آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
معاً نحو الانفتاح

معاً نحو الانفتاح

تاريخ الإضافة: 2011/01/25 | عدد المشاهدات: 3659

ولقد غَدَت هذه الكلمة والمطلب في كل الميادين والمجالات: فالانفتاح على الآخر مطلوب، والانفتاح الاقتصادي مرغوب، والانفتاح الديني محبوب، والانفتاح الاجتماعي مندوب.

أما الانفتاح على الذات ومصارحة الإنسان نفسه فحدِّث عن الغفلة عنه ولا حرج، وتكلم عن إهماله ولا ضَيْر، وإلا فمن ذا الذي ينفتح منا على نفسه ليعرف حقيقتها ؟!

ومن ذا الذي ينفتح منا على ذاته ليتعرف على منطلقه وغايته وأوله وآخره وبدايته ونهايته ؟!

العاقل - يا ناس - هو الذي يؤسِّس كل الانفتاحات التي ذكرناها أعلاه على انفتاحه على ذاته، كن صادقاً مع ذاتك، وكن مصارحاً نفسك، وكن شجاعاً على أخطائك، وكن جريئاً على نقدك سلوكاتك، وكن قوياً في مواجهة رغباتك وشهواتك ونزواتك، اشتغل بعيوبك واعمل على أن تتخلص من مساوئك، واجتهد في اتهام نفسك وتبرئة الآخرين، فإنك إن فعلت ذلك انفتحت على نفسك وأسَّست لانفتاح على الآخر والكون...

ويحضرني هنا مقولات تدعم الذي سطّرت، منها:

(بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره) آية قرآنية.

"البر ما اطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصّدر وكرهت أن يطلع عليه الناس" حديث شريف.

"العاقل لا يترك يقين ما عنده لظن ما عند الناس" ابن عطاء الله السكندري.

"قد يستطيع المتمكن خداع الآخرين، لكنه أبداً لا يستطيع خداع نفسه" أفلاطون.

"الناس عبيد الدنيا، والدين لعقٌ على ألسنتهم يحوطونه ما درّت به معايشهم، فإذا ما محّصوا بالابتلاء قلَّ الديانون" الحسين بن علي رضي الله عنه.

وفي الختام:

طبت يا سبط النبي ويا بضعته إذ أنت منه وهو منك، طبت يا سيد كربلاء الفداء والانفتاح والتضحية والإصلاح، انفتحت على ذاتك بربك فانفتحت عليك القيم ساعيةً للتبرك بك، وأتتك المحامد تلتمس مكاناً في حنانيك يزيدها ألَقاً وضياءً.

وطابت أيامكم جميعاً أيها الأعزاء الزائرون أينما كنتم وحيثما وجدتم، ونسأل الله أن يجعلنا نصنع السَّلام دار العبور لنجزى جنة السلام في دار المقر والخلود.

25/1/2011

د. محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق