة، علينا أن نطَّلع على ما يقوله الآخرون في الميادين العلمية، وأن نكتسب وأن نرسل أبناءنا من أجل أن يتعلموا وأن يعودوا بعد ذلك ليقوموا بتحقيق ما تعلموه على أرض هذا الوطن، فالوطن أمانة في أعناقنا، فلنشخِّص هذه الأمانة ونحن ندخل إلى أي دائرة من دوائر هذا الوطن، هذه الدائرة التي تدخلها هي وطنك، وواجبك نحو وطنك أن تحميه وترعاه، هذه المدرسة التي تدخلها هي وطنك و...

التلفزيون السوري: التعاون يجب أن يكون ويرتبط مع مجلس الشعب أيضاً.

الدكتور عكام: يجب أن يكون التعاون قائماً بين كل شرائح المجتمع، بين الإدارة المحلية وبين السلطة التشريعية وبين السلطة التنفيذية وبين المواطنين كأفراد وبين المواطنين كتجليات علمية وثقافية، بين الجامعة وبين المجتمع، وأريد أن أؤكد على أننا نحن العرب نريد أن يكون لكلامنا بُعد وجداني، وأنا أخاطب نفسي والمواطنين أن يكون لعملهم بُعد وجداني، بُعد حب لهذا الوطن، ثقوا بأن الذي يحب الوطن سيبحث عن أفضل وسيلة لخدمته، من يحب أي شيء سيبحث عن أي وسيلة وعن أرقى وسيلة من أجل هذا الذي يحبه، فإذا ما ناشدنا أولئك الذين يعملون في مجلس الشعب في السلطة التنفيذية في كل التكتلات الاجتماعية، إذا ما طالبناهم بالحب وقلنا: لهم أحبوا وطنكم، وبالتالي المحب سيسعى جاهداً من أجل أن يفتش عن الوسيلة الأفضل من أجل تقدمه ورقيه، فالحب يدفعنا من أجل أن نعمل أكثر.

في النهاية أريد أن أقول للمواطن: اعمل عن حب، فالحب والعمل هما الدليلان والشاهدان على أنك وطني.

التلفزيون السوري: كل الشكر للضيف الكبير سماحة الشيخ الدكتور محمود عكام مفتي حلب لحديثه الذي أثرى به هذا الموضوع.

أجرى الحوار:

من دمشق: حسام نصر

من حلب: فؤاد أزمرلي

التعليقات

سعد سالم الشمري

تاريخ :2007/09/25

ممتاز

شاركنا بتعليق