آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
هيّا جميعاً أيها الســوريـون إلى الخُـلُق العظــيم

هيّا جميعاً أيها الســوريـون إلى الخُـلُق العظــيم

تاريخ الإضافة: 2014/05/03 | عدد المشاهدات: 1873

قال لي: ما الخُلُقُ العظيم؟ فأجبت: "صِــلْ من قطـعك، وأعــطِ من حـرمــك، واعــفُ عمّن ظلـمك، وأحســـن إلى من أســـاء إليــك"، فاعلموا أيها السوريون أن لا أزمة منتهية إلا بالاعتصام بالخلق العظيم من خلال تطبيق مفرداته التي ذكرنا، ولعلي أضيف: تناسي الأسى ونبذ الأحقاد. والأمران الأخيران تخلية، أما الأمور الأربعة الأولى فتحليةٌ وتمثُّل، وعلى الجميع أن يعلموا أنَّ الخلاص في الإخلاص وهم يتخلّقون بالخلق العظيم، فالغاية في النهاية: إرضاء الدّيان وبناء الإنسان وخدمة الأوطان، فهيا يا ناس إلى ذلك قبل فوات الأوان، وإن فات الأوان فالظلمات متراكمة والدمار ممتدّ ومستمر والخراب مُسْتَشر، فهل إلى اتعاظٍ من ســـبيل؟!!

وأردف سائلي قائلاً: وهل يمكن أن يكون ذلك، وقد سُفكت دماء ودمّرت بيوت وخرّبت أسواق ومستشفيات ومصانع ومعامل و... ؟! أجبت: لأَنْ نفعلَ الخير متأخرين خيرٌ من أن لا يُفعل، هذا أولاً، ولأن نعتصم بحبل الله تائبين خيرٌ من أن نبقى متفرّقين متنازعين، لأن النهاية أحد أمرين: إما التوبة والخُلُق الحسن، وإما الاستمرار في النزاع والمسالحة والصراع الدموي، فأيُّ الأمرين أحق بالتبنيّ إن كنتم تعقلون، صحيح أن التوبة -وفق الشكل الذي ذكرناه- شاقة لكنها ذات آثار إيجابية، وصحيح أن اللاتوبة والاستمرار في النزاع مرغوب فيه لدى النفس الأمّارة لكن العاقبة هنا وخيمة ووخيمة جداً.

 فيا أيها السوريون على اختلاف المشارب والطوائف والمذاهب والأطياف والأعراق والطبائع: إنما هي لحظة الحسم، وها هو ذا تاريخنا يمسك بالقلم ليسجّل: فماذا أنتم فاعلون ؟! وحسبكم أن تسمعوا معي نداءً إلهياً: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) فكونوا الصالحين لترثوا سورية بجدارة سورية الحضارة والمجد والكرامة.

حلب الصمود: 3/5/2014

د. محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق