كنا صغارا ًوكان كبارنا يُوصوننا برعاية النِّعمة أياً كانت هذه النِّعمة، ورعاية النعمة تعني التَّرشيد وحُسن الاستهلاك والاستعمال فكلُّ شيءٍ بقَدَر، وإيَّاك والإسراف: فلا بذخَ ولا خُيلاء ولا هدر ولا تبذير، لقمة الخبز مُكرَّمة، والثَّوبُ يُدَوَّر من الكبير إلى الصَّغير، والحذاء له لدى (مُصلِّح الأحذية) جَولاتٌ وجولات قبل أن يُرمَى في القمامة، وربما لا يُرمَى فيُستَخدم وقوداً ... وأخيراً: وهنا بيت القصيد: المياه في حصانة من الإسراف والهدر إلى حدِّ تفقُّد الصَّنابير بين الفينة والفينة فلا يتهادى منها قطرة أو قطرات صغيرة. أمَّا الكهرباء فحدِّث عن رعايتها وترشيد استهلاكها ولا حرج، في الغرفة "مصباح" واحد فقط وإن شئت قل عنه "لمبة"، وأكثر من ذلك لا يكون إلا في الحفلات الرسمية السَّنوية أو العمرية، وما عدا المصباح واللمبة كلُّ شيءٍ "كهربائي" مراقب ومؤقَّت ومُبَرمج ومُحدَّد ومدروس، وحلال وأعني بالحلال: مدفوع الثَّمن، غير مسروق ولا منهوب.
فيا أمتي: ألا من عودةٍ صادقة إلى الترشيد ولا سيما أننا في حالة حرب وحصار، وما ارتقَت أمةٌ إلا برشدٍ وترشيد، وما هوَت إلا بسفهٍ وتهوُّر وتضييع، ورضي الله عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حين قال: "أرخصوه بتركه"، و: "الحرُّ من كظم غيظه واستعبد شهواته".
حلب
27/11/2017
محمود عكام
التعليقات