سورية أيتها الغالية لا تحزني: فمن يتركك ويهجرك اليوم أحد شخصين، فإما مضطر وهو معذور، وإما غير ذلك فهو مغرور موهوم مغدور مجرور.
الشرفاء – يا وطني - باقون صامدون عنوانهم ومسيرتهم عطاء وافتداء، ورايتهم حب وولاء.
سورية يا قِبلة الشَّام وسُرّتها: ما خلا وفاضك – يوماً - من بركات السماء رغم التخريب والتآمر والتدمير والاعتداء، - إذاً - فلن نرضى ولن نقبل بك عنك بديلاً، وهيهات أن نتخذ لسواكِ – مهما كان - سبيلاً، حُيّيتِ من وطنٍ حوى التاريخ والحضارة والأمجاد والأصالة، وما حوى من كل ذلك قليلاً.
سورية: محنتك زائلة وبعد المحنة منحة، والمنحة بناء وازدهار وعزة وفخار، ورفعة واقتدار، وغلَبَة وفتحٌ وانتصار، ويومئذ يفرح السوريون الشرفاء الصامدون الأوفياء، فيا سماء غرّدي و يا أرض تزيّني و يا جبال أوّبي فلقد جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً.
سورية يا وطن الإنسان حين يَعِزُّ الإنسان، و يا محلَّ عناية الرحيم الرحمن، اصبري وصابري، واصمدي وقاومي، وكوني موقنة: بأن البررة من أبنائك إن لم يكونوا فيك فأنتِ – وربّ الكعبة - فيهم، وأما العَقَقة فلن ينفعك بقاؤهم، ولن يضرّك رحيلهم وذهابهم.
دمتِ في عناية بارينا، يا لمعة النور في مآقينا.
حلب في 9/9/2015
محمود عكام
التعليقات