آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
سأبقى متفائلاً بفضل الله

سأبقى متفائلاً بفضل الله

تاريخ الإضافة: 2013/01/21 | عدد المشاهدات: 2184

ويكرِّر محدِّثي تلك العبارة كلما تبادلنا الحديث معاً مشافهة أو عبر الهاتف، ومفادها: دائماً تبشّرني، ولم أعهدك إلا كذلك ؟ فبالله عليك ما مستنداتك وما دلائلك في هذا الشأن ؟

فأجيب:

يا صاحبي، أولى الدلائل والإشارات هي: الرَّحمن الرَّحيم، مَن كَتب على نفسه الرحمة، وما التفاؤل إلا قطرة من مَعين الرحمة، وثاني الدّلائل هي: إنسانيتي – يا صاحبي – والإنسانية – أولاً وأخيراً – طمأنينة وأمان، والتفاؤل بعضٌ من إنتاجها، وأما ثالث الدّلائل: فديني الذي هو الإسلام دين السّلام، وإيماني المشتق من الأمان والوفاء، فكيف لا أتفاءل وأنا أتقلّب بين إسلامٍ فحواه السلام، وإيمان حقيقته أمن وأمان، والرابعة – يا أخي – هو: أن التفاؤل دواء والتشاؤم داء فهل تريدني أعيش الداء ولا أتناول الدواء على أمل الشفاء ؟! وهل تنتظر مني إتقان فنّ المرض وإهمال أصول العلاج والوقاية، وأخيراً: ألا يدفعني للتفاؤل انتمائي وانتسابي لسيد الناس محمد صلى الله عليه وسلم وهو مَن قال: (لا تحزن إن الله معنا) في موقفٍ استحكمت فيه حلقات الضيق أيما استحكام، وكثيرة ووفيرة هذه المواقف في حياته صلى الله عليه وآله. نعم، سأبقى متفائلاً، وتفاؤلي ليس وهماً بل الحقيقة سداه ولحمته، وأما التشاؤم فسأعرض عنه، ولن يلج ساحتي، والله في عون العبد ما دام العبد في عون نفسه وأخيه، وهل ثمة عون أفضل من زرع الأمل بالله الكريم في نفسك ونفس من تحب: "بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا"، "إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين" كما ورد عن المحبوب الأعظم من الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.

د. محمود عكام

7 ربيع الأول 1433

21/ ك2/ 2013

لمتابعة موقعنا على الفيس بوك لطفاً اضغط هنا

التعليقات

شاركنا بتعليق