آخر تحديث: السبت 26 أكتوبر 2024      
تابعنا على :  

كلمة الشـــهر

   
أيها التجار

أيها التجار

تاريخ الإضافة: 2013/05/23 | عدد المشاهدات: 2046
New Page 1

إليكم أيها التجار، وآمل أن تكونوا ابراراً، ولن تكونوا كذلك إلا إذا حلَّلتم الحلال وحرَّمتم الحرام في معاملاتكم، وأدّيتم زكاة أموالكم وأعطيتم زيادة على الزكاة تحت مسمى الصدقات، وأغثتم الملهوف، وأعنتم المحتاج، ونفّستم عن المكروب، وتسامحتم في البيع والشراء، وأقرضتم الله قرضاً حسناً، وحرصتم على بلادكم وأبناء بلادكم فلم تقدِّموا مصالحكم الخاصة على المصالح العامة ومصلحة المواطنين ولا سيما الفقراء منهم، وبحثتم عمن لا يسأل الناس إلحافاً، ورشّدتم استهلاككم واقتصرتم في إنفاقكم على أنفسكم وأهليكم بالضروريات والحاجيات دون التحسينيات والرفاهيات، وقوّيتم عملة بلادكم ورفعتم من قيمتها على حساب عملات هذه الدولة المستعلية أو تلك، وإياكم أيها الأعزاء أن ترسموا المستقبل باللون المظلم حتى تسوِّغوا ما تفعلون لصالح مصالحكم الشخصية، بل – على العكس – تفاءلوا وقولوا للناس سواكم: نحن منكم وأنتم منا، واقتدوا بالأشعريين الذين مدحهم النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "إن الأشعريين إذا أرملوا في السفر أو قلّ طعام عيالهم في المدينة جمعوا أوعيتهم في وعاء واحد ثم تقاسموه بالسويّة، فأنا منهم وهم مني". والآن وقد حصحص الإيمان بالله المغني المعطي الرازق، وحصحص الاعتماد عليه رحماناً رحيماً، فارحموا مَنْ في الأرض يرحمكم من في السماء. والآن الآن تذكروا وصايا محمد صلى الله عليه وسلم: "والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره إلى جانبه جائع وهو يعلم"، و: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، و: "الخلق كلهم عيال الله، فأحبهم إليه أنفعهم لعياله". اصدقوا وبروا وسامحوا وأقرضوا وتصدقوا وأعينوا وساعدوا تكونوا مع المصطفى صلى الله عليه وسلم كهاتين (السبابة والوسطى) في الجنة كما وعدكم الحبيب نفسه صلوات الله وسلامه عليه. فهل من مجيب يا أيها التجار، وإنا لمنتظرون.

د. محمود عكام

23/5/2013

التعليقات

شاركنا بتعليق