يتعصَّب الواحد منا لواحد آخر فيُعلن له وَلاءه، ويهتف في المحافل باسمه، ويصرِّح على الملأ بمحبته، ويبرِّر له ما قد يتبدَّى عنه في الظاهر من أخطاء، ويُصرُّ على متابعة أخباره وأحواله، فإن وقع على هنةٍ من هناته كتمها ودعا ربه أن تُدفن فلا تظهر، وإن هو رأى منه حسنة نشرها ونادى بها بأعلى صوته، وهكذا...
وأنا أقول: إذا كان هذا حال واحدٍ منا مع واحد منا آخر، فلمَ لا يكون مثل هذا الحال حالنا وموقفنا مع الله الذي أنعم علينا وتفضّل على كينونتنا، وأوجدنا، وأنشأنا، وأحسن كل شيء خلقه وجعلنا في أحسن تقويم.
فاللهم أنت أحقُّ من ذُكر، وأحقُّ من عُبد، وأجودُ من سئل، وأكرم من أعطى، كل شيء هالكٌ إلا وجهك، حِلْتَ دون النفوس، وأخذت بالنَّواصي وكتبت الآثار ونسخت الآجال، القلوب لك مُفضِية، والسِّرُ عندك علانية، الحلال ما حللت والحرام ما حرَّمت، والدين ما شرعت، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
27/11/2012
محمود عكام
لمتابعة موقعنا على الفيس بوك لطفاً اضغط هنا
التعليقات