آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
هل الضرب وسيلة تربوية/ جريدة القبس الكويتية

هل الضرب وسيلة تربوية/ جريدة القبس الكويتية

تاريخ الإضافة: 2009/08/29 | عدد المشاهدات: 3197

نشرت جريدة "القبس" الكويتيةالصادرة في الكويت بتاريخ 29/8/2009 وضمن صفحتها (خيمة رمضان) وفي زاوية (نور الإسلام) مقالاً للدكتور الشيخ محمود عكام يحذر فيه من الضرب، سواء للطلاب أم للأبناء، وبين أن ما ورد في هذا الشأن لا يتجاوز كونه واقعة حال لا تصلح أن تكون مستنداً لحكم عام. وفيما يلي نص المقال:
هل الضرب وسيلة تربوية؟!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (علموا ويسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا وإذا غضب أحدكم فليسكت) أخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد.
من خلال ما قرأته في القرآن الكريم والسنة الشريفة، فإني لم أقع على نص يجيز ضرب المعلم تلميذه، أو ضرب الأب ولده تأديباً أو تهذيباً. وكل ما ورد في هذا الشأن لا يتجاوز كونه واقعة حال لا تصلح أن تكون مستنداً لحكم عام أو أمراً يتعلق بعلاقة الرجل مع زوجته، أو وضعاً خاصاً بالصلاة والحضّ عليها حسب ما ورد في سنن أبي داود، والذي لم يتفق العلماء المحدثون على تصحيحه. وما عدا ذلك فآيات القرآن واضحة على عدم مشروعية الضرب وسيلة تربوية.
ولينظر من أجل ذلك:
1- سورة لقمان وما تضمنته من لهجة تربوية توجيهية بعيدة كل البعد عن الضرب واعتماده وسيلة من الوسائل التربوية.
2- ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في علاقاته التربوية والتوجيهية مع أبنائه وخدمه وسائر المسلمين صغارهم وكبارهم فليس فيها ما يشير أو يدل على اعتبار الضرب وسيلة مشروعة من وسائل التربية.
وأما الواقع اليوم وما كان عليه الواقع في أزمنةٍ مضت فلا يمكن أن يكون مستند حكم شرعي، وأما أقوال الفقهاء في هذا الشأن -إن وجدت- فلا تخرج عن كونها آراء تربوية تنتمي إلى عصرها. فإن قال قائل: إن الضرب وسيلة تربوية جائزة ومباحة بناء على قاعدة "الأصل في الأشياء الإباحة" فإننا نجيب أن الضرب ليس من الأشياء المباحة في أصله بل هو ممنوع أساساً من حيث كونه إيذاءً مادياً ومعنوياً، وعلى هذا فإخراجه من ساحة المنع إلى مجال الإباحة والجواز يحتاج إلى دليل شرعي قوي الدلالة والثبوت.
وأخيراً -ولعله من باب الإشارة- يقول تعالى ناهياً نبيه صلى الله عليه وسلم عن نهر السائل: (وأما السائل فلا تنهر)، وطالب العلم سائلٌ بامتياز، وسائل راقٍ، فهل نجوَّز نهره وضربه ؟!! وصدق الله القائل: (فبما رحمةٍ من اللّه لنتَ لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) وما وُضع الرفق في شيءٍ إلا زانه، وما رفع من شيء إلا شانه، فأبقوا على الرفق في عالم التربية والتعليم تنجحوا، فإن اضطررتم فالضرورة تُقدَّر بقدرها وهي حالة طارئة، ولا يمكن أن تكون احتمالاً وارداً في وسائل التربية بشكل عام.

مفتي حلب د. محمود عكام

لقراءةالنص من المصدر، لطفاً اضغط هنا

التعليقات

شاركنا بتعليق