آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
عكام: اجتهاد المعاصرين حق مشروع/ جريدة تشرين

عكام: اجتهاد المعاصرين حق مشروع/ جريدة تشرين

تاريخ الإضافة: 2008/06/12 | عدد المشاهدات: 2648

نشرت جريدة "تشرين" الصادرة في دمشق، بتاريخ: الخميس 12/ 6/ 2008، وضمن صفحتها: (ثقافة وفنون)، تقريراً عن المحاضرة التي ألقاها الدكتور الشيخ محمود عكام عن: "التطرف والاعتدال: نظرة إسلامية" بتاريخ 27/05/2008 في مقر فرع اتحاد الكتاب العرب بحلب، وفيما يلي نص التقرير:

الإسلام اعتدال وعدل لاتطرّف فيه.. عكام: اجتهاد المعاصرين حق مشروع

الاعتدال انطلاقٌ من الوسط والمركز نحو المحيط لتشكيله مداراً يمتد على مسافة واحدة - في كل مساره - من المركز، ولا يسمح الإسلام لمدار المحيط أن يكون في بعض نقاطه أقرب إلى المركز، وإلا فالدائرة فوضى والتعرج والتعسُّر حاكمان.

هكذا بدأ د. محمود عكام - مفتي حلب - محاضرته التي ألقاها بدعوة من فرع اتحاد الكتاب العرب بحلب، بعنوان: "التطرف والاعتدال: نظرة إسلامية"، في مقر الفرع، ثم راح يشرح المقصود بالدوائر والمركز والمحيط.

انطلق المحاضر من التأكيد على أن الإسلام دين العدل، وأن الاعتدال سيبقى السيبل لتحقيق العدالة، وعرف الاعتدال بأنه: مجاهدة وعمل متواصل للوصول إلى الهدف المنشود. ثم تحدث عن ثلاث دوائر ينضوي البشر في إطارها: دائرة الإنسانية، ودائرة المؤمنين، ودائرة المجتهدين والمبرزين، ورأى أن لكل دائرة مساراً.

الدائرة الإنسانية: وهي الأوسع مداراً، ومحيطها هم الناس كلهم، وهم جميعاً على مسافة واحدة من مركزها الذي هو الإسلام، وكلهم مرعية حقوقهم، فلا تمييز في الخطاب بين فئة وفئة، ولا نحكم على من لم يبلغه الإسلام بالمروق والكفر وبأنه من أهل النار. أما دائرة المؤمنين: فهي أقرب إلى المركز: وينضوي تحت لوائها الذين استجابوا إلى قوله تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم). والناس في محيطها على بعد واحد ومتماثل عن المركز لأن المؤمنين إخوة كما سماهم الله. ودعا الدكتور عكام مَن يشكلون هذه الدائرة إلى التواضع وأن لا يتكبروا على بعضهم، ولا يُخرجوا بعضهم من دائرة الإيمان. وفيما يخص الدائرة الثانية فإن التطرف فيها يأتي حينما تمتطّ فئات لتدَّعي قرباً أكثر نحو المركز، لأنها تتسمى بالإضافة إلى الإسلام - الذي هو اسمها الأساس - بكذا أو كذا، من صوفية وسلفية وشيعية وسنية، وما أكثر هذه الصفات وأغزرها، وها نحن أولاء الآن نبغي الازدياد لنوصلها إلى أكثر من سبعين فرقة فترتاح قلوبنا القلقة لشهودها افتراق الأمة إلى بضعٍ وسبعين فرقة، فيا ويحنا !

وكما أكّد المحاضر: كان ينبغي أن تكون الدائرة الثانية سلسة جميلة واضحة محكومة بأربع كلمات هي: (من قال آمنت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبالقرآن كتاباً، وبمحمد نبياً ورسولاً، فقد استكمل الإيمان)، ولكنها غدت محكومة بآلاف الفئات من الكلمات والعبارات، فلكلٍ دينه وفقهه ورجالاته وتاريخه. أما دائرة المجتهدين والمبرزين، وهم المتميزون من رجالات الأمة ونسائها، فدعاهم أيضاً إلى أن يكونوا على بعدٍ متساوٍ في محيطها بالنسبة إلى مركز الدائرة، من حيث اعتبار أقوالهم وقبول اجتهادهم ما داموا قد قدروا على أن يكونوا كذلك بجدهم وعملهم وسعيهم، ولا فرق بين واحد وآخر في الاعتبار، كما أن أقوالهم اجتهادية لا تتعاير على بعضها، وليس ثمة رأي صادر عن هذا أو ذاك يمكن أن يكون له الغلبة على الآراء الأخرى.

ثم حذر المحاضر من محاولة تقليص محيط هذه الدائرة على بعضها ، ورفض جُلّه، وحذّر من نفي أناس لا ذنب لهم سوى أنهم مجتهدون بجدارة، لكن الناس لم يتعودوا أن يأخذوا عنهم، أو أن الحكام السياسيين في لحظةٍ من لحظات التاريخ أوعزوا إلى شيوخ السلطة بعدم الأخذ عنهم ومنعوا الناس من الالتفات إلى مايقولون. وتقتصر هذه الدائرة في بلادنا - كما رأى المحاضر – على: أبي حنيفة والشافعي، ثم أضيف إليها مؤخراً مالك وابن حنبل، أما في بلادٍ أخرى فجعلوا ابن تيمية مسيطراً على هذه الدائرة، ولدى آخرين تسلم جعفر الصادق زمامها، وهكذا. غير أن الدكتور عكام دعا إلى دخول المعاصرين في هذه الدائرة، فما الذي يمنع من اجتهادنا ما دمنا قادرين على التفكير السليم، وننطلق من مبادىء الإسلام الحنيف نفسه ؟ إن عملية الإقصاء هذه تحتوي على كثير من العنف الذي دعا المحاضر إلى نبذه بأشكاله كلّها، فالتطرف في كل الدوائر مرفوض، وهو تشويه للدوائر التي أرادها الله منتظمة جيدة.

عقب انتهاء المحاضرة توالت الأسئلة والتعقيبات، ما دعا د. عكام إلى الإيغال في التوضيح، وشرح نظريته التي تتعلق بالدوائر القابلة لأن ينتقل الناس بينها على حسب ممارساتهم واجتهاداتهم، بعيداً عن الدوائر المغلقة.

د. محمد جمال طحان

لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا

التعليقات

شاركنا بتعليق