آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
ها قد أقبل العيد/ جريدة تشرين

ها قد أقبل العيد/ جريدة تشرين

تاريخ الإضافة: 2013/08/07 | عدد المشاهدات: 3152

نشرت جريدة "تشرين" في عددها الصادر بتاريخ الأربعاء 7/8/2013 وفي صفحة (آراء ومواقف) مقالاً للدكتور محمود عكام بعنوان: ها قد أقبل العيد، وفيما يلي نص المقال:

ها قد أقبل العيد

دُخِلَ على الإمام علي رضي الله عنه في يوم عيد فرئي يأكل خبز شعير، فقالوا: يا أمير المؤمنين، خبز شعير في يوم عيد ؟!! فابتسم الإمام علي وقال: "اليوم عيد مَن قُبل بالأمس صيامه، وحَسُن بالليل قيامه، اليوم لنا عيد، وغداً لنا عيد، وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد".

نعم وربِّ الكعبة، فما العيد إلا نظرة الرضا من المعبود المحبوب وإعلان قبولٍ منه، ولذا فإن قبلتم يا ربي فيا عزِّي ويا طربي، وإن أبيتم وأعرضتم فليس لي وحقِّ حبكم عيد.

وخلاصة معنى العيد: فرحة قبول العمل الذي قدَّمناه قبله، ففي عيد الفطر: نفرح بقبول الله منا الصيام والقيام، وفي عيد الأضحى نفرح بقبول الله منا الحج والعمرة. ونُعطَى الجائزة التي هي المغفرة والرضا، وقد سمَّى النبي صلى الله عليه وسلم العيد «يوم الجائزة».

ولعل العيد من الناحية الاجتماعية والنفسية له أبعاد:

أولها: يُعمِّق إنسانية، فالإنسانية إيثار وتعاون وتزاور وتضامن، وهذا ما يتجلى في العيد بدءاً من الصلاة الجامعة، ومروراً بالزيارات والمعايدات، وانتهاء بالإعانات والعطاءات.

وفي العيد عادات الكرام لقد جرت            ببرّ اليتامى وافتقاد الأرامل

ثانيها: تقوية الارتباط مع الله، فأحبُّ الخلق إلى الله أنفعهم لعياله، وطوبى لمن استعمله الله لنشر الخير بين الناس

وناداهم عبادي لا تناموا             ينالُ الوصلَ من هجر المنامَ

ينال الوصلَ من سهر الليالي          على الأقدام واستحلى القيام

وثالثها: تمتين العلاقة الطيّبة الخيّرة مع الإنسان عامة ومع المسلم خاصة، فـ: "لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبه لنفسه"، و: "والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع وهو يعلم"، و: "مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"، كما ورد كل ذلك عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ورابعها: تدعيم الاتصال مع الوطن، فمن لم يتخذ قراراً ببرّ الوطن وحبه وحمايته ورعايته، فصيامه محل ريب وشك، ولئن كان الصيام عبادة يتحمل الإنسان فيها ما يتحمل، فإن خدمة الوطن والذود عنه والسعي لبنائه وتطويره وتحسينه عبادة تشكل مرحلة ما بعد الصيام، فها هو ذا الصائم قد تدرَّب على الصبر والمواساة وتحمل الصعوبات، إذاً فهيا إلى تطبيق ما تدرَّبت عليه وأنت تقدم لمجتمعك وبلدك ما يجب عليك أن تقدمه من خدمات تبتدئ من إماطة الأذى عن الطريق وتنتهي بالافتداء بالمال والروح.

فيا أيها الصائمون القائمون:

تأكدوا من ثمرة الصيام والقيام، وهل حصّلتموها وجنيتموها ؟ فإن وجدتم أنفسكم متعاونين مع الإنسان، مخلصين لله في أعمالكم وأقوالكم وحركاتكم وسكناتكم، ساعين إلى نصرة إخوانكم المظلومين بما تستطيعون، قائمين على رعاية أوطانكم وحمايتها، فاعلموا أنكم «متقون» وقد تحققتم بثمرة الصيام: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). وإن لم تجدوا أنفسكم كذلك، فراجعوا أنفسكم وأعيدوا النظر في عبادتكم وصيامكم وقيامكم، فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً، ومن لم ينهه صيامه عن قول الزور والعمل وانتهاك الأعراض وسفك الدماء فلا قيمة لصيامه بل سيكون هذا الذي يفعل وبالاً عليه، وسيُلفّ في خرقة ثم يضرب بها وجهه كما جاء في الأثر.

فاللهم أنت ربنا تقبل منا وقِنا الذي لا يرضيك عنا. والحمد لله رب العالمين.

لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا

http://tishreen.news.sy/tishreen/public/read/294767

 

التعليقات

شاركنا بتعليق