آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
"مناجاة رمضان" ومن أظلم ممن ذُكر بآيات ربه ثم أعرض عنها ؟! / جريدة تشرين

"مناجاة رمضان" ومن أظلم ممن ذُكر بآيات ربه ثم أعرض عنها ؟! / جريدة تشرين

تاريخ الإضافة: 2013/07/17 | عدد المشاهدات: 2527

نشرت جريدة "تشرين" في عددها الصادر بتاريخ الأربعاء 17/7/2013 وفي صفحة (آراء ومواقف) مقالاً للدكتور محمود عكام بعنوان: مناجاة رمضان، وفيما يلي نص المقال:

"مناجاة رمضان" ومن أظلم ممن ذُكر بآيات ربه ثم أعرض عنها ؟!

رمضان أيها الشهر الكريم أنت لوحة حوت كل معالم الدين، وأنت مدرسة ضمت مبادئ إعداد الإنسان القويم.

رمضان: أنت إطلالة تبشِّر بعطاء ومنارة تدل على مسار السعادة والهناء.. رمضان ياشهر الصيام والقيام والحرية والجهاد ويا شهر التقوى ونقاء الفؤاد..

الرحمة فيك جلية والمغفرة ندية والعتق من النار عطية.

رمضان.. من فرض الصيام فيك إله أحق أن يعبد، ومن بلغنا عن الله الحق صيامك رسول معظم محمد.. والدين الذي وسعك ركناً لاشك مؤكد.

رمضان.. قارنتك بأيام الصيام لدى الآخرين فوجدت الفرق واسعاً والبون شاسعاً فأين ثراهم من ثرياك ؟ وأين مداهم - مهما كان - من علياك. رمضان.. أنعشت قلوبنا بقدومك وطيبت نفوسنا بهلالك فطب معطاء ولنطب مبشرين بعطائك. رمضان.. أنت شهر حرية وهل الحرية إلا خلاص من هوى وهوان، ولجوء للرحمن؟!.

رمضان.. معانيك أبعد من مدى حروفك، فالصاد في صومك صبر، والواو فيه وقاية، والميم مساواة ومواساة ومغفرة. رمضان.. أنت شهر الوحدة فيا أيها الصائمون اتحدوا على فعل الخير ونبذ الشر، على الرفق فيما بينكم ونبذ العنف، على التعاون والمودة وهجر التناحر والبغضاء.

رمضان.. لله درك من معمق للمسؤولية فينا، المسؤولية عن الكلمة والمسؤولية عن الوقت والمسؤولية عن الوطن العزيز وعن الأرض وعن العرض.

رمضان.. اذكرنا عند ربك صائمين عن الطعام والشراب والفساد والبغضاء والغيبة والنميمة والكذب والإيذاء والخيانة والفجور.. نعم لأننا لم نصم عن كل الآثام في كل الشهور فلن يقبل صيامنا عن الطعام والشراب في رمضان.

إذا صمت فليصم سمعك وبصرك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك سكينة ووقار.

ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها

(ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون(

وها نحن أولاء نذكِّر السوريين جميعاً بآيات ربهم التي تحض على التعاون فيما بينهم والتراحم وعدم التنازع وأن يكونوا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص رحماء بينهم أشداء على الصهاينة المجرمين وأعوانهم، فمن أعرض بعد هذا التذكير فهو من المجرمين وسينتقم الجبار المنتقم القهار منه.. ونضيف على ذلك: التذكير بأحاديث المصطفى «صلى الله عليه وسلم» التي تحضّ  المسلمين على حقن دمائهم وصيانة أموالهم وحفظ أعراضهم وتحثهم على التراحم والتباذل والتناصر والتعاضد فمن تولى ونأى بجانبه فهو من المجرمين وسيتبرأ المصطفى «صلى الله عليه وسلم» منه.

فيا أيها المواطنون جميعاً، يا أيها المسلمون، يا أيها المسيحيون، يا أيها العرب، يا أيها الأكراد، يا أيها الشركس، يا أيها الأرمن، يا جميع الأعراق، يا كل المذاهب والمبادئ والديانات، عودوا إلى إنسانيتكم التي تقوم على العدل والإنصاف واحترام الإنسان، عودوا إلى دينكم الذي يقوم على فعل الخير والرحمة والعطاء والبر، عودوا إلى وطنيتكم التي ترتكز على رعاية بعضكم ورعاية وطنكم وعلى حماية بعضكم وحماية وطنكم.

أرجوكم، أناشد ضمائركم، أناشد إنسانيتكم: كفوا عن العداوة والبغضاء والشحناء والتحاسد والتحاقد والتقاتل والتنازع وهيا إلى تحقيق انسانيتكم في سلوككم وأقوالكم، وإلى التحقق بمبادئكم وتعاليم دينكم فيما يصدر عنكم من أعمال وأقوال وأفعال والى إظهار وطنيتكم عبر ما يتجلى على ألسنتكم من قول، وعلى سائر حواسكم من عمل، اتقوا الله، توبوا إلى الله، اتقوا ضمائركم، توبوا وعودوا إلى رشدكم، الآن الآن قبل فوات الأوان وقبل انتقام الله منا ويومئذ لات ساعة مندم ولاسيما وقد أقبل شهر الصيام والقيام والقرآن والمساواة والمواساة والصبر والمحبة والجود والعطاء، فهل ستكونون لهذا الشهر العظيم من الأوفياء أم أنكم في غفلة عنه وسيعلم الغافلون المتجاهلون أي منقلب ينقلبون.

لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا

http://tishreen.news.sy/tishreen/public/read/292978

 

التعليقات

شاركنا بتعليق