آخر تحديث: الأربعاء 17 إبريل 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
عمالة الأطفال وصمة عار فأزيلوها‏/ جريدة الجماهير

عمالة الأطفال وصمة عار فأزيلوها‏/ جريدة الجماهير

تاريخ الإضافة: 2007/11/17 | عدد المشاهدات: 3507

نشرت جريدة الجماهير الصادرة بحلب بتاريخ:17/11/2007 تحقيقاً عن عمالة الأطفال، واستطلعت بعض الآراء والمواقف. وأرادت أن تعرف موقف الدين الاسلامي منها, فتوجهت بالسؤال إلى الدكتور الشيخ محمود عكام الذي أجابها بما يلي:

عمالة الأطفال وصمة عار فأزيلوها‏

ما أظن أن ثمة مبدأ أودين عني واهتم بالطفل والطفولة كالاسلام; فهو الذي دعا إلى اعتباره إنساناً بكل معنى الكلمة, ودعا إلى التعامل معه على هذا الأساس, ورتب له حقوقاً على من حوله: من أب وأم ومعلم ومربٍّ وأخ أكبر, وقوام هذه الحقوق جميعها: (الرحمة) فارحموا يا هؤلاء جميعاً الطفل.‏

بل ليكن هذا المخلوق البهي الناعم المجسد للفطرة الصافية الحرة النقية محل تنافس من أجل غمره بالرحمة التي هي عطاء نافع برفق.‏

وحسبي أن أذكر هنا نقطة، رصدها صحابي جليل خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين, عندما قال واصفاً علاقة هذا النبي بالطفل : "ما رأيت أحداً أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم", وإن كتب السيرة النبوية تتحدث ملياً ومطولاً عن علاقة نبوية رحموية بالطفل بلا حدود.

وعلى هذا فالرحمة التي هي قوام العلاقة المطلوبة مع الطفل: تقتضي أن يُتوَجه إليه بالعناية والتربية والتعليم والإنفاق والرعاية الصحية حتى يبلغ قوياً عارفاً خلوقاً معطاء... وأن تبذل الجهود من قبل القائمين على الأسرة والدولة من أجل تحقيق ذلك كله, وليعلم الناس أن الحضارة في بعضٍ هامٍ من تجلياتها ومحدداتها عناية بالطفولة ورعاية لها واهتمام بها.‏

وهيهات - بعد هذا - أن تكون (عمالة الأطفال) وتشغيلهم أمراً مقبولاً شرعاً أو عقلاً أو منطقاً, ولا سيما إذا كانت هذه (العمالة) تقطع عليهم متابعة التحصيل المعرفي والبناء النفسي والعقلي, فيا ويلَ من يفعل بهم ذلك !!.‏

الطفولة مرآة المستقبل, فان ضُيِّعت وأُهدِرت أُهدِرَ المستقبل, وان رُوعيت واعتُنِي بها وكُرمت، بني المستقبل وأشيد وغدا حضارة ورفعة ومجداً.

فيا أيها المسؤولون السياسيون والإداريون والدينيون: أوقفوا وبقوة هذا الفساد والإفساد, واستبدلوا - ياتجار الكرامة الإنسانية - بالأطفال شباباً ورجالاً عاطلين عن العمل, واعلموا أيضاً أن (العمالة) عقد بين طرفين متكافئين حتى لا تقوم على استغلال وجشع, فأين إذاً التكافؤ بين تاجر جشع يبغي مالاً وثروة، وهمّه الجمع, وبين طفل لم يصلب عوده; دفعته الحاجة والعوز إلى أن يقبل باذعان وذل, العمل بشكل عام, والعمل المليء بالذل والقهر، ومجانبة الأخلاق بشكل خاص.

أكرر ندائي للمسؤولين كل حسب مكانه ومكانته ووظيفته; فصاحب الفكر عليه البيان والتوضيح, وصاحب السلطة التشريعية عليه سنّ القوانين الصارمة في هذا الشأن, وذو السلطة التنفيذية عليه التنفيذ بجد ومتابعة ومثابرة لأن الأمر خطير وخطير جداً, وإهماله - كما ألمحنا سابقا - إهمال للمستقبل الخيّر الحضاري فهل من مجيب ?!!

وأختتم بالقول: عمالة الأطفال وصمة عار فأزيلوها.‏

لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا

 

 

التعليقات

شاركنا بتعليق