آخر تحديث: السبت 04 مايو 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
نحو تربية متوازنة

نحو تربية متوازنة

تاريخ الإضافة: 2010/06/25 | عدد المشاهدات: 2969

أما بعد، فيا أيها الإخوة المؤمنون:

منذ أيام التقيت شاباً غربياً باحثاً، يبحث في موضوعٍ يتعلق بالقوانين السورية، لا يتجاوز عمره الخامسة والعشرين، لكنني وجدت فيه الأريحية والتلقائية والعفوية، وجدت فيه إنساناً يتكلم بصراحة ويتحدث بأشدّ مما يمكن أن نسميه الوضوح، وأنا أكلمه قارنت بينه وبين شخصٍ مفترض ممن أعرف من شبابنا بشكل عام إلا من رحم الله، فوجدتني أمام شابٍ نبت في أرضنا زُرع خوفاً وانهزاماً داخلياً، وزُرع اضطراباً وقلقاً، وزُرع إرعاباً ورعباً وانكماشاً على نفسه، وأنا أدعوكم من أجل أن يمحِّص كلٌ منا أبناءنا، جيلنا، رجالنا ونساءنا حتى، أن تمحّصوا وأن تنظروا إليهم هذه النظرة، فسترون أننا نعيش الانهزام في داخلنا، نعيش الخوف والجبن، هذا يخاف من ذاك، يلاحقنا قانون العيب، ويلاحقنا قانون السكوت أولى، ويلاحقنا قانون الغموض، لا تكن واضحاً لئلا تُحرَج ولئلا يصيبك ما يصيبك، وهكذا.

هذا الجيل أمانة في أعناقنا فلماذا نعامله تلك المعاملة ؟ لماذا لا نتركه يعبّر عما في داخله ؟ إن عبّر عما في داخله وكان هذا التعبير فكرة غير مرضية حاولنا أن نسكته بأقسى الأساليب، إن سأل سؤالاً ولم يكن هذا السؤال بالمستوى الذي حدّدناه له من حيث قانون العيب وقانون الغموض أنّبناه أيّما تأنيب، وهكذا دواليك. لا يُريد الإنسان اليوم أن يُرى بكل أبعاده، ابن وطننا لا يريد أن يُرى كما هو عليه بينه وبين نفسه لأنه يخاف من أن يُنصح، والنصيحة التي تُقدَّم إليه ليست نصيحةً بالمعنى الشرعي ولكنها فضيحة كما يُقال، يخاف من خطئه لا لأن خطأه أمرٌ طبيعي أو عادي ولكن لأنه إن أخطأ توجهت إليه السهام لتجعل منه إنساناً خارجاً عن القانون والدين والشريعة والحياة.

بالله عليكم ألسنا بحاجة إلى أن يشجّع بعضنا بعضاً فيما يخصُّ هذا الأمر ؟ أما آن الأوان لنا من أجل أن نتعلم من هؤلاء الغربيون الأريحية والتلقائية والوضوح والصراحة ؟! أنا أقول هذا الكلام لأستاذي ولأبي ولأمي ولحكومتي ولدولتي ولكل العاملين حولي، هذا أنا، فإن كنت مخطئاً فصوّبوني بأسلوبٍ أمثل، بأسلوب إنساني، بأسلوبٍ رائد، وإن كنت مصيباً فشجعوني وطمئنوني وقوّوني، هذا أنا، من الذي يستطيع منا أن يقول لزوجته هذا أنا ؟ من الذي يستطيع أن يقول لأبيه هذا أنا ؟ من الذي يستطيع أن يقول لولده هذا أنا ؟ من الذي يستطيع أن يقول لحكومته هذا أنا ؟ من الذي يستطيع أن يقول لمديره هذا أنا ؟ من الذي يستطيع أن يقول لشيخه هذا أنا ؟ كلنا يخاف من كلنا، وكلنا ترتعد فرائصه خوفاً من كلنا، وعلى الرغم من كل هذا ندّعي بأننا أحرار وبأننا ننسج خيوط الحرية في هذا المكان ولا تنسج للحرية خيوطاً في مكان آخر، ندعي على الرغم من هذا بأننا أبطال الحرية وأبطال الصراحة وأبطال الوضوح، وهذا ما ينافيه ويجافيه الواقع الذي نعيشه، لعلي أذكر الآن قصة وردت في السنة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعن شاب ذكرتها منذ أكثر من عشرين عاماً على هذا المنبر حسب ما جاء في مسند الإمام أحمد. جاء شابٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله إئذن لي بالزنا. شابٌ مفتول العضلات قوي البنية يستأذن رسول الله من أجل أن يزني ! الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يهاجمه ولم يركله ولم يرفضة ولم يدعه يكون عرضة للقتل من قبل أصحابه بل قال له: ادنُ. دنا هذا الشاب فكلمه وخاطبه وناقشه وحاوره بالمنطق المقبول آنذاك، قال لهذا الشاب: أترضاه لأمك ؟ فقال الشاب فداك أبي وأمي يا رسول الله. قال له: أترضاه لأختك ؟ قال: فداك أبي وأمي يا رسول الله. أترضاه لخالتك ؟ قال: فداك أبي وأمي يا رسول الله. أترضاه أترضاه.. وفي كل مرة يقول: فداك أبي وأمي يا رسول الله، لا أرضى، الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال له: وكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم ولا لبناتهم ولا لأخواتهم ولا لعماتهم. اقتنع هذا الشاب ثم قال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ادن فدنا فوضع كفه الشريفة على صدر هذا الشاب وقال: (اللهم طهّر قلبه وحصّن فرجه واغفر ذنبه). يقول هذا الشاب: دخلت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس من شيء أحب إلى قلبي من الزنا وخرجت من عند رسول الله وما من شيء أبغض إلى قلبي من الزنا.

هذه الصورة يمكن أن تجدوا لها نظيراً أو مثيلاً أو قريباً في المجتمع الآخر الغربي، أما هنا فمن سابع المستحيلات كما يُقال. من الذي يستطيع أن يتحمل شاباً يقول مثل هذا الكلام أو ما يقارب هذا الكلام ؟ فلا أنت وأنت حاكم تقبل هذا الكلام إذا كان الأمر يمسّ حكمك، ولا أنت وأنت أستاذ تقبل هذا الكلام إذا كان هذا الكلام يمس أستاذيتك أو يمس وضعك أو يمس ما حولك، ولا أنت وأنت مدير تقبل هذا الكلام، ولا أنت وأنت وزير تقبل هذا الكلام، ولا أنت وأنت طبيب تقبل هذا الكلام، ولا أنت وأنت تاجر تقبل هذا الكلام، وهكذا دواليك... ولنكن صرحاء، فشبابنا الآن يعيشون في دواخلهم انهزاماً وتقهقراً، هل تستطيع أن تعبّر عن فكرة جاشت في داخلك وقفزت إلى رأسك، لكن هذه الفكرة وأنت تتخيلها وتتصورها تُدرك أنها إن قيلت فلن تكون عند الآخرين مقبولة، ما دامت عند الآخرين غير مقبولة فلن تستطيع أن تفوه بها، ولن تستطيع أن تتكلم بها ولن تستطيع أن تصرّح بها، ولذلك كلنا يريد أن يرضي ظاهر كلنا، وكلنا يريد أن يقف أمام كلنا موافقاً في الظاهر وما عدا ذلك كلنا يعيش أزمةً بينه وبين نفسه، ومن هنا نرى أن بعض الناس يأتون إلى بعض يحاولون أن يجدوا عندهم مأمناً وموئلاً وملاذاً آمناً، ولذلك يقفون معهم فيفصحون عن بعضِ بعض بعض ما يمكن أن يكون في دواخلهم، حتى إذا ما جاء ثانٍ أعلنوا السكوت وأعلنوا الصمت وقال الواحد منهم للآخر اصمت جاء فلان، وقال الوالد لولده اصمت جاءت أمك، وقالت الأم لابنتها اسكتي جاء والدك، وقال الأستاذ لتلميذه اسكت لقد جاء المدير، وقال وقال.. اسكت هنا واصمت هنا ولا تتكلم هنا وبعد ذلك ارفع رأسك فأنت إنسانٌ عربي وأنت إنسانٌ مجيد وأنتَ.. لا، يا إخوتي  من أين المجد ومن أين العزة إذا كنا منكسرين في دواخلنا ؟ إذا كانت دواخلنا تشكو إلى بارئها الرعب والخوف الذي يسكنها.

نحن نربي أبناءنا على قانون العيب وعلى قانون السكوت وعلى قانون الغموض وعلى قانون الترويع وعلى قانون الترعيب وعلى كل القوانين التي تجعل من أبنائنا كتلاً هشّة تتدحرج أمام أي ريح خفيفة بل تتفتت، ما هكذا تورد يا سعد الإبل، فلنربِّ أبناءنا على القوة، فلنعلمهم حديث رسول الله الذي نعرفه، فلنعلمهم هذا الحديث بقوة ولنعلمهم هذا الحديث بعمل بحال، هذا الحديث تعرفونه ويعرفه جميعكم: (يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) نريد جيلاً قوياً والقوة يا إخوتي تتركز في أمورٍ ثلاثة، هناك قوة اللسان، وهناك قوة السّنان، وهنالك قوة الجَنان، وأعظم قوة بين هذه القوى قوة الجنان، قوة القلب، نريد جيلاً قوي القلب لا يستحي من أن يعبّر عن خطأه بأنه أخطأ، أخطأت، ولا يخجل من أن يقول لمن كان كبيراً مادياً أو معنوياً أخطأت وبأسلوب حسن، نحن أمة أسلوب بالحكمة والموعظة الحسنة، ولكن أين من يفتح لك المجال من أجل أن تقول له أخطأت وبكل لطف، إذا كان يمسك بالعصا في يده فسيلوّح لك بالعصا مهدداً، أقول بالعصا من باب التخويف وإلا فالملوح به ليس العصا وإنما المسدس والرشاش والرصاصة التي تخترقك وتخترق أسرتك وولدك وكل من حولك لأنهم مهددون باعتبارك مهدداً.

بالتربية الصحيحة، بحسن الصلة بالله عز وجل، حدثوا أنفسكم بعد خروجكم من صلاة الجمعة أو من صلاة الفجر أو من صلاة الظهر ما الذي أفدتموه من هذه الصلاة، هل زادت صلتكم بربكم ؟ هل تحسنت علاقتكم من ربكم ؟ هل قوي اعتمادكم على ربكم ؟ هل أصبحتم تنظرون إلى أنفسكم على أنكم بأعين الله، هل أصبحت تشعر بحماية الإله كما تشعر بحماية من يقول لك من ذوي القوة أنت بحمايتنا ؟ لو أن إنساناً كان ذا سلطة، يعمل رئيساً لفرع مخابرات أو وزيراً أو مديراً أو مسؤولاً فدعاك وجلست معه ربع ساعة ثم خرجت، حدثني بربك كم ستشعر أنت بالقوة، والله إن هذا لأمرٌ واقع، وهذا ما تعيشونه، تجلس معه نصف ساعة ثم تخرج فأنت تشعر بالقوة تُجلّلُك وتكسوك لكنك عندما تدخل إلى المسجد وتصلي وتلتقي ربك تخرج ولا تشعر بهذا، لماذا ؟ لأننا نصلي ظاهراً ولا نصلي حقيقة، والصلاة الظاهرية ستجعلنا كما نحن عليه أما الصلاة الحقيقية فسأخرج من المسجد وأنا أشعر بحماية الله ورعايته، إن لم يكن بك غضبٌ عليَّ فلا أبالي، يا ربّ اشفني وعافني وارحمني واغفر لي وتولني واسترني وارزقني وأعزني وسددني وثبتني وزدني علماً وتمم فضلك عليَّ يوم ألقاك يا رب العالمين، كن قوياً بربك فورب الكعبة إن القوة الحقيقية يوم تكون قوياً بربك وبنفسك، لأنك إن كنت قوياً بربك قواك الله عز وجل بنفسك، وقواك الله عز وجل بعد ذلك بمن هو مثلك بمن يدعمك وبالمؤمنين.

مما يؤدي إلى هذا الذي نعيشه اليوم، التعلّق بالدنيا، لذلك أقول لك أيضاً، حدثني عن علاقتك بالدنيا، حدثني عن علاقة قلبك بالدنيا، في القرآن الكريم الذي تقرؤه الله عز وجل قال لنبينا ولمن معه ولمن اتبعه إلى يوم القيامة: ﴿ولا تمدنّ عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خيرٌ وأبقى﴾ يروي البيهقي عن الحسن البصري: "حب الدنيا رأس كل خطيئة"، ونحن تعلقنا بالدنيا، بالدنيا الظاهرة الفانية، كلٌ منا له مشروعٌ دنيوي حتى في ميزان الدنيا هذا المشروع صغير، قل لي ما يهمك أقل لك من أنت، حدثني عن همومك الدنيوية حتى التي علّقت قلبك بها ما هي بهموم تُذكر، فيشغلكَ يا أخي كما قلت لكم على هذا المنبر منذ أكثر من عشر سنوات، ما يشغلنا أحياناً تأمين بيت لولدنا الذي لم يولد بعد، وتأمين عمل لولدنا الذي لم يدخل المدرسة بعد، ويهمنا ويشغل بالنا ما نفكر به اليوم تجاه أولادنا وأحفادنا قضايا لا تتحمل التفكير، نحن نعيش وهم المستقبل الأسود، فالمستقبل في أعين الجميع أسود من كان منا على حالة مادية جيدة فمستقبله في نظره أسود، ومن كان منا في منصب رفيع فمستقبله أسود، ومن كان منا في حالة فقر فمستقبله في نظره أسود، ومن كان مريضاً، ومن كان... فمستقبل الجميع في نظر الجميع أسود، لأننا نعيش التشاؤم ونتحرك متشائمين، علاقتنا بالله مقطوعة وصلتنا بالله لا تمتّ إلى شيء اسمه الصلة أو إلى معنى الصلة بصلة، وبالتالي فواقعنا أمرٌ طبيعي، هذا الذي نعيشه: (إن الله مستخلفكم فيها) في الدنيا (فناظرٌ كيف تعملون، فاتقوا الدنيا) إياكم أن تضعوا الدنيا في دواخل قلوبكم، إياكم، اعملوا للدنيا واشتغلوا لها ولكن من غير أن تسكن قلوبكم، اعملوا للدنيا المنتجة للدنيا المعطاءة، أما هذه الدنيا كما تكلمنا منذ ثلاثة أسابيع فنحن نعيش لدنيا مستهلكة رخيصة ليس فيها إنتاج، عنوانها الاستهلاك الرخيص، عنوانها اللقاء العابر الذي نسعى إليه ساعات وساعات بل أياماً وأياماً وهذا اللقاء عنوانه طعامٌ فاتر، أكلة حضّرناها واستغرقنا في تحضيرها أياماً وساعات وأسابيع وربما شهور، وبعد ذلك نقول ما أجمل هذا الذي أكلنا، هذه هي دنيانا، ولو أننا قلنا ما أجمل هذا الذي أنتجنا، ما أجمل هذا الذي بنينا، ما أجمل هذا الذي اخترعنا، أين اختراعاتكم يا شبابنا ؟ مما يؤدي إلى هذا الوضع الذي نحن فيه الظلم، وصدقوني أن العدل اليوم في مجتمعاتنا أمرٌ أشبه ما يكون بالحلم، العدل غير موجود إلا من رحم الله، إلا في أماكن قليلة وقليلة جداً، عندما تشعر أن العدل غائب فستعيش اضطراباً في داخلك، أنت الآن يمكن أن تُتَّهم من قبل أي إنسانٍ كان، ويمكن أن تكون حبيساً الآن في نظارة ما أو في سجن ما حتى ولو كنت نظيفاً لا غبار عليك، يتهمك فلان بأنك سرقته ويمكن أن تكون من خلال هذا الاتهام مودعاً في السجن، نعم هنالك إجراءات لا تمتُّ للعدل بصلة، إجراءات ظالمة، أنت الآن تُتهم من جارك بأنك قلت له كذا وكذا، تحرشت بامرأته، ستكون أيضاً أمام القاضي الذي يتأخر بعض الشيء لأنه يريد أن يمر على "المول" الفلاني ليشتري حاجاته قبل أن يبتّ الأمر فيما يخصك، أمامه ناس يريدون أن يُعطوا حقوقهم، هو لا يهمه هذا الأمر إلى حدٍ ما، إلا من رحم الله، وهكذا دواليك. الظلم إن حلَّ في مجتمعٍ ما جعل هذا المجتمع يخاف وجعل هذا المجتمع منهزماً، يتكلم عليك جارك كلاماً لا أصل له، الجار الثالث يُصِّدق هذا الجار الذي اتهمك ولو أن هذا الجار مدحك ما صدَّق هذا الجار الثالث هذا المدح الذي هو بحق، ولو ذمّك بباطل لصدّق الجار الثالث، لذلك أنت في مجتمع غاب فيه العدل، غاب عن كلام الناس وعن فعل الناس وعن علاقات الناس وبالتالي أصبحت مضطراً من أجل أن تكون خائفاً مخوفاً.

أخيراً حتى فيما يخص الوعظ - كما قلنا في مرة سابقة وفي إحدى أمسيات التعازي - قلت لهم حتى هؤلاء المشايخ يتكلمون في الموت وعند الموت كلاماً يجعلون هذا الذي يقف أمامهم يتمنى لو أنه لم يحضر هذا اللقاء، يتمنى أنه لا يدخل المقبرة في يومٍ من الأيام لا إن كان حياً ولا إن كان ميتاً، يكلمونه عما ينتظره من رعبٍ، عما ينتظره من قتل، عمَّا ينتظره من عذاب فهو بين عذابٍ في الدنيا وعذابٍ في الآخرة، والنجاة النجاة يا ناس، هذا يكلمنا على المنبر فيخوفنا ويرعبنا، وهذا يكلمنا بعصا ويرعبنا، ثالث أستاذٌ يلفنا بقانون العيب ويرعبنا ويقول لنا ويتهمنا بأننا لسنا على الأدب ولسنا على الأخلاق ولسنا ولسنا... وبعد ذلك يا جيلنا يا أبناءنا هيا من أجل أن تكونوا حماة القدس الجريح، لقد جرح هؤلاء الحماة، وجريح لا يحمي جريحاً، إن أردتم لهذا الجيل أن يحمي القدس الجريح فاجعلوا من هذا الجيل جيلاً صحيحاً داخلاً وظاهراً حقيقة ومجازاً، اجعلوا هذا الجيل جيلاً قوياً.

أسأل العلي القدير أن يوفقنا بسرِّ محمد وآله وأصحابه، وبسرِّ أهل السر، أن يوفقنا من أجل أن نرعى هذا الجيل الذي هو أمانة في أعناقنا، لنقوم حياله بما يجب أن نقوم حياله حتى يكون جيلاً صحيحاً قوياً في داخله وفي ظاهره في حياته كلها في كل مجالاته، فلنشجعه على أن يكون محاوراً ومناقشاً ومصوباً وناصحاً، ولنقل له أنت الأمل بكل ما تعنيه هذه الكلمة شريطة أن نبذل العمل الكافي لتحقيق هذا الأمل. يا رب ردنا إليك رداً جميلاً، أقول هذا القول وأستغفر الله.

ألقيت بتاريخ 25/6/2010

التعليقات

شاركنا بتعليق