آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
المرأة شريك الرجل في نشاطات الحياة كافة/ جريدة الجماهير

المرأة شريك الرجل في نشاطات الحياة كافة/ جريدة الجماهير

تاريخ الإضافة: 2011/01/10 | عدد المشاهدات: 3995

نشرت جريدة "الجماهير" ضمن صفحة (مجتمع) يوم الاثنين 10/1/2011 مقالاً للدكتور الشيخ محمود عكام يتحدث عن "المرأة من منظور إسلامي". وكانت "الجماهير" قدَّمت للمقال بما يلي:

كثيراً ما تُطرَح قضايا المرأة ومشاكلها، وينقصنا الرأي الشرعي فيما نناقشه بيننا. ما هي المكانة التي احتلتها وتحتلها المرأة من منظور إسلامي ؟ ومن ثم أين يجب أن تتجه المرأة لتجد ما يخص شخصيتها ؟ هل تنحى باتجاه القانون أم تتجه باتجاه الشرع وأحكامه لتتفاجأ بأنها ذات الشخصية الاستقلالية والمشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية.

(المرأة من منظور إسلامي) كان موضوع حديثنا مع الدكتور محمود عكام "مفتي حلب" ليجيبنا على السؤال الجوهري: أين تجد المرأة نفسها في الشريعة أم القانون ؟ فقال:‏‏

1- هل تجد المرأة نفسها في الشريعة أم في القانون؟ ‏

هذا هو السؤال الكبير الذي يلحُّ على مساحات الاستفهام في تفكيرنا ويطغى عليها أحياناً ولعله من مفترقات الطرق التي يقف عليها الإنسان ليحدد اختياره ويرسم مساره أإلى الشريعة يلتجئ ؟ أم إلى القانون يولِّي وجهه؟ هل الحل هناك ؟ أم هنا ؟

أعني هل الشريعة أقدر من القانون على استيعاب الإنسان وصفاً وتوظيفاً أم العكس هو الصحيح ؟!

أسئلة ترتادنا وحيرة تمسك بِعِصَمِنا ولا تكاد تفارقنا والمرأة لهذه الأسئلة أكثر تعرضاً وهي في حيرتها أشد تأرجحاً فالويلات التي عانت منها جدُّ كثيرة والتجاذبات التي مسَّتها وفيرة وهي اليوم كالأمس هذا يطالبها بالهموم وآخر لا يريدها رهينة الجمود وثالث يسعى ليباهي بها - عفواً بشكلها وصورتها فقط - القريب والبعيد ورابع يناديها لتدخل كلَّ مجال وميدان فهو يأبى لها القعود وخامس يمنِّيها بمستقبل قادم يكون أفضل عليها من سالف العهود وسادس يظلمها بتبرير يزعم أنه من بعض احتمالات دلالات نصوص ديننا المجيد وسابع يغمرها بالروايات الموضوعة موهماً أنها - أي الروايات – الدِّينُ.

2- قبل الشروع... عقل يجب أن يتحرر:‏‏

لقد أنعم خالقنا علينا بالعقل وجعله أساساً في تكوين علاقتنا مع الله ذاته ومع كل مَن سواه ومن سوَّاه ولا بدَّ لهذا العقل من أن يكون حراً حتى ينتج، وحرية العقل تعني انعتاقاً من عادات معادية وعواطف جامحة ضارة وأهواء ضاربة وأثقال كوَّنتها الأوهام وأساطير نسجتها الخرافات والخيالات.

فإلى متى ستظل عقولنا مكبَّلة بأحكام الرواية الأسطورية والأفكار المغلوطة والسلطة المرعبة والشهوة الغادرة والنزوة الفاجرة ؟!‏‏

إلى متى سنظل نشكو من ضعف تفكيرنا وقلة إنتاجنا وهَزالة عطائنا جرَّاء لهثنا وراء سراب غير ممحَّص وفراغ لا يحوي حقيقة ولا يلمُّ شعثاً ؟‏‏

إلى متى سنظل نرفض الفعل ونتبنى ردَّة الفعل ونعزُّ الشكليات ونذلُّ المضامين ونخضع للصورة ونأبى الحقيقة ؟‏‏

إنَّ أية قضية يجب التأكد قبل معالجتها من صحة وحرية وسيلة العلاج التي هي العقل.

3- ملامح يرسمها الإسلام:‏‏

أ- الرجل والمرأة من أصل واحد ولا خلاف:‏‏

قال الله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساء) النساء /1‏‏

جبل كل منهما مما جبل منه الآخر مكرمان بالتكليف مجزيان بالثواب نفسه ومعاقبان بذات العقاب فلا والله ما فرَّق في أصلهما مفرِّق إلا دلل على عدم فهمهما ومن لم يكن عارفاً بموضوع الحكم رفض حكمه وفسد رأيه.

ب- المرأة شخصية مستقلة فلا اندماج ولا اندراج:‏‏

هي كائن مستقل وتشكل نداً للجنس الآخر ورديفاً وكذلك الرجل بالنسبة لها، قال الله تعالى: (إنَّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات) الأحزاب/35‏‏.

وهاكم وقائع في العصر الأول تدعم هذا الذي قلنا. فقد روى القاسم أن امرأة من ولد جعفر تخوفت أن يزوجها وليها وهي كارهة فأرسلت إلى شيخين من الأنصار فقالا: لا تخشين، فإن خنساء بنت خدام أنكحها أبوها وهي كارهة فردَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.

ولعل من التأكيد على الاستقلالية حديثاً وارداً عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه الراوي: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنَّثين من الرجال والمترجلات من النساء)، فلا اندماج ولا اندراج ولا التحاق ولا تبعية عمياء ولا تقليد يلغي تفرُّد الكينونة.‏‏

ج- المرأة تشارك وتساهم في الحياة الاجتماعية:‏‏

فهي الآمرة بالمعروف، الناهية عن المنكر، الداعية إلى خير المجتمع والناقدة المصلحة، الوطنية ذات الغيرة، قال الله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) التوبة/71‏‏

والمرأة في الإسلام صانعة ثقافة وقائمة على إدارة منتديات ورعايتها ولا أدلَّ على هذا من قصة فاطمة بنت قيس إذ قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انتقلي إلى أم شريك) فقلت: سأفعل، ثم قال صلى الله عليه وسلم:‏‏ (لا تفعلي إنَّ أم شريك كثيرة الضيفان يأتيها المهاجرون الأولون).‏ وعندما يأتي المهاجرون الأولون فالساحة ساحة حوار وتدارس وتبادل وجهات نظر .‏‏

والمرأة عاملة في المجتمع الإسلامي ناشطة تتعلم المهنة وتمارسها.

والمرأة في المنظور الإسلامي تزور وتُزار وتدعو وتُدعى وتهدي ويهدى إليها وتعود وتُعاد ولا يمنعها من ممارسات كافة النشاطات الاجتماعية مانع وهيهات ثم هيهات أن تُدعى إلى الركون والهمود وهي التي تقرأ في كتاب ربها العظيم: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت/69‏‏

ولا فرق في الدعوة والثواب بين ذكر وأنثى، والمرأة معلمة ومثقفة وموجهة وحسبي هنا أن أنقل لكم واقعة ذات دلالة في هذا الشأن فقد قالت الشفاء بنت عبد الله: دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال لي: (ألا تعلِّمين هذه رقية النملة كما علمتِها الكتابة).

وأنا هنا مقتصر على حركة المرأة في العصر الأول عصر التشريع ولو سعيت لذكر وقائع من عصور تالية لنفدت الصفحات وما نفدت الحوادث والوقائع.

لذا فالاقتصاد على المثال الرائد هو ديدني في هذا المجال ومن أراد التوسعة فليعد إلى خزائن الكتب ومجمعات الأسفار وروايات التاريخ في موسوعات الأخبار.

د- المرأة تشارك في النشاط السياسي فأنَّى لكم منعها ؟!‏‏

ما كانت المرأة بمعزل عن السياسة وميدانها في منظور الإسلام ولا في واقعه المضبوط به والملتزمة بتعاليمه وأنى لها الانعزال وهي التي تتلو وتسمع مثل قول الله جل شأنه: (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئاً فبايعهن واستغفر لهنَّ إن الله غفور رحيم) الممتحنة/12‏‏

والبيعة والهجرة مصطلحان ذوا صلة بالسياسة وعلاقة بالحياة العامة أو ما يسمَّى بالقانون العام الشامل للدستوري والدولي.

وكذلك الجهاد فالربيع بنت معوِّذ وهي صحابية تقول: (كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم فنسقي القوم ونخدمهم ونداوي الجرحى ونردُّ الجرحى والقتلى إلى المدينة).

وإذا كانت السياسة مسؤولية من نوع خاص فالمرأة مسؤولة في نظر الإسلام مسؤولية عامة لا فرق بين طبيعة مسؤوليتها وطبيعة مسؤولية الرجل وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).

لا فرق بين ذكر وأنثى في توجيه الخطاب والخلاف في مسؤولية الناس عن بعضهم واختلافها إنما يكون في الموضوع والمساحة.

لقد ضربت النساء الأوائل أصدق الأمثلة وأروعها في هذا الشأن من خديجة التي رعت الرسالة والرسول صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة التي ساهمت في إغناء المواقف الرسالية في دنيا السياسة والعلاقات مع الحاكم إلى عائشة التي ناقشت في الفروع والأصول إلى أسماء إلى رقية إلى ... وما أكثرهن.

ومن قبل بلقيس وامرأة فرعون آسيا فهل بعد هذا البيان من طلب لزيادة برهان على أن الإسلام أعطى المرأة رعاية الإنسان كل الإنسان ؟!‏‏

دعونا يا ناس إلا من دين أو مبدأ يكرِّم الإنسان ولا فرق بين جنس وآخر في الحقوق والواجبات وهذا هو وربِّ الكعبة عين الإسلام الذي ارتضاه الله لبوساً صالحاً لهذا الكائن الأسمى.

هـ- المرأة ذات أهلية كاملة ولا خلاف:‏‏

ما كانت الأنوثة في يوم من أيام الإسلام عارضاً من عوارض الأهلية وحاشا فالمرأة المسلمة كالرجل من حيث الحقوق والواجبات، قال الله تعالى: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن) النساء/32‏‏

ويقول جلَّ شأنه فيما يتعلق بحق المرأة في الميراث وأنها كالرجل:‏‏

(للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون) النساء/7‏‏

ويأتي المهر نموذجاً لحق مكتسب للمرأة:‏‏ (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة) النساء/4‏‏

ولا يجوز للرجل أياً كان اقتناص أي قدر ومقدار منه:‏‏ (فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً) النساء/4‏‏

وإلا لا يحلُّ أبداً، أي إن لم يكن عن طيب نفس منها وإرادة قال الله تعالى:‏‏ (يا أيها الذين آمنوا لا يحلُّ لكم أن ترثوا النساء كرهاً) النساء/19‏‏

ولعل من مظاهر أهلية المرأة واعتراف الإسلام بها حقَّ اختيار الزوج.‏‏

ويغنينا عن تتبع جزئيات وأمثلة الحقوق المنبعثة من تمتُّع المرأة بالأهلية الكاملة أن نقف عند هذه الآية الكريمة الجامعة:‏‏ (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) التوبة/71‏‏

4- خاتمة نريدها وقفة عامة مع القانون:‏‏

وسأذكر هنا ما يلي:‏‏

1- لم يكن القانون القديم على اختلاف جغرافيته ليعطي المرأة حقها أو بعض حقها ومن عاد إلى ملفات التاريخ وقعت عيناه على غرائب وفظائع فالمرأة في قوانين الهند القديمة والجرمان والصين "على سبيل المثال" لم تكن شيئاً بل كان ينظر إليها على أنها متاع رخيص تُورَّث مع المال وتتداول مع الأشياء وما أظن قوانين اليوم تفضل سوابقها كثيراً فالزوجة في فرنسا اليوم ليس لها أن تعطي وتبيع وترهن إلا برضى زوجها خطياً.

ويقول الدكتور شارل فيدز أستاذ المعهد الأمريكي للدراسات الإسلامية: "كثير من الرجال وافقوا على قدرة المرأة للقيام بوظيفة الرجل إلا أنهم رفضوا تقاضيها نفس راتب الرجل لنفس العمل هذا الاعتقاد بالمساواة في القدرة وعدم المساواة في التعويض ما زال سائداً في معظم البلدان الغربية بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية".

2- لقد بدل القانون نظرته إلى المرأة مراراً وتكراراً وتخبَّط واضعوه وتحيَّروا ولا يزالون وهم بين الفعل وردته يتمايلون فتارة يلتفون إلى ما كان قد سطَّره أفلاطون وتارة يرجعون إلى ما سجله حمورابي ومن سار على منهاجه وطريقته واللافت في الأمر أن القانون في هذا المضمار قلما يبحث مستقلاً أو يناقش بحرية، وإنما هو ردات فعل على ما جاء في رسالات السماء تأييداً أو استنكاراً .‏‏

يقول مونتسكيو في روح القوانين: "لقد وقف القانون مدهوشاً حيال قضايا الإنسان اللصيقة وقد تكون وقفته متصفة بالحائرة لأنه لم يكوِّن الإنسان فهو به جاهل أحياناً فكيف يشرِّع له؟! والتشريع يستلزم علماً دقيقاً بالمشرَّع له".

3- ما أظن أن عقلاء القانونيين يرفضون تشريع السماء الموثَّق النسبة لله لأنهم لا يرفضون ولا يمكن أن يرفضوا خطاباً توجه إلى العقل من خالقه العليم به:‏‏ (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) الملك/14‏‏

4- قد يفصِّل القانون في أمور تتعلق بالمرأة تفصيلاً دقيقاً وقد لا تجد في الشريعة هذا التفصيل وهذا لا يعني إضافة أضافها القانون أو تفوقاً أحرزه بل القانون في هذا مطبَّق ومصنف يجهد في إلحاق الوقائع الحالة بالقواعد المجملة.‏‏

5- لئن كانت هنالك شبهات تحوم حول حمى ما جاء في الشريعة عن المرأة فذاك طبيعي ولا مناص منه وليس السبب فيه قصوراً في الشريعة وإنما نسبية عقولنا هي التي أوقعتنا في بؤرة الحيرة والتردد والإشكال ومتاعب الاستفهام ولئن سنحت لي فرصة لقاء أخرى تحدثت عن إشكالات تثار عن:‏‏

- طلاق وكونه بيد الرجل.

- وحجاب تصعب معه حركة ونشاط.

- وميراث لا تتساوى فيه المرأة والرجل.

- وتعدد يمنحه الرجل على حساب المرأة.

- وولاية عامة اختصَّ بالأهلية لها الذكر دون الأنثى.

و ... و ... و ...‏‏

6- أرني إنتاجك ولا ترني احتجاجك فهاكم نظاماً متكاملاً يقدِّمه القرآن الكريم والسنة الشريفة فهل عندكم من نظام متكامل فتخرجوه لنا ؟! وإنَّا لمنتظرون.

كل الشكر لكم وكل التقدير للمرأة الحرة التي تطالب بحقها بنفسها ولا تخاف في طلب الحق لومة لائم ولا تخشى في حوارها لأجل فهم صحيح يهمها، سطوة غاشم.

لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا

 

 

 

التعليقات

صفوت امينو

تاريخ :2011/01/19

لعلّ المرأة العربية اليوم من أكثر الفئات الاجتماعية تخلفاً، ليس بحكم تأخرها عن التعليم، ولا تأخرها عن احتلال مواقعها ضمن السلم الوظيفي والإداري، وإنما لقصور ما في النظرة التي يفرضها المجتمع عليها. وبالطبع، عندما نقول المجتمع، لا نعني الرجل وحده، بل والمرأة نفسها، خاصة تلك النساء اللواتي ارتضين فكرة القمع الرجولي لهن، وفكرة العمل ضمن دائرة البيت-الاولاد، والعلاقة الزوجية. والفكرتان، مع أنهما تبدوان خارجيتان عن مدركات الواقع العربي اليوم، إلا أنهما في صلب أي نظرة تقدمية تريد من المرأة ان تحتل موقعها، ليس في بيتها فحسب، كمساعدة للرجل في المسؤولية، وإنما أيضاً في المجتمع، بوصفها طاقة كبرى يمكن ان تسد نواقص كثيرة لا يستطيع سدّها الرجل وكثيرا ما نسمع آراء غريبة مفادها أن الرجل العربي ، لا يحترم المرأة ولا يعترف بحقها بالمساواة ، والحياة الكريمة المكافئة لحياته ، والتي تتمتع بها بحقوق ، وامتيازات مشابهة لتلك التي يتمتع بها الرجل ، أول الإجابات الغريبة التي نسمعها إذا ما وجهنا السؤال ، لان المرأة عاطلة عن العمل ، عالة على أهلها وزوجها في إستحصال الرزق ، وأنها ضعيفة جبانة ،لا تحسن من أمور الحياة شيئا ، إلا أن تقلد الرجل وتفعل كل ما يفعله من أعمال ، فهي بالتالي ، إمعة ، ليس لها شخصية مستقلة ـ وليس لها رأي خاص بها ، وإنما تنتظر التوجيهات من الرجل ، وتأتمر بأمره ، وإنها عاطفية كثيرا تخاف من الوحدة والغربة ، ومن القطة والفأر وترتعد من أمور عديدة ، وتنتظر ، بلهفة وشوق الرجل ، كي يسارع وينقذها مما هي به من رعب مستديم وفزع مقيم ،،، وإذا ما حللنا الإجابات فإننا سوف نجد ردودا عليها ، فالرأي القائل أن المرأة عاطلة عن العمل وان الرجل يعيلها مردود عليه ، لان المرأة أصبحت تعمل مختلف أنواع الأعمال ، ولم تعد تعتمد على الرجل ، للقيام بشؤونها المختلفة ، وان عمل المرأة في الوقت الحاضر يساهم في تلبية نصف احتياجات الأسرة أو أكثر من النصف ببعض الحالات ، أما أنها ضعيفة جبانة ، فان الشجاعة والقوة من الأمور التي تنشأ عليها ونتمرن من أجلها منذ الصغر ، فإذا شاء أهلنا أن يغرسوا فينا قيم القوة والشجاعة ، فعلوا ذلك ومنذ الصغر ، وكم من فتاة علمتها الأسرة كيف تكون قوية شجاعة ، تدافع عن نفسها وتطالب بحقوقها ، ولكن الأسرة التي ترغب في أن تنشأ نساؤها ضعيفات الشخصية تعوزهن الشجاعة ، دربت بناتها على هذه الصفات منذ الصغر لأنها تعتقد ، أن المرأة الضعيفة المستكينة ،لن تستطيع المطالبة بحقوقها وليست قادرة بالتالي على أن تسبب التعب لذويها إذا كانوا لا يتحملون من المرأة رأيا مخالف لما ير تؤون ، وان المثل الذي يقول ( من شب على الشيء شاب عليه صحيح تماما ) وقولهم أن المرأة لا تحسن من الأمور شيئا مردود عليه ، فهي تحسن كل شيء يطلب منها أو حتى تلك التي لا تطلب منها نراها تحسن القيام بها ، فهي تعمل خارج المنزل ثم تؤدي الأعمال المرهقة المستمرة والتي لا يمكن أن تنتهي داخل المنزل وتتعلم كل ما يلزم لإدارة المنزل والتي لا يستطيع الكثيرون القيام بها ، أما قول البعض أن المرأة إمعة ،،، تقلد الرجل فيما يقول ويفعل ، مناقض للصواب ، لان بعض الرجال لا يحبون أن تناقشهم المرأة وان تختلف معهم ويظنون أن اتفاقها معهم دائما دليل قوتهم ورجولتهم ، وان اختلافها دليل الضعف ، والمرأة قد تناقشهم في أول الزواج محاولة إثبات صحة رأيها لكنها تقابل بالتكذيب ، فتتعب بعد مرور الوقت ، وتدرك انه لا فائدة من إطالة الجدال ، فتصمت مؤثرة السلامة على وجع القلب ، أما قول البعض أن المرأة عاطفية ، فأظن أن هذه الميزة دليل قوة وليست دليل ضعف ، فان العواطف جميلة تربط بين أفراد الجنس البشري ، وتمنح حياتهم جمالا ووجودهم توهجا ، والعواطف أنواع ولا يمكن لأي إنسان أن يستغني عنها ،وإلا أصبحت حياته جافة يابسة ،،لا خير فيها ولا اخضرار ، أما إدعاء البعض أن المرأة تخشى الوحدة والغربة ، فان هذه الصفة دليل على الإنسانية ورهافة الحس والعواطف الجياشة ، وكل هذه الخصال تدل على إنسانية الإنسان وعلى ميله لبني جنسه ورغبته في إقامة العلائق الإنسانية القائمة على المودة والرغبة في الحب والتواصل أما قول البعض أن المرأة تخاف من بعض المخلوقات كالقطة والفأر ، فهذا يعود إلى البيئة ، فان البيئة التي تحارب الفئران وتخشى القطط ، تنشأ نساؤها وهن متعودات على الخشية من هذه المخلوقات ، ولقد ثبت علمياً أن المرأة أكثر تكيفا مع البيئة من الرجل أما لماذا يحتقر بعض الرجال العرب المرأة فهذا يعود إلى شخصيتهم المتذبذبة التي لا تدري ماذا تريد ؟ فهم في فترة الشباب يطالبون المرأة بالإقدام والشجاعة وان تكون قوية للدفاع عن حقوقها ، فإذا ما ضعفوا في منتصف الطريق ، واستكانوا ، طالبوا المرأة ولعلها تكون نفس المرأة الأولى أن تنظر إلى البيئة وآلا تغالي بالمطالبة بحقوقها ، وان تراعي العرف والتقاليد ، فإذا ما أطاعتهم قالوا أنها ضعيفة الشخصية تحاول أن ترضي الرجل على حساب المبادئ التي تؤمن بها ، وإذا لم تطعهم قالوا إنها جنس يستحق أللعنة وإنها خرجت على التعاليم التي تأمر المرأة بطاعة الرجل في أي أمر يشاء ، ويتساوى معظم الرجال في النظرة الدونية إلى المرأة ، ولا أدري ما ذا يريدون ، واشك أنْ كانوا هم أنفسهم يعرفون حقا ما يريدونه من المرأة وما يطلبونه من الحياة ، وأستثني من كلامي أولئك الرجال الشجعان الأعزاء الذين أخذوا بيد المرأة إلى دروب النضال والحرية والمساواة الفعلية دون ترديد أقوال ميتة لا تعني شيئا أخيراً أقول: إنني لا أشن حرباً ضد الرجل أبداً، فأنا الرجل الشرقي فالرجل سر جمال المرأة وحنانها الخلّاق كما هي سر قوته وعطائه. ولكن أقول إذا بقي وضع المرأة في مجتمعنا بهذا الشكل وبقيت المرأة راضية بدائرة التخلف متّقية شرّ النفوس التي ترى حرية المرأة عيباً، وترى إنسانية المرأة قفزاً على التقاليد، والتخلّف هو الأصالة. إذا بقيت المرأة العربية تراقب غيرها من النساء اللواتي حاولن شقّ طريقهن نحو الحرية والنور بإبداعهن وبثقافتهن وقوة إرادتهن، وتلوكهن بلسانها وتضفي طابع الخسّة على كلمة الحرية وإبعادها عن أهدافها النبيلة والإنسانية. وإذا بقي الرجل يفتخر بزوجة ساذجة لا تناقش في أمور الحياة ولها فم يأكل ولا يتكلّم، إذا بقي كل هذا فسوف لن يجد السياسيون والمثقفون وعلماء الاقتصاد والقانون والأدباء وجميع من يهمهم أمر التطور الاجتماعي انتصاراً لقضية المرأة ولقضية الرجل معاً.

شاركنا بتعليق