آخر تحديث: الجمعة 19 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
وتوبوا جميعاً أيها السوريُّون

وتوبوا جميعاً أيها السوريُّون

تاريخ الإضافة: 2016/02/06 | عدد المشاهدات: 1240

وتقول سوريَّة وهي حزينة: انظُر إلى ما صِرتُ إليه يابُنيّ: خرابٌ ودمارٌ ودماءٌ وسلبٌ ونهبٌ وضياع وتشريد، فهل كنتَ تتوقع أو تتصوَّر هذا؟! فأُجيب:
أولاً: لا تحزني إنَّ الله معك، وثانياً: إنَّها محنة وابتلاء ولله له فيها حِكَم، وممَّا لاشكَّ فيه أنَّ لتلك الحِكَم نتائج طيّبة فاصبري وصابري، ولاتنسي قول ربنا جلَّ شأنه: {ما أصاب من مصيبةٍ إلا بإذن الله ومَن يؤمن بالله يهدِ قلبه والله بكل شيءٍ عليم}، فآمني وازدادي إيماناً -ياسوريَّة الغالية- أعني يا أبناءها الأبرار، وارجعوا إلى ربّكم رُجوع التائب الصَّادق فسيهدي قلوبكم وقلوبنا، ولعلَّ الرُّجوع الصَّادق الذي أعنيه هو: العبودية الواعية الخالصة الصَّادقة التي تُفرز سلوكاً طيّباً رشيداً صالحاً مُصلِحاً يشعُّ أمناً وأماناً وسلماً وسلاماً لبعضنا من بعضنا ولكلّنا من كلّنا، فالعبدُ المؤمن مَن أمِنَه الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم، ومن بابٍ أولى مَن أمِنَه جيرانه ومُعاهدوه وأقرباؤه ومُواطنوه، فيا عباد الله -واسمعوها صريحة من ربكم كما جاء في الحديث القدسيِّ الصَّحيح: (إني حرَّمتُ الظلم على نفسي وجعلتُه بينكم مُحرَّماً فلا تظالموا) فمَن تحققَّ بالعبودية التي ذكرنا وشرحنا فقلبُه مُطمئن مَهديّ، والقلبُ هو الرُّكن للقالب والظاهر، (ألا وإنَّ في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).

أرأيتِ يا سورية الغالية كيف تتخلصين من هذا الذي ألمَّ بك، ناشدي أبناءك من أجل إيمانٍ أكيد يرسخ في قلوبهم برهانُه: عملٌ صالح نافعٌ وخلقٌ حسن.

وفي النهاية: هنيئاً وطوبى لمَن أزال الحزنَ عن سوريَّة الحبيبة، والعار والخذلان لمن استطاع فلم يفعلْ وأبى واستكبر؛ اللهم اكفِ سورية همَّها وغمَّها، وأعد إليها أمنها وأمانها واستقرارها وازدهارها ياربَّ العالمين.

حـــلـــب
السبت 26/ ربيع الثاني /1437
6/ شــــباط /2016

د. محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق